المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحن واليهود (قراءة في فكر اليهودي وما تختزنه نفسه)



diabian.sakr
2006/10/27, 5:32 AM
حسنا .. على فرض أن الإسلام لا يدعو إلى كره اليهود
لماذا المسلمين يكرهون اليهود ويقولون أن ذلك من تعاليم الإسلام ؟

انقلبت الآيات فلم يعد فينا من يعلم من المسئول عن الكراهية وأسبابها في منتدانا هذا
تلك قصة للكاتب المصري المبدع أحمد خالد توفيق باسم قصاصات وتصدر عن المؤسسة العربية الحديثة كروايات مصرية للشباب العربي
أغلب ما سيجئ في دراستنا أو قصتنا هو من الرواية المذكورة بجانب عدد من كتب التاريخ لأحمد حسين ومحمد حسنين هيكل وضياء الحاجري وأحمد بهاء الدين وتدخلات من قلمي ومقصي عند الحاجة
دودة البلاناريا هي دودةأجري عليها عدد من الأطباء تجارب مثيرة ووجدوا أنها قابلة للتعلم .. وبتعليمها أصبحت قادرةعلي تفادي وتحاشي الأزرار التي تسبب لها صدمة كهربية فاختزنت ذلك في ذاكرتها الصغيرة
علم الأطباء الجيل الأول من هذه الديدان وجعلوها ديدان مثقفة
بعد ذلك مزقوها شر ممزق وحقنوا بمحلول مكون من بقاياها ديدان أخري أمية لم تتعرض للتعليم وكانت المفاجأة أن الخبرات انتقلت من مجموعة الديدان الاولي الي الثانية أي أن الخبرات والذكاء انتقل كيميائيا كالجينات وهوما قد يوحي أن ثقافتنا وذكاء جدودنا وتراثهم قد ينتقل الينا دون تلقين
هنا سنُخضع الشخصية اليهودية لتلك الدراسة ونري قصتنا معهم وقصتهم مع البشر
****
الخامس والعشرون من فبراير عام 1964
سيظل هذا اليوم في ذاكرة أهلي كثيرا..
ترجلت من السيارة وأخذت شهيقا عميقا..
كنت أشعر بشيئين.. الخوف والتوتر.. والفخر اللا محدود..
هواء الفجر البارد وتلك الرائحة لنهار لم يتلوث بعد..
سوف تطلع الشمس بعد قليل لكني أعرف أن احتمالات رؤيتي لها شبه معدومة..
مشيت في ذلك الممر الطويل وحدي .. أصغي لأصوات قادمة من هناك.. أصوات كريهة لم أعد أطيقها... سوف يأتي شخص بعدي ليفعل ما فعلت.. أو ما هو أفضل .. لكني علي الأقل .. مهدت الطريق ..
ثمة أربعة حراس يقفون في الطريق وهم يدخنون لفائف من تبغ نفاذ.. لا أري منهم سوي الجذوات المتقدة في الظلام .. لكنهم رأوا السلاح يلمع في يدي وسط الظلام .. لو حاول أحدهم أن يمنعني لذبحته..
لقد دنا بالفعل أحدهم وتعرف ملامحي .. أشعل لفافة تبغ أخري وقدمها لي.. دفعت يده بعنف
أنا لا أدخن ثم انني عصبي جدا الي أبعد حد، لن أستطيع تصويبها الي شفتي من التوتر..سأقتل بعضهم اليوم
قال لي"حظ سعيد .. هل أنت واثق من قدرتك علي القيام بذلك"
قلت في عناد"نعم.."
"أنت تفهم.. لن نستطيع المشاركة معك..لابد من ذر بعض العيون في الرماد.."
