المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جدد عقلك



حاتم aled
2009/6/8, 12:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فأليكم هذه المشاركة عسى لأن ينفع بها الجميع
جدد عقلك كي لا تفقده، وجدده كي تبقى حياً،وجدده كي يكون لك دور في مستقبل أمتك،وفي مستقبل العالم. من اجل ذلك تعرف على الطرق التي تجدد العقل،واعمل على إتقانها.اكتسب بعض المفاهيم،وتخلص من بعضها،وصحح مفاهيم أخرى،يتجدد عقلك ،وتتحدث ذهنيتك.

وإذا كانت دعوات التجديد أو التحديث أو العقلانية،أو بعضها،تعني عند بعض الناس التعلق بكل جديد أو حديث،لمجرد انه جديد أو حديث،أو تعني حشر العقل في غير مجاله الحيوي،من غير نظر إلى معايير الخير والشر،والصواب والخطأ،والحلال والحرام،فلا بد أن ندرك أن هذا شانهم.وإما التجديد والتحديث والعقل الذي يجري الحديث عنه في هذا الكتاب،فهود داخل ضمن دائرة الاجتهاد الإسلامي الذي يتحرك ضمن الأصول والضوابط الشرعية.
إثراء الفكر وتجذير العمل
هذا الكتاب هو (جدد عقلك، منشورات دار الإعلام،الأردن،2003)للمفكر والتربوي الإسلامي د. عبد الكريم بكار الذي يناقش فيه خمسة وعشرون مفهوماً لتحديث الذهنية.الهدف من هذا الكتاب ليس السعي إلى شرح كل المفاهيم المطلوبة لتحديث الذهنية،لأنه لا يستطيع،وكذلك غيره، في ذلك.الهدف إذا من هذا المؤلف هو إثراء الساحة الفكرية ببعض الرؤى والتحليلات التي يظن (الكاتب) أنها تسهم بشكل أو بآخر في تقدم العقل المسلم الذي تتقاذفه الأفكار المختلفة والتوجهات المتعددة من كل صوب وحدب.

ويتمثل الهدف الرئيس من إعداد مثل هذا الكتاب في شعور الباحث من إن مساحات الدعوة والصحوة ـ رغم كثرة ما عُمرت به من الأفكار القيمة ـ ما زالت فقيرة، حيث إن التغيرات الحضارية المتسارعة تتطلب تسارعا في توليد الأفكار والمفاهيم التي تمكننا من استيعابها والتعامل معها.ويدعو بكار كل من يملك فكرة ناضجة أو تحليلا ً عميقاً أو رؤية واضحة إن يقوم بطرحها وتقديمها بكل طريقة ممكنة،حيث تمكننا المفاهيم الثرية من أداء الإعمال بأكثر من طريقة،كما توفر لدينا الكثير من البدائل.

ولو تتبعنا( بالذكر)موضوعات،أو لنقل المفاهيم التي يتحدث عنها الكاتب لتحديث الذهنية،لوجدنا انه يركز على محاور رئيسة في هذا المجال،من شأنها تطوير وتفعيل العقلية،بغية أن تنتج من الأفكار والأدوات والوسائل المبدعة والمتميزة التي تساعد في معالجة وحل الكثير من التحديات والعراقيل التي تقف أمام الأمتين العربية والإسلامية اللتين تخلفتا كثيرا عن ركب الحضارة الغربية المادية.

ومن عناوين هذه الموضوعات:الانغلاق مصدر جمود وإفساد،خدمة الحقيقة،التحلل الذاتي أساس البلاء،حتى يصبح للحياة معنى،مقاومة الإخفاق،التعددية مصدر قوة،لا لزيادة الحاجات المادية،تعميق المفاهيم،العجز مصدر شرور،رسوخ النظم،النفوس الكبيرة،والاستجابة للتقويم.هذه المحاور وغيرها يريد الكاتب من الاستفاضة في تحليلها عبر المشاهد والتجارب،تجذير الفكر المنير،والسلوك القويم للإنسان المسلم،حتى يكون إنساناً صالحاً لمجتمعه وقضاياها،وقادراً على الذود عن أرضه وحقوقه أمام الاستبداد الداخلي أو التدخل الخارجي.
عالم بلا مفتاح!
ويرى المفكر بكار أن الإنسان الحديث يتخبط لأنه وضع في عالم دون مفتاح،وان التقدم المادي لا يقود إلى أي مكان إلا إذا كان مرتبطاً بتقدم أخلاقي،يساعد الإنسان على التقدم على طريق انفتاحه الخاص.كما يذكر الباحث إن العولمة تسوق كل الركائز والمفاهيم التي تكون الإنسان المادي الدنيوي البعيد عن النموذج الذي صاغه الرسل على مدار التاريخ،موضحاً انه مع شعور العالم بالمشكلات التي تثيرها العولمة،إلا انه لا يملك المرجعيات والأدوات التي تمكنه من مجابتها

