المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معتمة أم شفافة؟



حاتم aled
2009/7/4, 12:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معتمة أم شفافة؟
الاثنين29 من جمادى الثانية1430هـ 22-6-2009م الساعة 09:40 ص مكة المكرمة 06:40 ص جرينتش
الصفحة الرئيسة-> فن الإاداره -> إدارة الذات 7/3/2009 1:22:18 PM
مصطفى كريم
(أنت اليوم حيث أتت أفكارك, وستكون غدًا حيث تأخذك أفكارك)
حكمة هندية قديمة
60000 فكرة يومية يستقبلها عقل الإنسان، رقم يدل على مقدرة هائلة وعملاقة لهذا الفكر البشري، كما ينقل لنا كلًّا من "جاك كانفيلد" و"مارك هانسون" و"لس هيوت" في كتابهم "قوة التركيز".
لكن يكمن التحدي الحقيقي عندما تعلم أن كل ما تحتاجه هذه الكمية الهائلة من الأفكار هو اتجاه تصنعه بنفسك, فيمكن أن تتحول هذه الأفكار إلي مخازن الذاكرة السلبية بمجرد القراءة السلبية لها, فتتولد عنها مشاعر التشاؤم والإحباط والفشل التي تلازمك بدورها لفترة من الزمن, وتؤثر على إنتاجك في هذه الحياة.
وعلى النقيض, يمكنك قراءة نفس الأفكار قراءة إيجابية واعية, يتولد عنها مشاعر التفاؤل والطموح والتي تمنحك طاقة جديدة في حياتك.
سلة المهملات:
والآن دعني أسألك, لو أحسست بالجوع ووجدت أمامك ثلاث خيارات, الأول طعام من بيت العائلة, والثاني من فندق خمس نجوم, والثالث من سلة المهملات! ماذا سيكون اختيارك؟
هل من الممكن أن تجيب: والله أنا أفضل الأكل من سلة الفضلات والمهملات؟! لا أعتقد هذا, لماذا؟ لأن كلًّا منا حريص على حياته, فلن يختار أي شيء يؤثر على بقائه.
لو كان ذلك صحيحًا فعلًا, ولو كان الإنسان حريصًا ألا يضع في جسمه شيئًا يؤذيه, فلماذا يسمح بأن تكون في ذهنه أفكارًا تؤثر على أركان حياته بما في ذلك صحته النفسية والجسمانية؟ أو بمعنى آخر, لماذا يضع غذاء فكريًا في ذهنه من سلة المهملات؟!
يرجع ذلك إلى البرمجة السابقة التي تبرمجنا بها بداية من الوالدين، ثم من المحيط العائلي، ثم المحيط الاجتماعي، ثم المدرسة، ثم الأصدقاء، ثم وسائل الإعلام, وبذلك لم يكن لنا في الحقيقة اختيار لأسلوب تفكيرنا, لذلك قد حان الوقت لكي نختار أفكارنا كما نختار الطعام الذي نأكله والثياب التي نلبسها.
معتمة أم شفافة؟
كان هناك ملك رأى في منامه رؤيا أفزعته؛ رأى أن أسنانه تسقط كلها ويبقى سنًا واحدًا, فأمر بإحضار مفسر ومعبر للرؤيا, وقص عليه رؤياه, فقال له: أيها الملك سيموت كل أهلك وتبقى أنت, فحزن الملك وضاق صدره وأمر بجلد المفسر ثم سجنه, وأمر بإحضار مفسر آخر وقص عليه رؤياه, فقال له: أيها الملك ستكون أطول أهل بيتك عمرًا, فسر الملك لتفسيرة لرؤياه وكافأة.
عندما نلقي نظرة على التفسيرين السابقين, نلاحظ أنه ليس هناك اختلاف في التفسير, فكلاهما فسر موت الملك بعد أهله, لكن الاختلاف كان في التفكير والنظرة, فالأول كانت له نظرة سلبية, والثاني كانت نظرتة ايجابية سرت الملك وحصد من ورائها حب الملك وجائزته.
