المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسطين.. بين مؤامرات الصهيونية والاستعمار " المكتبه التاريخيه"



mona
2009/1/8, 7:37 PM
فلسطين.. بين مؤامرات الصهيونية والاستعمار



حسن صبري الخولي *
سنة النشر :1968
دار النشر :القاهرة - المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالتعاون مع دار الشعب للطبع والنشر.



حازت القضية الفلسطينية وفى القلب منها قضية القدس على الجانب الأكبر من اهتمام العرب والمسلمين عبر سنوات تاريخ الصراع العربي - الصهيوني قبل وبعد إعلان قيام الدولة العبرية عام 1948م.


وكان أن ظهر العديد من الأدبيات التي تؤرخ للقضية الفلسطينية وتبرز حقائقها، ومن ضمن هذه الأدبيات الكتاب الوثائقي الذي بين أيدينا الآن، والذي صدر 1968 في فترة الذروة للصراع العربي - الإسرائيلي، والذي وضعه الدكتور حسن صبري الخولي الذي استهل كتابه التوثيقي هذا بمقدمة ونبذة تاريخية حول فلسطين سياسيًا وجغرافيًا، فيؤكد المؤلف على أن فلسطين بحدودها الحالية إنما هي حدود مصطنعة من جانب الاستعمار ظهرت عام 1916 توطئة لإقامة الكيان اليهودي الصهيوني في فلسطين وفق ادعاءات تاريخية زائفة حيث تؤكد جميع الأدلة على أن مرور اليهود بفلسطين كان مجرد حدث عابر على هذه الأرض التي كان يقطنها بالأساس العرب الكنعانيون وهو ما تؤكده حتى نصوص التوراة ذاتها، وعبر تاريخها تعرضت فلسطين والقدس إلى العديد من الغزوات قبل الفتح العربي الإسلامي مثل: البابليون والفرس وغيرهم.
المشروع الصهيوني:


وعن المشروع الصهيوني يوضح لنا المؤلف البعد الاستعماري الدولي لمسألة قيام "إسرائيل" ككيان سياسي في فلسطين كما يدحض المؤلف دعاوى الحقوق التاريخية والدينية التي يقيمها اليهود والقوى الاستعمارية التي تساندهم في صدد فلسطين.


وقد بذل اليهود محاولات جمة لتحقيق طموحاتهم في اغتصاب فلسطين وتجميع يهود الشتات فيها، وقد بدأت فكرة الصهيونية في الظهور في شرق أوروبا، وتبلورت على يد الصحفي النمساوي تيودور هيرتزل حيث نجح في عقد مؤتمر بازل بسويسرا عام 1897 تمخض عن المقررات التالية:


§ إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.


§ اعتماد اللغة العبرية كلغة يتحدث بها اليهود في جميع أنحاء العالم.


§ إنشاء صندوق جباية لتيسير عملية هجرة اليهود إلى فلسطين وشراء الأرض لهم هناك.


وقد لاقى هذا المشروع الصهيوني دعمًا من بريطانيا سعيًا لحماية وجودها الاستعماري في العالم العربي، وهو ما يؤكده تقرير بنرمان ومانيز تساغن ووعد بلفور، وخلافه في السنوات العشرين الأولى من القرن الـ 20 ورغم الدعم العربي للحلفاء ضد الألمان وأصدقائهم خلال الحرب العالمية الأولى إلا أن الحلفاء وعلى رأسهم فرنسا وبريطانيا قد تنكروا للعرب بعد ذلك وتم توقيع معاهدة سايكس - بيكو بين كلا البلدين والتي بمقتضاها استولت بريطانيا على فلسطين والعراق، ثم بدأ الدور الأمريكي في الظهور لدعم المشروع الصهيوني بعدما نشطت الدوائر الصهيونية فيها - أي في الولايات المتحدة.





تهويد فلسطين:


وقد بدأت محاولات تهويد فلسطين بدعم من حكومة الانتداب البريطاني والأثرياء اليهود خاصة في الولايات المتحدة عبر شراء الأراضي وخلافه بشكل أوجد مقاومة ثورية مسلحة في عدد من الحالات مثل: حادث البراق عام 1929 وثورة 1936.


الولايات المتحدة:


ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية عملت الصهيونية على الإفادة من الولايات المتحدة بإمكانياتها الضخمة فاستغل اليهود هناك وسائل الإعلام والمال والأعمال لزيادة تدخل الولايات المتحدة لصالح اليهود ولصالح مشروعهم في فلسطين عبر فتح باب الهجرة أمام المزيد من اليهود إلى فلسطين وأصدر كل من الحزبين السياسيين الأمريكيين (الديمقراطي والجمهوري) في تموز/ يوليو 1947 قرارًا بتأييد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وهو ما لاقى تأييدًا من كافة دوائر الحكم الأمريكية سواء الكونجرس أو الحكومة هناك.


مقدمات قيام "إسرائيل":


صدر قرار تقسيم فلسطين عام 1947، بدعم وضغط كبيرين من الولايات المتحدة، وعند ذلك اطمأنت بريطانيا على الموقف العسكري للصهيونية في فلسطين والدعم الأمريكي القوى لها فأنهت انتدابها على فلسطين في 14 من آيار/ مايو 1948 وفى اليوم التالي أعلنت القوى اليهودية قيام دولة "إسرائيل".