"أفهم.."
وعانقني .. أعتقد أنه يبكي علي كتفي
أزحته في تصميم .. وواصلت طريقي .. مررت بالاثنين .. تبادلنا النظرات.. ثم واصلت طريقي..
الأن أري المشهد كاملا.. خنجرهم القذر يغرس في قلبي ببطء..أنا أكره هؤلاء القوم حقا.. هم يدنسون أرضي .. وعالمي .. هم يسلبوني راحة البال.. طالما تمنيت لو أزلناهم من الوجود وحرقناهم ورمينا رماد رفاثهم في الجب
أسندت ظهري الي العمود الرخامي .. أغمضت عيناي وابتلعت من ريقي قبل أن أخرج قنبلة يدوية من حزامي، وأزحت عنها زر الأمان
انهم يسجدون علي الأرض .. رءوسهم جميعا تلامسها .. أعدهم بأنها لن ترتفع ..أعرف أن هذه الليلة مهمة لدي..هي النصف من هذا الشهر الذي يصومون فيه.. وهذه صلاة الفجر كما يسمونها.. سيكون دوي العملية مجلجلا
نظرت لهم جميعا.. شيوخ..أطفال..رجال..كلهم يتساوون عندي.. عليهم اللعنة جميعا
لقد قال الحاخام(موشي ليفنجر) ان أرض هيبرون ملكنا وان أنبيائنا دفنوا فيها..كلنا يعرف هذا..
لقد ولدت في الولايات المتحدة.. كنت أحضر اجتماعات كاهانا العظيم هناك، ويومها وضع يده علي كتفي وقال" باروخ جولدشتاين".. هذا اسمك ولسوف يكون لك شأن عظيم.. تذكر.. العرب يطلقون عليها الخليل برغم أنه لا مكان لهم في تلك الأرض.. هذه أرضنا وعليهم أن يرحلوا..
ثم ارتحلت الي اسرائيل وعشت في كريات أربع علي حدود المدينة.. كنت طبيبا وضابط احتياط بالجيش.. وكنت أتحرق للحظة مثل هذه.. خمسة وثلاثون عاما أنتظر لحظة كهذه..
وهاهي ذي قد جاءت..
أنا الأن داخل الحرم الابراهيمي كما يسمونه.. أقذف القنبلة وقد كان الدوي مروعا ولابد أن بعضهم مات قبل أن يعرف أن شيئا ألقي عليه.. لقد تبعثرت أشلاء الكثير منهم في كل مكان وتناثرت دمائهم القذرة لتلطخ أعمدة مسجدهم
الأن أضغط علي زناد بندقيتي الآلية ورحت أطلق النار علي هذه الأجساد
هذه الأجساد..
هذه الأجساد..
هذه الأجساد..
صوت الطلقات تمتزج بالصراخ..سأخرصهم الي الأبد.. صوت الصدي في المدينة الهادئة.. لقد توقف الصوت الذي كان يقود صلاتهم.. لابد أنه هلك بدوره.. هذا علي الأقل يريح أذني قليلا
واصلت اطلاق القنابل في كل مكان.. وأجسادهم لاتزال تتحول الي أشلاء ممزقة مفرية.. الدماء تغرق المكان
فيما بعد سيعرف أهلي أني قتلت44 فلسطينيا وحدي.. وجرحت 70 كل هذا خلال عشرة دقائق.. سوف يحتفلون بي ولسوف يقام لي ضريح في كريات أربع يزوره اليهود في الأعياد، ولسوف يطلقون علي لقب القديس..
ان الأمر لسهل.. انهم يتساقطون كالذباب..أجسر علي أن أقول انه ممتع
ان منهم من يتجه الي باب المسجد.. يالهم من سذج.. هم لا يعلمون أن الحراس أحكموا غلقه من الخارج
سيقتلون
****

من فلسطين الي مصر
الثامن من ابريل1970
كم أحب طائرتي الفانتوم
كفاءة عالية هذه الطائرة حقا
القمرة مريحة .. ثمة أجهزة استشعار تنذرك باطلاق صاروخ نحو الطائرة..دقة عالية في اصابة الأهداف..
انه الترف الأمريكي الحق
نخرق سرعة الصوت فوق سيناء متجهين الي العمق المصري
في تلك الأيام السعيدة قبل اكتمال حائط الصواريخ السوفيتي الرهيب القادر علي صد أي طائرة والوصول الي قلب اسرائيل
كان بوسعنا الذهاب الي أي مكان نريده، ولم تكن الطائرة الميج المصرية القديمة قادرة علي ملاحقتنا
انها متخلفة عنا بجيلين علي الأقل..فيما بعد وضعت شبكة الصواريخ المصرية صارت سماء مصر محرمة علينا..حاولنا كثيرا منع المصريين من انشاء هذا الجدار لكنهم استبسلوا..نعم أعترف أن هؤلاء القوم حين يريدون شيئا..
وهكذا حينما جاء اسبوع الفانتوم الشهير حين راحت طائرتنا تتساقط كالذباب وصدر أمر يمنع اختراق العمق المصري..
أنظر الي الطائرات الصديقة المحيطة بي..تشكيلي الذي أعرفه وجها وجها..لقد خضنا ساعات تدريب طويلة ونعرف أن هذه المهمة بسيطة لكننا ندرك كذلك أن الخطأ سيكون فادح..
نعبر قناة السويس..
مدفعية مضادة للطائرات تطلق علينا من حافة القناة حيث المواقع المصرية، لكنها تنفجر قبل أن تقترب منا.. هذه هي مصر كما رأيتها مرارا..أحفظ كل شبر منه
الهرم الذي بناه أجدادي .. المصريون يزعمون أنهم من بنوه لكننا نؤمن بما قاله لنا آباؤنا..الهرم ملكية يهودية كاملة وسيأتي اليوم الذي نطالب به.. يمكن كذلك أن نشكك في أنهم صنعوه بطرق أكثر مراوغة.. نتحدث عن الفضائيين الذين جاءوا من كوكب آخر ليبنوه..هم سيلتقطون الخيط بحماقة ويرددونه لما فيه من اثارة..قل أي شئ..المهم ألا يقتنع المصريون بأنهم قادرون علي معجزة مثل بناء الهرم..
خذ منهم ماضييهم
وأعطهم حاضرا تعسا
ومستقبلا غامضا
هذا هو النيل..شريان حياة مصر..الفراعنة الذين عاملونا بغلظة واستعبدونا..الشخصية اليهودية لها ميزة مهمة، هي أن الزمن لا يلعب معها أي دور..انها تنتقم من جريمة ارتكبت ضدها منذ قرون، ولا تنسي ما حدث..تطالب بأشياء وعدت بها منذ ألاف السنين.. في أعماقي حصار بابل وقلعة ماسادا ودبابات النازي في وارسو
لكن الأمور اختلفت اليوم..اليوم لن نعذب(بفتح الذال) بل سنعذب(بكسرها)
هذه هي معالم البلدة..محافظة الشرقية كما يقول المصريون..الريف هادئ مسالم من تحتنا... مربعات خضراء تنتظر لمسة من النيران، مزارعين يكدون في أراضيعم ينتظرون من يفصل رقابهم عن أكتافهم بفؤوسهم
نحن الفالكيري (Valkyrie) القادمون من السماء لنحيل الأرض نارا..(فاجنر Vagner) وصف بموسيقاه كيق تنقض بنات أودين أو الفالكيري من السماء ليخطفن الأرواح الي فالهالا.. نحن نكره فاجنر لأن النازيين أحبوه.. لكن لا ننكر أنه عبقري في هذه المقطوعة بالذات..
هذه هي القرية...
هذه هي المدرسة..
بناية فقيرة متداعية للسقوط...
لو تركناها عشر سنوات أخري لسقطت وحدها..
رباه.. كم هم فقراء هؤلاء المصريون..
أين ذهب غناء هذه البلد الفاحش علي مر العصور..
لابد أن الأطفال في درسهم الأول الأن..أنا أشعر بالجوع فلم ألتهم قطعة بسكويت قبل بدء المهمة، لكني سأنتهي سريعا ولسوف يكون افطاري شهيا بحق..
أشهي افطار هو ما تتناوله بعد القتل..
الطائرة القاذفة تتقدم وتلقي حمولتها من حالق..
تري هل شعروا؟ هل رأوها وهي تقذف؟
هل أرتعدت قلوبهم الصغيرة بين أضلاعهم؟
لا أعرف...