كذلك هي أمور الحياة العامة فلكل أمر عدة زوايا، بعضها مظلمة والأخرى مضيئة وجميلة, لكن يبقي علينا أن نحدد العدسة التي نرجو من خلالها رؤية الواقع من حولنا، هل هي عدسة معتمة؟ أم شفافة؟
النظارة السوداء:
هناك بعض الأمور التي لابد أن تتخلى عنها إذا أردت أن تخلع العدسة التي تؤثر على نظرتك تأثيرًا سلبيًّا:
أولًا ـ لا أستطيع:
يقول الشاعر الشهير "طاغور": (سأل الممكن المستحيل: أين تقيم؟ فأجابه: في أحلام العاجزين).
نعم, العاجزون فقط هم الذين يرون المستحيل, أما الذين يملكون الإرادة فإنهم دائمًا يبحثون عن كل سبيل للالتفاف حول العقبات, وكما يقول الشاعر العربي الشهير المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائـم وتأتي على قدر الكرام المكـارم
وتعظم في عين الصغير صغارهـا وتصغر في عين العظيم العظائم
ثانيًا ـ الحشائش الضارة:
إنها الحقيقة, إذ لابد لك أن تتخلص من القراءة السلبية لتجاربك السابقة, بحيث يصبح عقلك خصبًا لزراعة أفكار جديدة، لا تؤثر عليها أيٌّ من تلك الحشائش الضارة, وبهذا تستطيع أن تولد أفكارًا لا تؤثر عليها أي أفكار سلبية.
ليس هذا فحسب, فهناك الكثير والكثير من الأمور التي يجب أن يقتلعها الأنسان من فكره, والقيود التي يتخلص منها بداية من الخوف من الفشل ومرورًا باحتقاره لذاته وضعف عزيمته، وانتهاء بتضخيمه للعقبات التي تواجهه والأهداف التي ينشدها.
أشعة النور:
الإنسان أسير أفكاره, فإذا استطاع أن يملك زمام عقله ويتحكم في أفكاره, ثم نزع عدسات العتمة من أمام ناظريه, وأطلق بصره إلى الأمام, فرأى آشعة النور تنتشر في كل مكان لتنير أفكاره حقق النجاح, فإذا تجاوز ذلك وظل يحاول أن يرصد بعينيه منبع ذلك النور, فإذا التقطته عيناه كان من الرواد في هذه الحياة، ولكي تلتقط عيناك هذا النورعليك بالآتي:
1. زد من تقديرك لذاتك:
فالذين لا يكنون لأنفسهم الاحترام الواجب نادرًا ما يستغلون إمكاناتهم إلي أقصى حد ممكن, وهذا ما يخبرك به "جون بيرز" عندما يقول: (لن يسعك أن تقود فريقًا من الخيالة, إذا كنت تظن أنك ستبدو مضحكًا على ظهر الفرس).
2. كن أكثر تفاؤلًا:
فيمكنك الآن التخلى عن النبرة التشاؤمية في حديثك, وتحويل بصرك إلى نصف الكوب الممتلئ, ومهما كان الظلام فلا شك أن هناك شعاعًا من النور, فليس هناك أفضل مما قاله رالف إيمرسون: (عندما تظلم السماء بالقدر الكافي, ستتمكن من رؤية النجوم).
3. استشرف المستقبل وانسَ الماضي:
أحد أكثر اسباب عدم استمتاع الناس بحاضرهم هو أنهم لا يفتئون يعيشون في الماضي التعيس, أو يستشرفون الخوف من المستقبل, دون محاولة التخطيط لمستقبلهم المشرق.
4. ضع حدًا للقلق:
ويمكنك أن تتخطى هذا القلق بمجرد أن تسأل نفسك, ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث لي؟ فكثير من الناس يعاني من مشاكل جمة معظمها لم يحدث فعلًا.
5. اغفر لنفسك اخطاءها:
فبعض الناس يعيشون في حياة يطيلون فيها حساب أنفسهم على ما اقترفوه من الذنوب بشكل دائم, ويمكنك أن تفعل هذا بمجرد معرفتك لفوائد الخطأ, وعندما يكون الخطأ تذكر ما قاله "إلبرت هبارد": (الجهود المتواصلة والأخطاء الكثيرة هي السبيل إلى العبقرية).
