المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يعني إيه.. إيران؟!



mimostar
2009/2/9, 10:03 AM
:Egypt::Egypt::Egypt:


لابد أن هذا الموقف تعرض له كثيرون، في إحدى مدارس الابتدائية حينما تكون المعلومات متداخلة لدى النشء الصغير، سألت المدرسة الطفل الصغير: "اذكر عددا من أسماء الدول العربية"، يرتبك التلميذ للحظات ثم يتكلم: "مصر، سوريا، السودان، العراق.. إيران"!.. توقفه المعلمة عن الاسترسال وربما تعاقبه مؤكدة له بأن "إيران" دولة غير عربية.. يجلس التلميذ وقد تعلَّم الدرس، لكن تُراه هل عرف شيئا عن إيران إذن؟!
في موضوع إيران تنقسم الأغلبية بين منحاز لها باعتبارها رمزا للتفوق والنجاح والوقوف في وجه أمريكا وإسرائيل، وبين مناهض لها باعتبارها نموذجا للدولة التي تسعى لالتهام الشرق الأوسط كله لصالحها، مستخدمة في ذلك أساليب عدة منها ما اصطلح بـ"المد الشيعي" في البلدان السنية، والمقصود به نشر فكر المذهب الشيعي وضم مريدين له، وبين هذا وذاك لا تختلف معلومات أعضاء الفريقين عن إيران عن طفل الابتدائي الذي تكلم عنها في الفقرة الأولى!
إيران ذات مساحة تعادل مساحة مصر مرة ونصف تقريبا "1.6 مليون كم مربع"، وعدد سكانها يقترب هو الآخر من عدد سكان مصر "74 مليون نسمة" بحسب آخر إحصاء في 2007 حتى أن الجذور الحضارية للبلدين -مصر وإيران- تبدو شبيهة في درجة العمق والتأثير على المجتمع الإنساني ككل وإن بقيت الحضارة المصرية القديمة ذات عمر أكبر بطبيعة الحال يمتد لأكثر من 7 آلاف سنة، في حين أن حضارة فارس "الإيرانية" يزيد عمرها على الألفي عام بقليل.
لم يكن هناك حديث عن تقسيم مذهبي في إيران قبيل قيام الثورة الإسلامية عام 1979 -والتي سنتحدث عنها بالتفصيل لاحقا- لكن الآن من الصعب الحديث عن إيران دون الإشارة إلى أنها دولة ذات "أغلبية شيعية" ورغم هذا فإن عدد المسلمين السنة فيها يقترب من 15% تقريبا من تعداد السكان الإجمالي.
إيران هي ثاني أهم اقتصاد في المنطقة إذ يبلغ ناتجها القومي 110 مليار دولار سنويا، ويصل دخل الفرد هناك إلى 7 آلاف دولار سنويا "ما يزيد على 38 ألف جنيه"، ومع هذا توصف إيران حسب تقارير الأمم المتحدة بأنها: "بلد في مرحلة انتقالية بين المجتمع الريفي والمجتمع نصف الصناعي"، ولهذا ثمن باهظ طبعا، إذ تصل نسبة البطالة هناك -حسب تقارير دولية- إلى 25% وهي نسبة كبيرة جدا، لا يوازيها سوى ارتفاع نسبة الفقراء أيضا "18% من السكان".


على المستوى الثقافي إيران تحرز تقدما ملحوظا في ذلك المجال، ليس لأنها بلد واحد من أشهر وأهم شعراء العالم "عمر الخيام"، وإنما لأن مستوى الأمية لديها في انخفاض مستمر حتى أنه يقل عن 20% من إجمالي عدد السكان، كما تعرف السينما الإيرانية بتقدمها الواضح وحضورها في معظم المهرجانات العالمية، بل وقدرتها على حصد عدد من الجوائز المهمة في مهرجان بقيمة "كان"، وذلك رغم الرقابة الشديدة التي تمارسها السلطات الدينية على السينما الإيرانية، والإصرار على عدم ظهور أي ممثلة إيرانية دون حجاب، وهو ما دفع واحدة منهن لحلق شعرها تماما "زيرو" حتى تستطيع أن تظهر في فيلم إيراني دون غطاء للرأس!
ويتباين المجتمع الإيراني في داخله بين الانفتاح والانغلاق، فإذا كان الحجاب زيًّا أساسيا للنساء بعد قيام الثورة الإيرانية، فالملاحظ أن الحجاب يبدو في كثير من الأحيان متخففا جدا، ويُظهِر معظم الشعر أكثر مما يخفي، كما أنه لا يمنع النساء من ارتداء ملابس عصرية على الموضة، ومن الواضح أن فترة حكم الرئيس السابق "محمد خاتمي" الذي عرف عصره بالانفتاح النسبي كانت سببا رئيسيا في ذلك، حتى أن خلفه المتشدد "أحمدي نجاد" لم يستطع أن يقتطع تلك المساحات التي أخذتها المرأة الإيرانية في عهده، وعليه فإن 65% من طلبة الجامعات الإيرانية بنات، و30% من سوق العمل نساء، ونجحت دعاوى حقوقية عام 2002 في تعليق استخدام عقوبة (رجم السيدات) التي تثبت عليهن تهمة الزنا، منذ أن تم تطبيقها بعد قيام الثورة، وذلك رغم أن المادة الخاصة بذلك لا تزال موجودة في الدستور الإيراني إلى يومنا هذا، وكافح لأجل مثل هذه التطورات الخاصة بتحسين أوضاع النساء في إيران عدد كبير من الناشطين أشهرهم المحامية "شيرين عبادي" التي نالت جائزة نوبل للسلام تقديرا لجهودها هذه.
وحققت الصناعة الإيرانية تفوقا نسبيا مؤخرا، وتقول تقارير دولية -لا تنفيها إيران أو تؤكدها- أن إيران صدَّرت أسلحة في السنوات الماضية إلى 57 دولة منها دول تابعة لحلف الأطلسي، يوازي هذا تفوقا أيضا في صناعة السيارات التي بدأت إيران أولى محاولاتها منذ نصف قرن تقريبا -في وقت متواز مع بدء صناعة السيارات في مصر- لكن شركة "إيران خودرو" الإيرانية تفوقت على شركة النصر المصرية، وفي الوقت الذي تناثرت فيه أقاويل عن الاتجاه نحو بيع الأخيرة لمستثمرين بعد توقفها عن إنتاج سيارات النصر، فإن "إيران خودرو" أصبحت أكبر شركة مصنعة للسيارات في المنطقة، وتأمل أن تدخل المنافسة مع الشركات الغربية بعد 7 سنوات من الآن إذ تنتج سنويا مليون سيارة منها 42 ألف سيارة يتم تصديرها إلى بعض الدول في منطقة القوقاز والشرق الأوسط.




:Egypt::Egypt::Egypt: