المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانتر نت فى العالم العربى



kamel
2010/3/31, 2:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



يتزايد عدد مستخدمين الانترنت في الوطن العربي عاما بعد عام ، وتزداد يوما بعد يوم الاستعانة به كوسيلة للقفز علي الحواجز والخطوط الحمراء التي تضعها الحكومات علي حرية ابدأ الرأي والتعبير ..ربما تعاظم هذا الدور بانتشار المجموعات البريدية التي تتيح لأي شخص في الوطن العربي أن يكتب آراءه آو أفكاره مهما بدت جرئية بما يتناسب مع القواعد المحددة سلفا علي أن تصل آراءه هذه عبر البريد الالكتروني إلي كل أعضاء المجموعة التي ينتمي إليها والذين قد يصل عددهم في بعض الأحيان إلي عدة آلاف مشترك ..الأمر الذي دعا البعض إلي اعتبار الانترنت شكل حديث من أشكال هتاف الصامتين ..هذا المصطلح الذي صكه في منتصف الثمانينيات الدكتور "سيد عويس "عالم الاجتماع المصري الشهير واصفا العبارات والجمل التي يكتبها المصريون البسطاء عادة علي السيارات والحوائط متضمنة موعظة ما أو تعبيرا عن توجه محدد ..الأمر الذي يثر العديد من الأسئلة .. هل أصبح الانترنت فعلا البديل العصري لوسائل التعبير وإبداء الرأي؟ وهل يمكن أن يأخذ مكان الصحف والأحزاب في نشر الموضوعات السياسية التي يصعب نشرها أو الإشارة إليها ؟ وكيف يري المشاركون في نشر آراءهم عبر الانترنت الحرية المتاحة أمامهم ؟ وهل يتوقعون أن تفرض الحكومات العربية رقابة ما علي الانترنت وهل يستشعرون صدي لما يكتبونه أو ما يثيرونه من قضايا ؟ والي أي مدي يمكن الاستفادة من الانترنت في نشر مفاهيم حرية الرأي والديمقراطية ..؟ "ديوان العرب" استطلعت أراء وأفكار مجموعة من أكثر الناشطين فاعلية علي الانترنت والمجموعات البريدية العربية .
"شريف عرفة" طبيب أسنان ورسام كاريكاتير " 25سنة" يقول في هذا الصدد أن الانترنت أصبح السبيل الوحيد للمواطن العربي للتعبير عن رأيه و إن كان أقل انتشارا من الصحف لانتشار الأمية.. وهو ما يجعل صدي ما ينشر أو ما يثار من قضايا علي الانترنت محدودا ومقتصر علي فئة المثقفين فحسب ويذكر أن مجلة "النيوزويك" نشرت منذ أعوام إحصائية عن نسبة مستخدمي الانترنت في العالم العربي فاكتشفت أنها مرعبة…1% تقريبا في مصر حسبما يذكر، ويؤكد بأن الحرية ليست كاملة على الانترنت في و طننا العربي …فالانترنت مراقب أصلا و ربما تشدد الرقابة في نظم منهارة سياسيا كدول كثيرة في الوطن العربي إلا أن أكثر ما يميز الانترنت هو إمكانية إثارة القضايا التي لا يتبناها الأعلام الرسمي من خلال المجموعات البريدية أو نشر الكتب التي لا يصرح بنشرها أو الإعلان عن تنظيم مظاهرة مثلا ..شريف نفسه يستخدم الانترنت واحدي المجموعات البريدية في نشر الكاريكاتير السياسي الذي يمنع من نشره أحيانا في المجلات والصحف العادية .
" ندي قصاص" ..ترى بأن الانترنت لم تعد فقط تنافس وسائل الأعلام المقروءة المسموعة والمرئية، بل أصبحت أحد أهم مصادر المعلومات للصحافة المقروءة …وهذا لا يتعلق بما تتناقله مجموعات المراسلة فقط بل والمواقع الإخبارية أيضا ..فإذا تطلعت إلى الصحف العربية ستجد أن كثير مما ينشر بها مصدره مواقع على الانترنت…بعضها يحمل إشارة للمصدر الالكتروني وبعضها لا يذكره…كما إنه قلما تجد صحيفة عربية ليس لها موقع على الانترنت فهناك علاقة تبادلية بين الاثنين..
وتري أن هناك مساحة الحرية المتاحة علي الانترنت أكبر منها في الصحف والأحزاب العربية …لكن يصعب في الوقت الراهن أن يحل الانترنت محل هذه الوسائل…فهناك دول عربية لم تدخلها خدمة الانترنت بعد …وهناك دول تفرض رقابة على مواقع سياسية…كما أن عدد مستخدمي الانترنت من العرب داخل الأقطار العربية اقل كثيرا من عدد قراء الصحف…إلا أن أغلبية المستخدمين للخدمة ستجدهم إما من الإعلاميين أو المهتمين بالشأن العام.. وتري بأن الأخطر من الرقابة على حرية النشر هو النشاط الواسع من الهاكرز الصهاينة سواء على المواقع أو على العناوين البريدية و تدلل بواقعة حدثت لها هي شخصيا عندما نشر احد المواقع الصهيونية مؤخرا عنوان بريدها بين قائمة من العناوين وصف أصحابها بأنهم من مناهضي الصهيونية منذ ذلك الوقت ويصلها يوميا مئات الرسائل التي تحمل فيروسات كما تعرض بريدها الشخصي للاختراق – ومعها الكثيرون ممن شملتهم القوائم الصهيونية - وتم إرسال رسائل تحمل فيروسات للقوائم التي يراسلونها..كما تذكر أن العديد من المواقع العربية والإسلامية قد تعرضت هي الاخري إلي هجوم من الهاكرز .