فاندلعت بذلك الحرب العربية - الإسرائيلية الأولى عام 1948 والتي انتهت بتثبيت قيام "إسرائيل" وتوقيعها على اتفاقات للهدنة مع الدول العربية المحيطة بها في رودس عن طريق الأمم المتحدة.


ويعتبر قيام "إسرائيل" كدولة ظاهرة شاذة في القانون الدولي العام، إذ لا يتوافر لديها أية مقومات الدولة على النحو التالي:


§ لا تسير حدودها على الأصول الطبيعية المتعارف عليها كنهر أو جبل أو نحو ذلك.


§ لا تتوافر لإسرائيل الموارد الاقتصادية التي تكفى سكانها.


§ تعيش "إسرائيل" وسط جيران يناصبونها العداء؛ لأنها كيان دخيل عليهم.


§ يقف على حدودها صاحب الأرض الأصلي متطلعًا إلى استعادتها.


§ يسكن "إسرائيل" شراذم من آفاق الأرض لا يجمعهم رابط.
وبعد قيام "إسرائيل" صارت تحقق للاستعمار والصهيونية الأهداف التالية:
§ أن تكون "إسرائيل" رأس جسر للاستعمار في المنطقة.
§ أن تكون أداة لامتصاص طاقات الدول العربية المجاورة فتبقى على ضعفها وتفصل بينها جغرافيًا.
§ أن تكون "إسرائيل" أداة للاستعمار الجديد في آسيا وأفريقيا، وأن تكون نقطة انطلاق لتكوين دولة يهودية أوسع مع تبلور المطامع الصهيونية فيها للسيطرة على العالم كما تدعو اليهودية لذلك.

وقد لاقت "إسرائيل" الحماية والدعم من جانب القوى الاستعمارية الكبرى (فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة) سياسيًا وماديًا رغم استمرار "إسرائيل" في الاعتداء على العرب.





رد الفعل العربي:


وعلى جانب آخر لاقت القضية الفلسطينية اهتمامًا من جانب الأمم المتحدة بدءًا من القرار (194) لسنة 1948 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين أو تعويضهم وصولاً إلى اتخاذ المنظمة الدولية قرارات ومعالجات تصب في صالح الجانب الفلسطيني أو على الأقل لا تلاقى قبولاً من جانب "إسرائيل" التي تمردت على الكثير من مقررات الأمم المتحدة رغم عضويتها فيها.


ونتيجة لتمادى "إسرائيل" في سياساتها العدوانية ضد العرب - مثل عنصرية معاملة الأقلية العربية في فلسطين، وتحويل مياه لنهر الأردن وغير ذلك - بدأت القيادات العربية من رؤساء وملوك في عقد اجتماعات قمة بدءًا من عام 1964 للنظر في هذه الممارسات الإسرائيلية، ودعم التضامن العربي لحماية الحقوق العربية المائية والسياسية وغيرها من "إسرائيل"، إلا أن الصف العربي كان مفككًا بسبب ممارسات البعض في سوريا وتونس والسعودية، بما أدى إلى عدوان "إسرائيل" في حزيران/ يونيو عام 1967 وبما أدى إلى هزيمة عربية خلال هذه الحرب.


وعقب ذلك عقد العرب مؤتمرهم الرابع للقمة العربية في الخرطوم، والذي كرس الدعم العربي لدول المواجهة وأن قضية فلسطين ملك لشعب فلسطين وهو الوحيد الذي يملك التصرف فيها، وليس لأية دولة عربية أن تتدخل في تقرير مصير الشعب الفلسطيني.




الأمم المتحدة:


وعلى صعيد الأمم المتحدة فقد بحثت العدوان الإسرائيلي في دورة استثنائية استمرت حتى حل موعد الدورة العادية الـ 22 وانتهى الأمر بصدور القرار رقم (242) عن مجلس الأمن في تشرين ثان/ نوفمبر عام 1967، والذي قبلته الدول العربية رغم قصوره رغبة منها في التعاون مع الأمم المتحدة واستنفاد الوسائل السلمية لحل القضية.



وختامًا:


فإن موقف العرب من "إسرائيل" هو نتاج العدوان الإسرائيلي ودعم الاستعمارية بما يتطلب حشدًا عربيًا للإمكانات الهائلة التي يتفوق بها العرب على "إسرائيل" لمواجهتها والتصدي للدعم الأمريكي لإسرائيل سياسيًا وماديًا وتقنيًا. وتظل مصر هي التي تضطلع بالعبء الأكبر في الصراع العربي - الإسرائيلي.



م
ن
ق
و
ل




هذا من......... "المكتبه التاريخية"

crazysamara
2009/1/8, 10:52 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

mona
2009/1/9, 12:15 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اشكرك على مرورك الطيب.........!

تأبط شراً
2009/1/12, 10:51 AM
أشكرك اختي منى على هذا الموضوع المفيد ....

mona
2009/1/15, 2:06 PM
الشكر لله .......
ومنور المنتدي. اخي الكريم.........
واحب ان ابدي اعجابي باسمك القوي...........!!!!!!!!!!!
اكيد وراه شخصيه اقوى....؟!!