رهين
2008/10/31, 1:09 AM
اكيد الكل سمع عن نهى رشدي صاحبه قضيه التحرش الكبري في مصر حاليا
والي اتحكم علي الي اعتدي عليها بـ 3 سنين وكتير من المحامين شيفين ان الحكم دي مبالغ فيه
امبارك في برنامج 90 دقيقه
واتكتب المقال دي حبيت اروهولكم
وعاوز اسمع رابيكم في الرد
نهي رشدي .. و اخيرا ً اكتشفنا المؤامرة الاسرائيلية-منذ ان باشرت نهي رشدي قضيتها الاولي من نوعها امام المحاكم المصرية , و هنالك ردود افعال غريبة استمع لها , او اقرأها هنا و هناك تجعلني اود ان اتوقف امامها بالتعليق , ثم اتي الفصل الجديد لهذه القضية حافزا ً لاتخاذ هذه الوقفة
بداية , نهي رشدي فتاة عادية مثل اي فتاة تسير في الشوارع المصرية , لا ترتدي اي ملابس ساخنة او تضع مكياج صارخ , بل متوسطة الجمال مثلها مثل معظم خلق الله , تعرضت لحادث تحرش جنسي من قبل احدي السائقين , و لكنها بدلا ً من اتخاذ الامر المعتاد الذي تتخذه كل فتيات مصر بالسكوت ( و سوف نتحدث عن اسباب هذا السكوت لاحقا ً ) , قررت الفتاة ان تلاحق المتحرش بها , خاصة ان الرجل مثله مثل الكثيرون من اللذين يفعلون هذه الفعلة وقف يضحك و يتشفي منها عقب فعلته , مما سهل لها مهمة الامساك به و الاستنجاد بالناس
الفكرة العامة التي اعرفها عن اي بلد يدعي انه بلد عربي او انه بلد مسلم او انه بلد الأمن الامان , او ان به رجال حقيقيين انه فعلا يهرع الي المكان خمسون رجلا ً علي الاقل , و منهم من يوسع الفتي ضربا ً .. و منهم من يحضر للفتاة كرسي و كوبا ً من المياه , دعك من ان المنطقة التي جرت فيها الواقعة اساسا ً قريبة من منطقة عسكرية , و لكن علي ما يبدو ان جنود هذه المنطقة العسكرية مهمتهم حراسة المدافع الاثرية التي يكتظ بها هذه المنطقة , المهم .. هذا ما اتصوره وفق هويتي بلادي العربية و الاسلامية , و لكن الحاصل مع نهي امر مختلف , فلم يتجمهر احد , و لم ينجدها احد , بل ان صديقة لها كانت معها ذهبت الي حارس العقار الذي تقطن به من اجل طلب النجدة , فاذا بالرجل لا يلبي نداء الفتاة , علما ً بأن المتحرش فعليا ً يقف في مكانه
و لكن القدر كان له حسابات اخري , فاذا بــ جار للفتاة يهرع للمكان , اضافة الي ابيها , و اخذوا الرجل معهم الي القسم .. هنا فقط تجمهر البعض و ما ان عرفوا بالحالة حتي ذهلوا .. و راحوا ينصحون الفتاة بعدم فضح نفسها !! , الا ان الفتاة المثقفة – لعددا ً من العموامل ابسطها انها خريجة كلية الحقوق و تعرف حقوقها – اصرت علي اصطحاب الرجل الي القسم , كما ان الواقعة محددة و الرجل معترف بكل بساطة و لديها شهود , ذهبت الي النقطة اولا ً .. فقالوا لها انه لا يمكن عمل محضر هنا يجب الذهاب الي القسم !! , و هو اجراء دائما يشغل بالي بشدة , فماذا لو كانت هنالك جريمة عاجلة يجب الابلاغ عنها او تحرير محضر بها , ما فائدة النقطة اذا ً ؟؟ , المهم ان الفتاة اخيرا ً وصلت الي القسم و محررت المحضر
الفصل الثاني بدأ , بالطبع اسطوانة " لمي الموضوع و بلاش فضايح " قيلت للفتاة في كل مناسبة و بمناسبة و بدون مناسبة , الا ان دعم الاسرة للفتاة كان اكبر دافع لها , اضافة الي عدد من رجال الشرطة الشرفاء الذين بادروا بالاتصال بالفتاة مؤكدين انهم سوف يتولون الدفاع عنها اذا كانت متخوفة من اي تهديدات , و هكذا انتهت القضية بثلاثة سنوات حبس للمتحرش اضافة الي غرامة 5000 جنيه