وحول مدى صدى ما ينشر علي الانترنت فتذكر أن الأمر متعلق بحجم الإقبال على الموقع أو المجموعة التي تنشر المعلومة عبرها…إذ أن هناك مواقع و مجموعات مراسلة لا يقبل عليها الكثيرين وبالتالي ما ينشر عبرها غير ذي صدى.
"إسلام علي" 30 عاما ..يعتقد بأن المنافس الحقيقي للصحف هو الانترنت إلا أن الأولى لا تزال تتفوق بسبب محدودية انتشار الثانية خصوصا في الدول العربية بينما يستبعد الأحزاب تماما من المنافسة لعدم وجود أحزاب حقيقية بالمعني المتعارف عليه في الوطن العربي من وجهة نظره …وعن الحرية المتاحة علي الانترنت فيري أنها شبة كاملة ولا يظن أن الدول العربية تستطيع أن تحقق حظرا كاملا من الناحية التقنية ، لكن هناك أسلوب آخر لتحقيق الحظر وهو اعتقال نشطاء الانترنت ، ويدلل علي حادثة مهندس مصري توفي إثناء اعتقاله وكان قد اعتاد مهاجمة أمريكا وإسرائيل والنظام الحاكم علي الانترنت ..وحول أصداء ما ينشر عبر المجموعات البريدية أكد بأن لها نتائج قوية أحيانا كثيرة ويذكر الحملة التي قادتها المجموعة البريدية التي ينتمي إليها ضد إبعاد الحكومة المصرية لـ" عمرو خالد" وعزله عن لقاء جمهوره مباشرة ، ثم الحملة ضد تصريحات المذيع المصري "مفيد فوزي" التي سخر فيها من عمرو خالد ، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة التي يتم الحشد لها عن طريق الانترنت مثل المظاهرات والمؤتمرات والندوات..ويؤكد أن الانترنت تمثل له حوالي 50 % من معلوماته الإخبارية اليومية..يري إسلام بأن أقصى استفادة من الانترنت تتحقق في مطالعة الآراء على اختلافها ،و حرص كل طرف على البحث عن نقاط الالتقاء والبعد عن تجريح فكر الآخر "مثلما يحدث في مجموعة arabian 2000 التي تضم التياران الإسلامي والقومي" ، ويري بأن تقبلنا لبعضنا هو في حد ذاته عنصر قوة للمنادين بالحرية كما أن المجموعات البريدية تعمل على نشر التحليلات السياسية والاقتصادية عن واقع العالم العربي بما يزيد من وعي المثقف وبناء معرفته على معلومات سليمة.
أما "وائل عباس" 28 سنة ، فيري أن الانترنت يمكن بالفعل أن يحل محل الصحف والأحزاب في نشر الموضوعات السياسية الحساسة والممنوعة لكن المشكلة تكمن في انه لا يزال مقتصرا في العالم العربي على نوعية معينة فقط وهو ما يجعل بعض ما ينشر على الانترنت يكون له صدى كبير والبعض الأخر يذهب أدراج الرياح خاصة أن الانتشار على الانترنت في رأيه لا يخضع لجودة المحتوي بقدر ما يخضع للاغراق والانتشار الواسع ، ويعتقد بأن الحرية في استخدم الانترنت متاحة بلا حدود ولكن … بالفعل بعض الدول العربية تفرض رقابة علي بعض المواقع وتحجبها عن مواطنيها مثل الإمارات العربية والسعودية مثلا حيث يضعون" الفلاتر" التي تحجب المواقع التي تناقش النظم الحاكمة وهو أيضا ما يحدث في الصين كما يوجد عامل تحجيم أخر وهو أن جميع مواقع الاستضافة تابعة للغرب لذا فهم يتحكمون في ما ينشر من وجهة نظرهم وقد يصنف المحتوي بكونه إرهابيا أو معاديا للسامية وهذا حدث مع بعض المواقع التي تناقش قضايا مثل فلسطين و الشيشان مثلا حيث تحذفها الشركات المضيفة.
ربما تتباين الآراء والأفكار السابقة إلا إنها جميعا تتفق في كون أن الانترنت جاء بمثابة مفاجأة مفرحة و طاقة حرية غير مسبوقة للكثير من المواطنين العرب الذين حاصرهم الصمت و احتبست في عقولهم الآراء واختنقت في قلوبهم الكلمات فجاء الانترنت متنفسا للبوح والفضفضة ..والهتاف .

honey bee
2010/3/31, 2:21 PM
الانترنت عالم مفتوح جدااا مهما اتقيد بمراقبة او رقيب
وبيفضل ضميرنا
هو المراقب الوحيد


شكرا على الموضوع الممتاز ياكامل

kamel
2010/3/31, 3:56 PM
شكرا هونى على مرورك الكريم
تـــــــــســــــــلــــــــــمـــــــــى

مملكه الحب
2010/3/31, 4:44 PM
موضوع رااااااائع يا كامل

شكرا لك على هذا المجهود الرائع

kamel
2010/4/1, 11:46 PM
شكرا مملكة الحب على مرورك الكريم
نورتى الموضوع