6. اقهر المحن:
فالجميع يمرون بأوقات عصيبة, لكن الناجحين وحدهم هم الذين يدركون كيف يعودون إلى جادة الصواب مرة أخرى, لذا اعمل على إيجاد الفرص التي تخلفها ورائها الأزمات, على سبيل المثال, من الممكن أن تكتشف أمامك فرصة عمل مربحة بعد أن تفقد وظيفتك، لم تكن لتسعى للحصول عليها في ظل شعورك بالأمان الوظيفي الذي كنت تتمتع به في وظيفتك.
7. تقبل نقائصك:
هل تظن أنك قادرًا على تحقيق الكمال ولو في مجال واحد من المجالات؟ أعتقد أنك تشق على نفسك كثيرًا بهذا النوع من التفكير, فمن الخطأ الجسيم أن تظن أنك والآخرين لا تشوبكم شائبة تحت كل الظروف.
8. تجنب حديث النفس السلبي:
إن ما تراه في عقلك هو نتاج ابتكارك الشخصي, وما تفكر فيه هو ما تحصل عليه, وقولك يحدد مستقبلك, فتستطيع أن تتبنى رؤية عقلية رفيعة تستنكر الأفكار واللغة التي تعوق تقدمك, وعن هذا تقول "ماري كاي آش": (إذا كنت تعتقد أنك تستطيع فأنت تستطيع, وإذا كنت تعتقد أنك لا تستطيع فأنت على صواب).
التفكير الإيجابي الفعال:
(بالتفكير الإيجابي يمكنك أن تفعل أي شيء)، في الحقيقة, فإن هذه الفكرة ليست صحيحة على الإطلاق, على سبيل المثال, يتمتع "ريجي وايت" بقدر من التفاؤل والحماس والتفكير الإيجابي, لكن مع وزنه الذي يصل إلى 136كجم لن تنفعه هذه الخصال على الإطلاق إذا ما قرر أن يغير مهنته ويصبح فارسًا ويدخل في سباقات الخيل, فعلى الأرجح, سيضطر "ريجي" إلى حمل الحصان لاجتياز خط النهاية!
ولذا؛ يقول د. ابراهيم الفقي: (لن أكون إنسانًا إن لم يخطر على بالي الفكر السلبي، ولكني ألاحظه وأفكر في السبب في وجوده، وأتعرف على الرسالة والدرس الذي يحتويه، وأتعلم منه ثم أحوله إلي تفكير إيجابي نافع يساعدني على التغيير الإيجابي؛ فكل فكرة مهما كانت سلبية تحتوي على درس محدد يساعدك على النمو والتقدم).
الآن, أصبح يمكننا أن نعرف التفكير الإيجابي بأنه تفكير واقعي يحول الفرد من مجرد إنسان إلى إنسان ناجح،وفي الختام, يمكنني أن أسدي لك نصيحة: (فكر سلبيًا إذًا أنت إنسان ... فكر إيجابيًا إذًا أنت ناجح).
أهم المراجع:
1. نعم تستطيع, سام ديب وليل ساسمان.
2. قوة التفكير, د.ابراهيم الفقي.
3. قوة التركيز، جاك كانفيلد ومارك هانسون ولس هيوت.
4. صناعة الهدف, هشام مصطفى عبد العزيز وصويان شايع الهاجري وآخرون.
5. صناعة النجاح, أ.د. عبد الله السبيعي.
6. النجاح للمبتدئين, زيج زيجلر.
7. الصبح المنبي عن حيثية المتنبي، يوسف البديعي.

نفعني الله وإياكم وعامة المسلمين بالعلم النافع والعمل الصالح
لما يحبه الله ويرضاه
ونسأله أن يهدينا جميعا لصراطه المستقيم ويسعدنا
في ديننا ودنيانا وآخرتنا انه سميع مجيب الدعاء
وصلى الله وسلم اللهم آمين.
وختاما تقبلوا تحياتي وخالص الدعاء. فلا تنسونا من الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم ومحبكم
في الله
حاتم aled
{ اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا اللهم رمضان}