انتهت القضية من وجهة نظري , و لكني تفاجئت بسيل من الاراء الغريبة حقا ً .. ابسطها ما خرج علينا منذ ساعات من ان نهي رشدي من عرب 48 و بالتالي هي اسرائيلية , و طالما هي اسرائيلية فأن الامر مؤامرة ! .. هكذا اوتوماتيكيا ً بما انها اسرائيلية فالامر مؤامرة
بداية المتحرش اعترف بالامر و بالتالي سواء كانت الفتاة اسرائيلية او يهودية او حتي مجوسية فالامر منتهي
فلو تحدثنا وفق هوي اتباع التيارات الدينية , او وفق الدين عموما ً .. فقط حرم الله تعالي كافة انواع التحرش الجنسي او اي علاقة جنسية من اي نوع خارج اطار الزواج و اي معتدي علي اي امرأة لابد و ان يأخذ جزاءه , سواء كانت تلك المرأة مصرية او غربية او مسلمة او مسيحية او حتي غير مؤمنة – و العياذ بالله – بالله تعالي .. و حتي لو ان هذا المتحرش غير مصري او مسلم , فأن قانون البلد الذي جرت فيه الواقعة هو الذي يطبق , و لست اعرف حقا ً منذ متي نسأل سيدة جري التحرش بها في شوارعنا عن دينها و جنسيتها , بل ان الفتاة حتي لو كانت امريكية قادمة من ارض المعتدين علي العراق , او اسرائيلية قادمة من الحثالة المعتدين علي فلسطين , فطالما هي علي ارضنا فهي في حمايتنا ما لم تعتدي علينا , هذا هو الدين الاسلامي المعروف , ما لم يكن هنالك فتوي عبقرية صدرت بينما انا في الحمام تقول انه يمكن الجهاد ضد الامريكان و الاسرائيلين عبر التحرش بنسائهم في قلب العاصمة المصرية
و استرسل قليلا ً في موضوع الدين , فازيد قائلا ً ان الدين الاسلامي منع المسلم من الايتان باي فعل جنسي خارج اطار العلاقة الشرعية حتي لو كانت الفتاة التي امامه عارية , او متبرجة , او حتي تدعوه الي المعصية , فالدين حينما امرنا بغض البصر و عدم الزنا و خلافه لم يكن يقول لنا ذلك و نحن نبحلق كعادة رجالنا في وجوه النساء المتشحات بالسواد او المحجبات , بل كان المقصد هو كل النساء , السافرة و المتدينة , و اقول الفقرة الاخيرة ردا ً علي الاقاويل الغريبة التي اصبحت اسمعها الفترة الماضية من ان جرائم التحرش و الاغتصاب نتيجة طبيعية (!!) لما يراه الشباب من عري في الشوارع و الفضائيات
و بالتالي الفتاة التي تقرر ان تقدم بشكوي ضد من فعل بها ذلك , لا اظن انها اخطئت , او خرجت عن اي دين متعارف عليه , بل انها تطبق قول الدين حينما قال ان الساكت عن الحق شيطان اخرس , او من رأي منكرا ً فليغيره بيده
هذا رأي الدين , اما هواة العلمانية – منورين يا جماعة و الله – فالطبع اي اعتداء بدني من اي نوع يستحق العقاب , و يتسحق ان يقوم المعتدي عليه بالشكوي , هذا ما اعرفه
و بالتالي الفتاة في اي فكر لم تجرم , و لكني افاجأ بأراء غريبة حتي من قبل خروج اسطوانة اسرائيلية نهي رشدي , كلها تدور حول كيف جرأت تلك الفتاة باهانة نفسها , او اهانة الشعب المصري و الرجل المصري بهذه القضية ؟؟ .. و كلام علي غرار ما البنات ماشية لابسة معرفش ايه , و الازمة الاقتصادية , و مش لاقيين نتجوز , يعني هو ربنا لما نهي عن الحرام في الدين نهي عنه لمن هو متزوج , او من هو لا يشعر بالازمة الاقتصادية , او الضرير الذي يري الفتيات المتبرجات في الشارع
الغريب ان كل هذه الاراء مردود عليها , فالفتيات يتعرضن للتحرش في مصر منذ سن السابعة , و تتعرض المحجبة و المتدينة و الغير متبرجة للمعاكسة و التحرش بل و الاغتصاب مثلها مثل الغير ذلك , قمة المساواة الحقيقة