ولا يهمني...
لكن دور الطائرة التالية جاء..
المزيد من القنابل يهوي فوق البناية..
زهرة اللهب تشتعل..
تتوهج..
الدخان يعلو لكبد السماء..
أشلاء الأطفال والمدرسين المفحمة تختلط برماد البناية وأطلالها..
أقرب فمي من الميكروفون وأطلب عمواس في طائرته"مهمة ناجحة.. يكفي هذا.. لا نريد أن تتبخر البناية"
وتتلاقي طائرات التشكيل وتدور حول القرية ثم ننطلق عائدين الي اسرائيل..
فيما بعد سوف يملأ المصريون الدنيا صراخا وعويلا .. ثلاثون تلميذا في المرحلة الابتدائية هلكوا.. كان منهم من يجلس علي أدراجه الصغيرة ومنهم من يأخذ قلمه الصغير ليقلب صفحات كراسته بكفه الدقيق.. ومنهم من طلبه مدرسته ليكتب ما حفظه البارحة علي السبورة..
سوف تنهال برقيات الاحتجاج والادانة.. كل العالم سيبكي بعينين ذاهلتين ما حدث.. والحقيقة أن هذا هو كل شئ..
فعلا كل شئ..
الكل يقبل الأمر الواقع وحقائق القوة..
لقد تمت الغارة وانتهت..
ونسي العالم الأمر برمته.. ولن يتذكره.. فقط سيتذكرون أن العرب والمسلمين ليثوا الا جهلة ارهابيين انتحاريين.. تربيهم عقيدتهم علي كره الأخر وعدم التعايش معه.. فقط القتل والكراهية هي لغتهم
نعم سنملي علي العالم ذلك..
وسيصدقون..
لقد نسي العالم القاء قنبلة ذرية علي مدينة كاملة.. فلماذا لا ينسون هذا؟
الحقيقة التي لا يدركها المساكين العرب..أنه لا يوجد من يعاقب علي جرائم الحرب..لا أحد يعاقب الا اذا أراد الكبار عقابه..
سوف نزعم كالعادة أن المدرسة كانت موقعا عسكريا، وسوف يزعم البعض أن هناك محطة صواريخ بجوارها.... كل هذا هراء...العالم كله يعرف ذلك
لكنه سيصمت..
ان العالم كله باستثناء العرب طبعا يدرك أن منطق القوة هو المنطق الوحيد
كان الأمر مجرد انتقام صغير توجهه اسرائيل لمصر بعد تصاعد عملياتها فيما يدعي بحرب الاستنزاف
المصريون يعبرون القناة مرتين كل اسبوع لينسفوا سيارة أو يقتلوا جندي
عبد الناصر يقول للفلسطينيين"فقط أريد أن أسمع طلقة واحدة كل يوم تطلقونها أنتم داخل الأرض المحتلة... هذا يكفي كي تظل القضية حية"
كان لا بد من درس بسيط وهذا هو الدرس
فيما بعد سيكتب المصريون قصائد مثل"الدرس انتهي لموا الكراريس"و"محافظتي الشرقية ومدرستي بحر البقر الابتدائية"..ثم ينسي العالم كل شئ
وحين هبطت الطائرة أخيرا ترجلت من طائرتي
وصعدت علي الجناح وطبعت علي جسم الطائرة الساخن قبلة حب..


__________________

حتي سري في النيل صوت مؤذن
بالفجر فجر المجد والعزمات
*
الي النكرة
لك كلمتي بعد كلماتك


الكلمة نور
وبعض الكلمات قبور
وبعض الكلمات قلاع شامخه يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبى وبغي
يسرني ان ترتعد من نقطة حبر وخشخسة الاوراق
منقول للافاده

hema kill
2006/10/27, 5:02 PM
مشكوووووور اخوى احمد صقر على ما تأتى بيه من مواضيع

diabian.sakr
2006/10/27, 7:07 PM
شكرا يا هيما على مرورك الطيب

رهين
2006/10/27, 7:10 PM
احمد صقر

مشكور يا غالي علي موضوعك الجميل

اخوك

@امــ مملكه&العشاق ــير@

diabian.sakr
2006/10/27, 7:13 PM
شكرا يا ميرو لمرورك الطيب

BaKer
2006/11/1, 3:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكــرا لك أخى الغالى
على العمل الرئع

diabian.sakr
2006/11/5, 5:20 PM
شكرا لمرورك الجميل اخى الغالى
بـــــــــــــــــــكــــــــــــــــــر
ادامك الله لنــــــــــــــــــــاــ
اخوك
احمد صقر