kamel
2012/1/10, 6:17 PM
بالرغم الحقيقة من انى زهقت من الكلام فى الموضوع ده عشان كل سنة، كل سنة، كل سنة لازم يتحفنا أحد أولئك الشيوخ بفتوى ان قال إيه “تهنئة المسيحيين بأعيادهم حرام”. أنا مش عارف يعنى الحقيقة هم بيجيبوا الكلام ده منين! هُو مش الإسلام اللى بيدّعوا أنّهم شيوخه وعلماؤه ده هو نفس الإسلام اللى بقية المسلمين يعرفوه، ولا هُمّ عندهم نسخة مختلفة منّه!مبدئيا كده لازم نشير إلى حاجة مهمة جدا، إن فى الحقيقة، أى مسيحى تهنئته من عدمها ولا حتزوّده ولا حتنقّصه، ممكن يتضايق حد طبعا لو واحد زميله فى الشغل مثلا، فى الجامعة، فى المدرسة فى أى حتة، جه العيد وماقالّوش “كل سنة وانت طيب”، لكن الحقيقة الحقيقة ان عيده لن ينقص منه شء، أمال إيه اللى بينقُص؟ اللى بينقص إنّك لو ماعيدتش على جارك أو زميلك أو شريكك أو موظّف عندك أو أو، بعيدُه لما عيده ييجى، بتبقى شكلك قليل الذوق عديم الكياسة قليلةٌ المحبة والسماحة فى قلبِك، ده أولا. وثانيا، لو هو عارف إنّك ماعيّدتش عليه لإنّك فاهم إن دينك بيقولّك ماتعيّدش عليه زى ما بيقولوا الإخوة الشيوخ إيّاهم، يبقى تهمة قلّة الذوق والكياسة والمحبة دى مابتلزقش فيك لوحدك، بل لو هو فَرَضا يعنى مايعرفش مسلمين غيرك، حتبقى حضرتك كده ألصقت تلك التهم الذميمة بالإسلام نفسه، بالنسبة للراجل ده “هو الإسلام صحيح عايز المسلمين يبقوا قلالات الذوق ويكرهوا غيرهم، وحتى ماتطلعش من بقّهم كلمة كل سنة وانت طيب وفرحان بابتسامة!” هكذا أكيد حيتساءل وهو مستغرب.المنطق بتاع هؤلاء بيقول إنّك لمّا تهنّى مسيحى بعيد ميلاد المسيح يبقى انت كده قال إيه، بتقرّ عيده وتعترف بيه! ومين قالّك إن حضرتك أو غيرك اللى بتقرّوا الأعياد؟ أنا ممكن أعمل عيد للبلكونة بتاعتى، انت مالك إنت؟ إيش حشرك بينى وبين بلكونتى، ما عنّك ما اعترفت. هو انت لما ماتعترفتش، أنا عيدى حيختفي؟ لأ حعيّد برضه، وحصلّى وحعمل طقوسى وحكسر صيامى وحاكل لحمة وححتفل مع قرايبى وأهلى واصحابى اللى منهم مسلمين جدا بس بيحبّونى زى ما انا بحبّهم، وطظ فيك، عنّك ما اعترفت! إنت اللى شكلك حيبقى وحش وقليل الذوق.وفى السياق ده، حشر مسألة الخلاف بين النصرانية وما طرأ عليها عبر التاريخ من تغيير وتحريف (من وجهة نظر الإسلام) مش موضوعنا إطلاقا، ولا موضوعك، دى حاجة تخص المسيحيين مش غيرهم، ده دينهم هُمّ، شأنهم هُمّ. إنت كمسلم قالّك ربّك فى قرآنك، ومُتكلّما كمان عن الكفّار بالله أنفسهم مش أهل الكتاب من اليهود ونصارى عيسى بن مريم عليه السلام، وقالّك “لكُم دينُكُم وليَ دين” كلام سهل جدا وبسيط خالص، حتّى الكافر بإلهك ودينك، مالكش دعوة بيه، ده موضوعه هو، وانت تخلّيك فى موضوعك انت. علما يعنى إن نفس المسيحيين دول على فكرة هُمّ اللى علماء دينك النهارده بيقولولك إنّك تقدر تتجوّز منهم عشان نسائهم كتابيّات يعرفون الله ويعبدونه! ممكن تتجوّز منهم بس لما تتجوّز منهم حسك عينك تصحى يوم العيد تقول لمراتك، كل سنة وانت طيبة!!ومش بس تخلّيك فى موضوعك، وهو تخاصمه يعنى، أبدا، هو الإسلام ده دين عداء وكراهية وفُرقة؟ برضه فى كلام واضح وصريح من نفس القرآن، كتاب المسلمين المقدّس الذى يؤمنون أنّه نزل على رسولهم من الله “لا ينهاكُم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدّينِ ولم يُخرجوكم دياركم أن تبرّوهُم وتُقسطوا إليهم” مش بس لا ينهانا الله عن أى حد لم يؤذنا، لكن كمان عايزنا ربّنا نَوَدّهم ونَبَرّهم ونعدِل فيهم ونُقسِط. والآية حتّى لم تحدّد دين من تتكلّم عنه، بل هى واسعة شاملة عامة وتامّة، لا ينهانا الله عن كل من لا يقاتلنا فى ديننا ويحاول إخراجنا من ارضنا. لا ينهانا الله عن كل من لا يُعادينا، لكن تقول كل سنة وانت طيّب لجارك وزميلك وشريكك فى الوطن والتاريخ فى عيده حرام؟!بالذمة ده كلام بتاع ناس يعرفوا الإسلام وقروا سيرة رسوله ومؤمنين بالإله اللى أرسله؟ الإسلام اللى بيتكلّموا عنّه الشيوخ اللى بيكرهوا كل حاجة وكل الناس دول بيجيبوه منين؟ أيّ إسلامٍ يعرفون؟ والناس اللى بيسمعوهم بل وبيعتبروهم حُجج الإسلام، مايعرفوش عن دينهم حاجة خالص فبيشتروا منهم أى حاجة يقولوها عادى كده!؟ حسبنا الله ونعم الوكيل فى من يتكلّم باسمه، وكل ما فيه يدل على أنه أبعد الناس عنه. أظن إن مَن لا يبدو انه يعرف بديهيات الإسلام وآياته الواضحات، ماينفعش نسمعه أصلا بيتكلّم فى مسائل الدين، ناهيكو عن إننا نستفتيه ونأخذ بأحكامه ونتعلّم عن ديننا منه، بل ونعتبره من علمائه.كل سنة وكل عابد لله من أى دين فى الدنيا طيّب وخيّر ومتسامح، وكل سنة وكل من حتى لا يعرف الله طيب كمان، عساه يعرفه، فالطيّبون يعرفون ربّهم أحسَنَ كثيرا من غيرهم.