الحقيقة ان الشعب لم يعد يعرف دينه , الي جانب ان نظرة الازدراء التي ينظر لها المجتمع الي المرأة وصلت الي اسوأ مستوي يمكن الوصول اليه , و تستمر المعدلات انخفاضا ً , الحقيقة اننا اصبحنا نمارس الدين وفق نظرية الاعيمة تسمي التعرض الانتقائي , بما نختار منه ما يفيدنا , كأننا ذاهبون الي سوبر ماركت محتظز بالسلع , فنختار ما نراه يناسبنا و لا نأخذ الباقي , و كأن الدين او المبادئ عموما ً تتجزأ , هذه الايام هنالك موجة تدين اسلامية هائلة تكتسح المجتمع المصري , سواء اتفقنا مع اهدافها و قادتها الا انها ناجحة و لها اتباع كثيرون , فلماذا نجد الظواهر المخالفة للدين في تصاعد غريب ؟ , علما ً بأنني لا احمل الدعاة الاسلاميين مسئولية عدم مقاومة الظاهرة او ما شابه لانه في فترة تمت مهاجمتهم من هذا المحور .. فـ يد لوحدها لا تصفق و الشيزوفرينيا التي يمر بها المجتمع بحاجة الي دراسة كبري اكبر من ان تأخذ بشقها الديني فحسب رغم ان الدين – قطعا ً – هو أساس كل شئ في حياتنا
ثم اذا كانت الازمة الاقتصادية و العري و الفضائيات هي سبب الازمة , فهل هي كذلك سبب التحول الاخلاقي في سلوكيات الناس من الناحية الاجتماعية ؟ بمعني السكوت الذي نراه , الرجال يشاهدون التحرش امامهم في الاتوبيسات و وسائل النقل بل و الشوارع و لا يتحركون , هل الرجل المصري اصبح لا يتحرك امام هذه الامور لانه متأثر بالازمة الاقتصادية و العري و الفضائيات ؟ و الاسطوانات المشروخة التي تتردد امام كل حالة تود ان تحصل علي حقها .. هل خوفا ً من تفاقم الازمة الاقتصادية ؟ ام ان شعار هذا الجيل هو دعوني اتحرش في صمـ(؟؟)ــت
اشعر ان هنالك من شعر بان رجولته في خطر عقب الحكم لا قبله !! , هنالك حالة استنكار من الرجال للحكم كأنه اعتداء عليهم , و هنالك حالة انكار جماعي اجتماعي للظاهرة و الحالة كما لو كانت نهي رشدي حادثة فردية , او تنتمي بدورها الي القلة المندســ(!!)ـــة
ثم تأتي المرحلة الاخيرة من القصة , أخيرة لانها حدثت منذ ساعات , لانه علي ما يبدو انه مستحيل ان تظل اخيرة طالما هذا المجتمع يقوم بــ تعليق المشانق للضحايا و يكرم الجلادين , محامية ارادت ان تجعل فخر و مجد القضية جزءا ً من سيرتها الذاتية , فلما رفضت نهي رشدي الامر , لانه هنالك محاميين كانوا معها منذ البداية خرجت هذه المحامية تدعي عليها ادعاءات خطيرة , و الغريب انه رغم نفي نهي رشدي لهذه الادعاءات فانه حتي لو كانت هذه الادعاءات حقيقة فانها لم تهز او تضرب جوهر القضية
تعالوا نناقش هذه الادعاءات , تقول المحامية انها فوئجت ان نهي مولودة في يافا و انها اسرائيلية من عرب 48 , و بالتالي ان ما جري مؤامرة , و فورا ً خرجت عشرات المدونات و جروبات علي الفيس بوك , كلها تموج بالرجال المجروحين في رجولتهم عقب الحكم الغادر الذي نال من كرامة الرجل المصري .. كلهم يعلنون تأييدهم لهذا الكلام !! , و انهم لم يصدقوا منذ البداية دعوي الفتاة !! , بداية عرب 48 كما يبدو من اسمهم هم فلسطينين رفضوا مغادرة بلادهم عقب حرب 1948 , و وفقا ً للقانون فان الكيان الصهيوني حينما اعلن عن نفسه في 15 مايو 1948 اصبح مجبرا ً علي اعطائهم الجنسية , اساسا ً مناحم بيجن سفاح دير ياسين اعترف انه و باقي جلادين العصابات الصهيونية في فلسطين تعمدوا الوحشة في المذابح ضد الفلسطينين في سنوات ما قبل قيام الكيان الصهيوني لمعرفتهم انه فور قيام دولة اسرائيل فانه قانونيا ً يتم تجنيس هؤلاء بجنسية الدولة المعلنة , و لما كان انصار الحركات الصهيونية ضد تواجد العرب داخل الدولة فقط تعمدوا العنف في المذابح حتي يتخوف الفلسطينين من هول ما يسمعوا و يغادروا البلاد مبكرا ً قبل اعلان الدولة الاسرائيلية , و هو ما