ويشير الكاتب إلى إن الدراسات تدل على انه كلما ارتقى المستوى العقلي والمعرفي للإنسان قل إقباله على الزخارف والكماليات،مؤكداً انه حين يتفشى الجهل فإن الوعي البشري ينصرف عن اكتشاف آفاق التغيير إلى الشكوى وتوصيف أشكال المعاناة،وانه لا تنمو الذات البشرية،ولا تتفتح إلا من خلال الانعتاق من اسر الضرورات التي تحيط بها، كما أن كل تغيير يؤدي إلى تنميط الحياة وإفقار البدائل،يجسد نوعاً من التقهقر والانحدار نحو الأسوأ.
صناعة المواءمة
ويذكر صاحب الكتاب إن الوعي برهن المرة تلو الأخرى على أن إحاطته بتأثير القوى الخارجية اكبر بكثير من إحاطته بأمراض الذات وبمكامن العلل الداخلية،وان السبب الأساسي في انهيار نظم الحضارة لدينا، يكمن في قصور المفاهيم التي نمتلكها حول التمدن والتحضر والانحطاط.كما يبين الكاتب إن العقول الجبارة وحدها هي التي تملك القدرة على استخلاص جوهر القديم لسكبه في نماذج وأنماط جديدة،كما انه لا نستطيع إيجاد المواءمة الجيدة بين القديم والجديد إذا لم نملك البصيرة النافذة للتفريق بين الثابت والمتحول والغايات والوسائل والأصول والفروع.

ويتطرق الباحث بكار إلى قضايا التعليم في عالمنا العربي،حيث يقول:" من شروط تجديد النموذج التعليمي القائم إن ننظر إلى التعليم على انه أفضل حقل لاستثمار الأوقات والجهود والأموال"،مطالباً بضرورة عدم التمسك بالنماذج القديمة للتعليم التي قد تقطع الشهية للبحث عن نماذج واطر جديدة،ومشدداً على أهمية إن نسمع أو نقرا أي شيء،يساهم في تغيير واقعنا نحو الأحسن،وإن كان صعباً وحاداً،وان لا نتعامل مع قضايا في غاية التعقيد بطرق وأدوات هي في غاية التبسيط والسطحية.

ويذهب الكاتب في استعراضه التحليلي إلى أهمية التنظيم والتخطيط والإدارة في حياة الناس،حيث يبين انه قليل من التخطيط والتنظيم في بداية كل يوم يجعل العمل أكثر سلاسة وأعظم نفعاً،وان التكيف أحد السمات الأساسية للإنسان،وما الموت سوى عجز الجسد عن التكيف مع الطوارئ والتغيرات الجديدة. ويحذر المؤلف من العزلة ،لأنها لا تحمي،وإنما تسبب التحلل الذاتي والفساد الداخلي والترهل في كل شيء.
الهدف الدائم
ويبث المفكر بكار الكثير من النصائح والتوصيات إلى أبناء الإسلام،لا سيما فئة الشباب،حيث يذكر انه لكي نستطيع الكف عن اختلاق الأعذار فإننا في حاجة إلى مواجهة صريحة مع النفس،وانه لا يمكن للآخرين التأثير في أوضاعنا الشخصية إلا عندما نكون في وضعية عقلية وشعورية هشة،وغير متوازنة،وان عدم وجود هدف واضح في الحياة يجعل التحفيز على العمل الجاد معدوم الأثر،وانه لا ينبغي للواحد منا إن ينتظر ثقة الناس به من غير أن يتحلى بصفتي الصدق والأمانة،كما انه أصبح من جملة اللباقة والأدب في الخطاب عدم سوق الآراء والأفكار الشخصية على وجه القطع والجزم،وأخيراً، يجب أن يكون هدفنا الدائم هو تحرير الذات من الجهل والخرافة والعبودية ،ومن قيود الحاجة والضرورة وويلات التشتت والتمزق.

تنتهي الكلمات هنا،ولكن لم ولن ينتهي كل ما ذكره وحلله المفكر بكار في كتابه المتميز،والذي يتضمن الكثير الكثير بالمعلومات المعرفية والوصايا الفكرية التي ترمم العقل المسلم،وتأخذه إلى تأسيس حالة (التراث الوظيفي) كما يسميه،والمتمثل بتوظيف مجموع الخبرات والمفاهيم في نهضة الأمة.أخيرا علينا أن نكون جادين متميزين في كل تفاصيل الحياة،وان لا نستفيد مما يتاح لنا من فرص فحسب،بل علينا أن نعرف ونحترف كيف نصنع الفرص.





نفعني الله وإياكم وعامة المسلمين بالعلم النافع والعمل الصالح لما يحبه اللهويرضاه
ونسأله أن يهدينا جميعالصراطه المستقيم ويسعدنا
فيديننا ودنيانا وآخرتنا انه سميع مجيبالدعاء وصلى الله وسلم اللهم آمين.
وختاما تقبلوا تحياتي وخالصالدعاء. فلا تنسونا من الدعاء والسلامعليكم ورحمة الله وبركاته .

أخوكم ومحبكم فيالله حاتم aled
:36_1_39[1]: منقول للفائدة