شئ من الخوف [الأرشيف] - منتديات بيت لحلول الويب

مملكه الحب

2011/2/4, 11:44 PM

http://img684.imageshack.us/img684/6986/71712217.jpg

الآن فهمت..فهمت لماذا كان فيلم مثل فيلم شئ من الخوف ممنوع من العرض من قبل الرقابة حتى صرح بعرضه رأس النظام بنفسه في ذلك الوقت الرئيس جمال عبد الناصر..

فكرة ان يقوم اهل بلد بالتوحد و يتناسوا كل خلافاتهم و كل مصالحهم و انانيتهم ليصبحوا يد واحدة في وجه كيان يحكمهم و تأكد لهم من عدة سنوات انه يخدعهم..

هي فكرة مرعبة لأي نظام قائم على حكم الفرد..

و لكن طوال عشرات السنيين كان هناك ذلك الشئ القابع في النفوس..شئ يحول بين الناس و بين القيام بأي فعل ايجابي لإنهاء ذلك..إنه شئ من الخوف..

الخوف ذلك الشعور اللارادي..تشعر به ليحذرك أو ليقضي عليك..

يمنحك القوة بلا حدود أو يصيبك بالشلل التام..

الإنسان عادة يخاف مما يجهله لذلك يخاف من المستقبل و يحن الى الماضي لأنه اصبح في امان من شره..
و الإنسان عندما لا يملك أن يتحكم في يومه يخاف غده و يحن لأمسه..

لذلك ظل ابائنا طوال عقود متمسكيين بالماضي يسمونه الزمن الجميل أو العصر الذهبي..

و كأن الزمن توقف عند لحظة ما..أو هكذا ارادوا..لقد صنعوا خزنة كبيرة وهمية من ذكرياتهم لتحفظ العالم كما يعرفونه عند نقطة معينة و قبل أن يغلقوا الخزنة دخلوا مع ذكرياتهم ثم اغلقوها..لنظل لعقود حبيسي الماضي..
لذلك كان دائماً احداث تغيير هو ضرب من المستحيل..

الشعور بالغربة صعب..خاصة عندما تحس به داخل وطنك ووسط ابناء بلدك..

و الأصعب أن تشعر بالغربة لا في وطنك فحسب و لكن في زمانك ايضاً..

شعور الإنسان بأن هذا الزمان ليس زمانه له نتائج حتمية منها ان ينسحب الإنسان من واقعه..
و بالتالي لا تتوقع منه غير اللامبالاة

لذلك اصبح المستقبل لا يهم..و اليوم هو للبحث عن الأكل و الشرب و النوم و المسلسل..

و الحياة مجرد عبث..و الغد آت آت..لا جديد..

و إن حدث جديد فهو قدر..و القدر يحدث و لا يستطيع الناس منعه..و مادام ماسيحدث بالتأكيد سوف يحدث بي أو بدوني فلن ارهق نفسي و لن اتعب زهني..سأكتفي بالمشاهدة..و الاستماع الى التحليل بعد نهاية المباراة..بعد نهاية كل شئ..

فأنا لازلت حياً لسبب ما لا اعرفه..ربما مشاهدة مصر تحصل على كأس امم افريقيا للمرة ال17 على التوالي..

ما فائدة أن اكون لاعباً..مصر لا تحتاج لاعبيين..مصر لا تحتاجني..

في ظل وجود نجوم المنتخب الذي طوال 30عامــــ..اقصد 3 مرات متتالية استطاع احراز البطولات..مصر لا تحتاج الا دعاء الجماهير و الباقي على السادة المسؤليين و الجهاز الفني الذي لا يتغيير

الحمد لله كله تمام و أنا مطمئن..

هذا هو لسان حال المصري في السنيين الماضية..لم يكتفي بوضع بطيخة صيفي في بطنه بل اصبح يضع البطيخة في عقله..

الخوف من الخوف من المستقبل..ربما هو السبب في دفع الإنسان لا ارادياً لتنحية وعيه و ادراكه..
ليسقط في بئر اللامبالاة بدلاً من بئر الحرمان..

فمياه البلادة اعذب من ملوحة مياه الحرمان..

و بعد تراكمات سنوات و سنوات..جاء من استطاع ان يكسر حاجز الخوف..

ربما لأنهم لم يفهموا جيداً لماذا يجب أن يخافوا!!..

انطلق الناس في الشوارع صارخيين:

باطل..باطل..و الكبير لازم يرحل..

ثورة..حركة ..هبة..انتفاضة..سمها ما شئت..إنها واقع الأن..و تاريخ نشاهد كتابة سطوره..

ربما ليست مصادفة ان ينتفض الشعب كل مائة عام..و لكن هذه المرة لا يوجد سعد زغلول لا يوجد قائد للناس..

الناس انتفضت و فاقت ليس من اجل شخص و لكن من أجل وطن..

ما حدث في العشرة ايام الماضية اثبت بالدلائل القاطعة عدة اشياء منها

أن الشعوب قد تتوه قد تفقد الوعي و لكنها ابداً لا تموت..

في السنوات الماضية كان شعار الشرطة هو الشرطة في خدمة النظام الحاكم..و الامن هو امن النظام اولاً..

و النظام الحاكم..ليس الا فوضى منظمة..

أين من صدعوا رؤوسنا بالمواطنة و من أجلك انت و من اجل مستقبل اولادك و ربنا يخليهملك؟!

أين ما يسمى بالحزب الوطني الحاكم(3 مليون معاهم كرنيهات)؟!

أين الشرطة حماة الوطن..الذين اختفوا فجأة من أكبر مدينة الى اصغر قرية في معظم محافظات مصر؟!

في وقت الأزمة..و عندما يبدأ الاختبار تتضح الحقائق و تتجلى الاكاذيب..

لم يحمي مصر الا شعبها..الذي تناسى افراده خلافاتهم و مصالحهم و انانيتهم و حتى خوفهم وقف الجيران الذين ربما يتقابلون للمرة الاولى في كل شارع يد واحدة..

لم يكن ليجمعهم من قبل عزاء او فرح..الأن هم معاً بصدق و ليس مجاملة..

الجميع الأن يقول مصر قبل 25 يناير غير مصر بعد 25 يناير..

لأن الناس فاقت..

لأن الناس قبل 25 يناير غير الناس بعد 25 يناير..

و مثلما قال الرئيس مبارك في خطابه الأخير

أنا واثق-بإذن الله-أن مصر سوف تخرج من هذه الأزمة أقوى و أفضل..
به أو بدونه..