حدث بالفعل باستثناء مجموعة قليلة جدا ً اطلق عليها عرب 1948 , بقيت داخل اسرائيل او ما سمي داخل الخط الاخضر , و نالوا الجنسية بحكم القانون , و بالتالي هم حافظوا علي حقهم في اراضيهم و بيوتهم , و لتذهب الجنسية الي الجحيم – كما يفكرون – و هم مخلصين للقضية العربية باستثناء قلة قليلة منهم تأثرت بالعيش و الترعرع في المجتمع الاسرائيلي , الخلاصة انه كونها من عرب 1948 ليس تهمة علي اي صعيد ما لم يثبت لنا جهاز مخابراتنا انها جاسوسة , و من ناحية اخري و كما اوضحت في صدر مقالي فانه من الناحية الدينية و الانسانية لو كانت من عرب 48 او حتي اسرائيلية و جري التحرش بها في مصر فهي من الناحية القانونية و الدينية و الانسانية في حمي اهل هذه الديار و بالتالي وجب حمايتها
اما نقطة انه بما انها اسرائيلية فهي مؤامرة هذه العبارة او هذا المنطق يظهر لنا ذروة التردي العقلي الذي وصل اليه العقلية العربية , اسرائيل سوف تترك حزب الله و سوريا و ايران او حتي الحكومات العربية التي قد يعلو صوتها من حين لاخر , و سوف تتفرغ لنسج مؤامرة ضد رجولة و فحولة الرجل المصري , و سمعته في المحافل الدولية كــ رجل لا يشق له غبار , و ذلك عبر طلق عملية لها في الشوارع المصرية من اجل الادعاء علي رجل ليس له ادني قيمة في اي معادلة سياسية من اي نوع !! , علما ً بأن الرجل معترف , فهل جري تنويمه مغناطيسيا ً ؟؟ , ام ان حكومتنا مشتركة في المؤامرة الدولية للنيل من فخر عروبتنا – رجولة الرجل المصري في اقوال اخري – و لفقت له التهمة ؟؟؟ , و الاغرب ان هذا الهراء ينشر في واحدة من اهم الصحف المصرية حاليًا
و لكن نهي رشدي نفت كل هذا الامر , فهي من والد فلسطيني و لكنه غادر مع والده فلسطين – بكل اسف – و انها تحمل جواز سفر مصري و اخر ليبي و تعلمت و درست و تخرجت من مدارس و جامعة مصرية – كلية حقوق جامعة القاهرة دفعة 2005 – و ردت علي باقي تفاصيل لا تهمني بشكل شخصي صاغتها المحامية التي ارادت هدم المعبد فوق رأس نهي رشدي لمجرد ان الاخيرة رفضت ان تشارك هذه المحامية حق و جهد زملائها الافاضل في المرافعة التاريخية التي ادت بدورها الي حكم تاريخي اعتبره بشكل شخصي رد كرامة و اعتبار لكل امرأة حبست صرخة ألم و ضيق و كبت حينما تم التحرش بها في مصر لانها تعرف جيدا ً اي عابر بجانبها لن ينجدها او يناصرها , بل و سوف يوبخها علي سلوكها الغير حضاري و الغير اخلاقي بفضح نفسها عبر الشعور بالضيق من المتحرش , و كأنما المفروض علي النساء هو الوقوف في مكانهم الي ان ينتهي كل مريض حقير من فعلته قبل ان تعدل من ملابسها و كأنما لم يحدث شئ
منذ بضعة ايام اصدرت وزارة الخارجية الامريكية تحذيرا ً للمواطنين الامريكان بتوخي الحذر في مصر من حوادث التحرش الجنسي , اصبحنا معروفين دوليا ً بهذه الآفة , و اتمني الا اري يوما ً من يخبرني ان تقرير الخارجية الامريكية هو ايضا ً مؤامرة , او ان الحكومة الامريكية التي تعاني الامرين في العراق و افغانستان , مع اسوأ ازمة اقتصادية تمر بالعالم منذ 80 سنة اضافة الي احداث عسكرية تهز موازين القوي الدولية في البلقان سوف تتفرغ – ايضا ً – لمهاجمة الشعب المصري و الرجل المصري
حقيقة في مجتمع نظامه التعليمي و الترباوي و الديني و الاجتماعي و حتي السياسي و الاقتصادي منهار تماما ً اقف مندهشا ً .. و اتساءل .. اين الحل حتي تنظف بلادي من كل هذه القذارة .. ليرحمنا الله
المقال مكتبو بقلم إيــــهــــاب عــــــمـــــر (http://www.omraneya.net/node/64415)
