المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصطفى محمود.. ونهاية الرحلة



وردة الزمن
2009/11/10, 5:40 PM
أكتب هذه المقالة وقد رحل عن الحياة عالمٌ أديب، تاه عن الحقيقة أكثرَ من ثلاثين سنة يتخبَّط بين طلاسم الفلْسفات ومعامل المختبرات، ترجم سنين التيه في كتابه: "رحلتي من الشَّكّ إلى الإيمان"، ولم يكُن العلم المادّي المصحوب بزيْف تلك المذاهب لينفعَه لولا أن ثاب إلى الإيمان.

أكتُب مقالتي عن رحلته وبعض بني قومِنا يوقع بين الدِّين والعلم مفازة خدَّاعة، يوهم بزيْف قلمِه العامَّة من الناس بأنَّ نهضتَنا في العلم المادّي لا تتمّ إلاَّ إذا تجرَّدْنا من بعض الأخلاق، أو تحلَّلنا من بعض ضوابط الدين، وليس لهم من تأْويل سائغ إلاَّ الانتِصار للشهوة، والإثارة للشُّبهة، وما أعظمها من جناية!

(العلم والإيمان) برنامج مرئي قدَّمه (مصطفى محمود) بعد سنواتٍ من التيه، جذب المشاهدين، واستثار اهتمامَهم، عندما كان يعرض بعض اكتِشافات العلم المادّي ويقرنها بالتأمُّل والتدبُّر، محرِّكًا لفطرة الإيمان بالله، وأمَّا كتُبه - مع ما في بعضِها من إشكال وأخطاء شرعيَّة - فهي تصوغ المادَّة العلميَّة الفكريَّة العسرة بأسلوب الأديب الماتع، تعرَّفت عليْها زمن المرحلة الجامعيَّة، فما زلت أشتريها كتابًا كتابًا، حتَّى قرأت معظمَها في تلك الفترة، ولعلَّ من أبرزها تأثيرًا كتاب (الغابة) الَّذي يتحدث فيه عن رحلته إلى أفريقيا، حيث يُشْعِرك وكأنَّك رفيقُه في تلك الرحلة، وكتاب (العنكبوت) والرواية المثيرة (رجل تحت الصفر) والَّتي تحتوي على خيال علمي يحكي انتِقال الإنسان بين الكواكب بسرعة فائقة، عندما يتحوَّل إلى ذبذبات وموجات لا سلكيَّة عبر جهاز لا يعرفُه إلاَّ عالم واحد يسمَّى (الدكتور شاهين)، ثمَّ يختفي ذلك العالم، ويُريد أهل الأرض معرفة مكانه، فيحدّد مكانه من الكون بذبذبةٍ ما تظهر على هيئة أرقام، ولكنَّهم يعجزون في إرجاعه إلى حقيقتِه المادّيَّة عندما لا يعرفون التَّعامل مع ذلك الجهاز، وكأنَّ هذه الرواية تفسِّر لنا إعجاب (مصطفى محمود) والمولعين بالنهضة العلمية الحديثة عمومًا بما توصَّل إليه الإنسان من منجزات علمية، وكأنَّها تصوّر لنا غرور الإنسان بالمنجز المادّي حتَّى ذهب يحلم طمعًا في المزيد.

ولكن أهم كتُب (مصطفى محمود) التي تعنينا هنا، هي تلك التي تحكي لنا معاناتَه الفكرية، ورحلته الطَّويلة التي أمضاها حائرًا ومذبذبًا بين اليقين والشَّكّ، مثل كتاب: (حوار مع صديقي الملحد)، وكتاب (رحلتي من الشَّكّ إلى الإيمان)، وكتاب (الله)، وكتاب (السر الأعظم)، وغيرها.

ولد (مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ) في عام 1921 م، وهو من عائلة ينتهي نسبُها إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وعاش في حقبة الخمسينيات والستينيات الميلاديَّة متأثِّرًا بالتيَّارات الفكريَّة التي عصفت بكثير من المفكِّرين العرب، لقد كانت التيَّارات المادِّية بمختلف أنواعها: الشيوعيَّة والعلمانيَّة والوجوديَّة تلقي بثقلِها على جسد الأمَّة الإسلاميَّة المنهوك، وتروج أفكارها في كلِّ مكان حتَّى تأثَّر بها الكثيرون من المفكِّرين، فتأثَّر (مصطفى محمود) في تلك الحقبة بتلك التيَّارات التي أتعبتْه كثيرًا، وأخذ في رحلة المعاناة الفكريَّة والروحيَّة - كما يتحدَّث عنها في أحد كتُبه - أكثر

الباقي بالالوكة
http://www.alukah.net/articles/1/8673.aspx

AHMED_PC
2009/11/12, 8:29 PM
موضوع رائع
و عالم جليل رحل
و شكرا ليكي
تسلمي