في مدونه العمرانيه
والي اتحكم علي الي اعتدي عليها بـ 3 سنين وكتير من المحامين شيفين ان الحكم دي مبالغ فيه
امبارك في برنامج 90 دقيقه
واتكتب المقال دي حبيت اروهولكم
وعاوز اسمع رابيكم في الرد
نهي رشدي .. و اخيرا ً اكتشفنا المؤامرة الاسرائيلية-منذ ان باشرت نهي رشدي قضيتها الاولي من نوعها امام المحاكم المصرية , و هنالك ردود افعال غريبة استمع لها , او اقرأها هنا و هناك تجعلني اود ان اتوقف امامها بالتعليق , ثم اتي الفصل الجديد لهذه القضية حافزا ً لاتخاذ هذه الوقفة
بداية , نهي رشدي فتاة عادية مثل اي فتاة تسير في الشوارع المصرية , لا ترتدي اي ملابس ساخنة او تضع مكياج صارخ , بل متوسطة الجمال مثلها مثل معظم خلق الله , تعرضت لحادث تحرش جنسي من قبل احدي السائقين , و لكنها بدلا ً من اتخاذ الامر المعتاد الذي تتخذه كل فتيات مصر بالسكوت ( و سوف نتحدث عن اسباب هذا السكوت لاحقا ً ) , قررت الفتاة ان تلاحق المتحرش بها , خاصة ان الرجل مثله مثل الكثيرون من اللذين يفعلون هذه الفعلة وقف يضحك و يتشفي منها عقب فعلته , مما سهل لها مهمة الامساك به و الاستنجاد بالناس
الفكرة العامة التي اعرفها عن اي بلد يدعي انه بلد عربي او انه بلد مسلم او انه بلد الأمن الامان , او ان به رجال حقيقيين انه فعلا يهرع الي المكان خمسون رجلا ً علي الاقل , و منهم من يوسع الفتي ضربا ً .. و منهم من يحضر للفتاة كرسي و كوبا ً من المياه , دعك من ان المنطقة التي جرت فيها الواقعة اساسا ً قريبة من منطقة عسكرية , و لكن علي ما يبدو ان جنود هذه المنطقة العسكرية مهمتهم حراسة المدافع الاثرية التي يكتظ بها هذه المنطقة , المهم .. هذا ما اتصوره وفق هويتي بلادي العربية و الاسلامية , و لكن الحاصل مع نهي امر مختلف , فلم يتجمهر احد , و لم ينجدها احد , بل ان صديقة لها كانت معها ذهبت الي حارس العقار الذي تقطن به من اجل طلب النجدة , فاذا بالرجل لا يلبي نداء الفتاة , علما ً بأن المتحرش فعليا ً يقف في مكانه
و لكن القدر كان له حسابات اخري , فاذا بــ جار للفتاة يهرع للمكان , اضافة الي ابيها , و اخذوا الرجل معهم الي القسم .. هنا فقط تجمهر البعض و ما ان عرفوا بالحالة حتي ذهلوا .. و راحوا ينصحون الفتاة بعدم فضح نفسها !! , الا ان الفتاة المثقفة – لعددا ً من العموامل ابسطها انها خريجة كلية الحقوق و تعرف حقوقها – اصرت علي اصطحاب الرجل الي القسم , كما ان الواقعة محددة و الرجل معترف بكل بساطة و لديها شهود , ذهبت الي النقطة اولا ً .. فقالوا لها انه لا يمكن عمل محضر هنا يجب الذهاب الي القسم !! , و هو اجراء دائما يشغل بالي بشدة , فماذا لو كانت هنالك جريمة عاجلة يجب الابلاغ عنها او تحرير محضر بها , ما فائدة النقطة اذا ً ؟؟ , المهم ان الفتاة اخيرا ً وصلت الي القسم و محررت المحضر
الفصل الثاني بدأ , بالطبع اسطوانة " لمي الموضوع و بلاش فضايح " قيلت للفتاة في كل مناسبة و بمناسبة و بدون مناسبة , الا ان دعم الاسرة للفتاة كان اكبر دافع لها , اضافة الي عدد من رجال الشرطة الشرفاء الذين بادروا بالاتصال بالفتاة مؤكدين انهم سوف يتولون الدفاع عنها اذا كانت متخوفة من اي تهديدات , و هكذا انتهت القضية بثلاثة سنوات حبس للمتحرش اضافة الي غرامة 5000 جنيه
انتهت القضية من وجهة نظري , و لكني تفاجئت بسيل من الاراء الغريبة حقا ً .. ابسطها ما خرج علينا منذ ساعات من ان نهي رشدي من عرب 48 و بالتالي هي اسرائيلية , و طالما هي اسرائيلية فأن الامر مؤامرة ! .. هكذا اوتوماتيكيا ً بما انها اسرائيلية فالامر مؤامرة
بداية المتحرش اعترف بالامر و بالتالي سواء كانت الفتاة اسرائيلية او يهودية او حتي مجوسية فالامر منتهي
فلو تحدثنا وفق هوي اتباع التيارات الدينية , او وفق الدين عموما ً .. فقط حرم الله تعالي كافة انواع التحرش الجنسي او اي علاقة جنسية من اي نوع خارج اطار الزواج و اي معتدي علي اي امرأة لابد و ان يأخذ جزاءه , سواء كانت تلك المرأة مصرية او غربية او مسلمة او مسيحية او حتي غير مؤمنة – و العياذ بالله – بالله تعالي .. و حتي لو ان هذا المتحرش غير مصري او مسلم , فأن قانون البلد الذي جرت فيه الواقعة هو الذي يطبق , و لست اعرف حقا ً منذ متي نسأل سيدة جري التحرش بها في شوارعنا عن دينها و جنسيتها , بل ان الفتاة حتي لو كانت امريكية قادمة من ارض المعتدين علي العراق , او اسرائيلية قادمة من الحثالة المعتدين علي فلسطين , فطالما هي علي ارضنا فهي في حمايتنا ما لم تعتدي علينا , هذا هو الدين الاسلامي المعروف , ما لم يكن هنالك فتوي عبقرية صدرت بينما انا في الحمام تقول انه يمكن الجهاد ضد الامريكان و الاسرائيلين عبر التحرش بنسائهم في قلب العاصمة المصرية
و استرسل قليلا ً في موضوع الدين , فازيد قائلا ً ان الدين الاسلامي منع المسلم من الايتان باي فعل جنسي خارج اطار العلاقة الشرعية حتي لو كانت الفتاة التي امامه عارية , او متبرجة , او حتي تدعوه الي المعصية , فالدين حينما امرنا بغض البصر و عدم الزنا و خلافه لم يكن يقول لنا ذلك و نحن نبحلق كعادة رجالنا في وجوه النساء المتشحات بالسواد او المحجبات , بل كان المقصد هو كل النساء , السافرة و المتدينة , و اقول الفقرة الاخيرة ردا ً علي الاقاويل الغريبة التي اصبحت اسمعها الفترة الماضية من ان جرائم التحرش و الاغتصاب نتيجة طبيعية (!!) لما يراه الشباب من عري في الشوارع و الفضائيات
و بالتالي الفتاة التي تقرر ان تقدم بشكوي ضد من فعل بها ذلك , لا اظن انها اخطئت , او خرجت عن اي دين متعارف عليه , بل انها تطبق قول الدين حينما قال ان الساكت عن الحق شيطان اخرس , او من رأي منكرا ً فليغيره بيده
هذا رأي الدين , اما هواة العلمانية – منورين يا جماعة و الله – فالطبع اي اعتداء بدني من اي نوع يستحق العقاب , و يتسحق ان يقوم المعتدي عليه بالشكوي , هذا ما اعرفه
و بالتالي الفتاة في اي فكر لم تجرم , و لكني افاجأ بأراء غريبة حتي من قبل خروج اسطوانة اسرائيلية نهي رشدي , كلها تدور حول كيف جرأت تلك الفتاة باهانة نفسها , او اهانة الشعب المصري و الرجل المصري بهذه القضية ؟؟ .. و كلام علي غرار ما البنات ماشية لابسة معرفش ايه , و الازمة الاقتصادية , و مش لاقيين نتجوز , يعني هو ربنا لما نهي عن الحرام في الدين نهي عنه لمن هو متزوج , او من هو لا يشعر بالازمة الاقتصادية , او الضرير الذي يري الفتيات المتبرجات في الشارع
الغريب ان كل هذه الاراء مردود عليها , فالفتيات يتعرضن للتحرش في مصر منذ سن السابعة , و تتعرض المحجبة و المتدينة و الغير متبرجة للمعاكسة و التحرش بل و الاغتصاب مثلها مثل الغير ذلك , قمة المساواة الحقيقة
الحقيقة ان الشعب لم يعد يعرف دينه , الي جانب ان نظرة الازدراء التي ينظر لها المجتمع الي المرأة وصلت الي اسوأ مستوي يمكن الوصول اليه , و تستمر المعدلات انخفاضا ً , الحقيقة اننا اصبحنا نمارس الدين وفق نظرية الاعيمة تسمي التعرض الانتقائي , بما نختار منه ما يفيدنا , كأننا ذاهبون الي سوبر ماركت محتظز بالسلع , فنختار ما نراه يناسبنا و لا نأخذ الباقي , و كأن الدين او المبادئ عموما ً تتجزأ , هذه الايام هنالك موجة تدين اسلامية هائلة تكتسح المجتمع المصري , سواء اتفقنا مع اهدافها و قادتها الا انها ناجحة و لها اتباع كثيرون , فلماذا نجد الظواهر المخالفة للدين في تصاعد غريب ؟ , علما ً بأنني لا احمل الدعاة الاسلاميين مسئولية عدم مقاومة الظاهرة او ما شابه لانه في فترة تمت مهاجمتهم من هذا المحور .. فـ يد لوحدها لا تصفق و الشيزوفرينيا التي يمر بها المجتمع بحاجة الي دراسة كبري اكبر من ان تأخذ بشقها الديني فحسب رغم ان الدين – قطعا ً – هو أساس كل شئ في حياتنا
ثم اذا كانت الازمة الاقتصادية و العري و الفضائيات هي سبب الازمة , فهل هي كذلك سبب التحول الاخلاقي في سلوكيات الناس من الناحية الاجتماعية ؟ بمعني السكوت الذي نراه , الرجال يشاهدون التحرش امامهم في الاتوبيسات و وسائل النقل بل و الشوارع و لا يتحركون , هل الرجل المصري اصبح لا يتحرك امام هذه الامور لانه متأثر بالازمة الاقتصادية و العري و الفضائيات ؟ و الاسطوانات المشروخة التي تتردد امام كل حالة تود ان تحصل علي حقها .. هل خوفا ً من تفاقم الازمة الاقتصادية ؟ ام ان شعار هذا الجيل هو دعوني اتحرش في صمـ(؟؟)ــت
اشعر ان هنالك من شعر بان رجولته في خطر عقب الحكم لا قبله !! , هنالك حالة استنكار من الرجال للحكم كأنه اعتداء عليهم , و هنالك حالة انكار جماعي اجتماعي للظاهرة و الحالة كما لو كانت نهي رشدي حادثة فردية , او تنتمي بدورها الي القلة المندســ(!!)ـــة
ثم تأتي المرحلة الاخيرة من القصة , أخيرة لانها حدثت منذ ساعات , لانه علي ما يبدو انه مستحيل ان تظل اخيرة طالما هذا المجتمع يقوم بــ تعليق المشانق للضحايا و يكرم الجلادين , محامية ارادت ان تجعل فخر و مجد القضية جزءا ً من سيرتها الذاتية , فلما رفضت نهي رشدي الامر , لانه هنالك محاميين كانوا معها منذ البداية خرجت هذه المحامية تدعي عليها ادعاءات خطيرة , و الغريب انه رغم نفي نهي رشدي لهذه الادعاءات فانه حتي لو كانت هذه الادعاءات حقيقة فانها لم تهز او تضرب جوهر القضية
تعالوا نناقش هذه الادعاءات , تقول المحامية انها فوئجت ان نهي مولودة في يافا و انها اسرائيلية من عرب 48 , و بالتالي ان ما جري مؤامرة , و فورا ً خرجت عشرات المدونات و جروبات علي الفيس بوك , كلها تموج بالرجال المجروحين في رجولتهم عقب الحكم الغادر الذي نال من كرامة الرجل المصري .. كلهم يعلنون تأييدهم لهذا الكلام !! , و انهم لم يصدقوا منذ البداية دعوي الفتاة !! , بداية عرب 48 كما يبدو من اسمهم هم فلسطينين رفضوا مغادرة بلادهم عقب حرب 1948 , و وفقا ً للقانون فان الكيان الصهيوني حينما اعلن عن نفسه في 15 مايو 1948 اصبح مجبرا ً علي اعطائهم الجنسية , اساسا ً مناحم بيجن سفاح دير ياسين اعترف انه و باقي جلادين العصابات الصهيونية في فلسطين تعمدوا الوحشة في المذابح ضد الفلسطينين في سنوات ما قبل قيام الكيان الصهيوني لمعرفتهم انه فور قيام دولة اسرائيل فانه قانونيا ً يتم تجنيس هؤلاء بجنسية الدولة المعلنة , و لما كان انصار الحركات الصهيونية ضد تواجد العرب داخل الدولة فقط تعمدوا العنف في المذابح حتي يتخوف الفلسطينين من هول ما يسمعوا و يغادروا البلاد مبكرا ً قبل اعلان الدولة الاسرائيلية , و هو ما حدث بالفعل باستثناء مجموعة قليلة جدا ً اطلق عليها عرب 1948 , بقيت داخل اسرائيل او ما سمي داخل الخط الاخضر , و نالوا الجنسية بحكم القانون , و بالتالي هم حافظوا علي حقهم في اراضيهم و بيوتهم , و لتذهب الجنسية الي الجحيم – كما يفكرون – و هم مخلصين للقضية العربية باستثناء قلة قليلة منهم تأثرت بالعيش و الترعرع في المجتمع الاسرائيلي , الخلاصة انه كونها من عرب 1948 ليس تهمة علي اي صعيد ما لم يثبت لنا جهاز مخابراتنا انها جاسوسة , و من ناحية اخري و كما اوضحت في صدر مقالي فانه من الناحية الدينية و الانسانية لو كانت من عرب 48 او حتي اسرائيلية و جري التحرش بها في مصر فهي من الناحية القانونية و الدينية و الانسانية في حمي اهل هذه الديار و بالتالي وجب حمايتها
اما نقطة انه بما انها اسرائيلية فهي مؤامرة هذه العبارة او هذا المنطق يظهر لنا ذروة التردي العقلي الذي وصل اليه العقلية العربية , اسرائيل سوف تترك حزب الله و سوريا و ايران او حتي الحكومات العربية التي قد يعلو صوتها من حين لاخر , و سوف تتفرغ لنسج مؤامرة ضد رجولة و فحولة الرجل المصري , و سمعته في المحافل الدولية كــ رجل لا يشق له غبار , و ذلك عبر طلق عملية لها في الشوارع المصرية من اجل الادعاء علي رجل ليس له ادني قيمة في اي معادلة سياسية من اي نوع !! , علما ً بأن الرجل معترف , فهل جري تنويمه مغناطيسيا ً ؟؟ , ام ان حكومتنا مشتركة في المؤامرة الدولية للنيل من فخر عروبتنا – رجولة الرجل المصري في اقوال اخري – و لفقت له التهمة ؟؟؟ , و الاغرب ان هذا الهراء ينشر في واحدة من اهم الصحف المصرية حاليًا
و لكن نهي رشدي نفت كل هذا الامر , فهي من والد فلسطيني و لكنه غادر مع والده فلسطين – بكل اسف – و انها تحمل جواز سفر مصري و اخر ليبي و تعلمت و درست و تخرجت من مدارس و جامعة مصرية – كلية حقوق جامعة القاهرة دفعة 2005 – و ردت علي باقي تفاصيل لا تهمني بشكل شخصي صاغتها المحامية التي ارادت هدم المعبد فوق رأس نهي رشدي لمجرد ان الاخيرة رفضت ان تشارك هذه المحامية حق و جهد زملائها الافاضل في المرافعة التاريخية التي ادت بدورها الي حكم تاريخي اعتبره بشكل شخصي رد كرامة و اعتبار لكل امرأة حبست صرخة ألم و ضيق و كبت حينما تم التحرش بها في مصر لانها تعرف جيدا ً اي عابر بجانبها لن ينجدها او يناصرها , بل و سوف يوبخها علي سلوكها الغير حضاري و الغير اخلاقي بفضح نفسها عبر الشعور بالضيق من المتحرش , و كأنما المفروض علي النساء هو الوقوف في مكانهم الي ان ينتهي كل مريض حقير من فعلته قبل ان تعدل من ملابسها و كأنما لم يحدث شئ
منذ بضعة ايام اصدرت وزارة الخارجية الامريكية تحذيرا ً للمواطنين الامريكان بتوخي الحذر في مصر من حوادث التحرش الجنسي , اصبحنا معروفين دوليا ً بهذه الآفة , و اتمني الا اري يوما ً من يخبرني ان تقرير الخارجية الامريكية هو ايضا ً مؤامرة , او ان الحكومة الامريكية التي تعاني الامرين في العراق و افغانستان , مع اسوأ ازمة اقتصادية تمر بالعالم منذ 80 سنة اضافة الي احداث عسكرية تهز موازين القوي الدولية في البلقان سوف تتفرغ – ايضا ً – لمهاجمة الشعب المصري و الرجل المصري
حقيقة في مجتمع نظامه التعليمي و الترباوي و الديني و الاجتماعي و حتي السياسي و الاقتصادي منهار تماما ً اقف مندهشا ً .. و اتساءل .. اين الحل حتي تنظف بلادي من كل هذه القذارة .. ليرحمنا الله
المقال مكتبو بقلم إيــــهــــاب عــــــمـــــر (http://www.omraneya.net/node/64415)
في مدونه العمرانيه