ناصر مهدى
2006/8/18, 10:45 PM
من إبليس إلى جورج بوش
عماد عابد الغزي
مهما كابر المرء في حياته فلابد له من لحظة ينهار فيها كبريائه، يكابد في نفسه مرارة العجز أمام محدودية قدراته، طوال حياتي العامرة بغواية البشرية لم أستكن أو أضعف، ولم أهدأ أو أنام، ملأ قلبي الغرور إعجاباً بمنجزاتي العظيمة، وقدراتي الخارقة إلى أن جئت أنت يا بوش.
أشعر بالضعف أمامك.. أعترف لك أنك جعلتني أرفع راية الاستسلام طالباً العفو منك على تقصيري في تخريب هذه البشرية.
اكتشفت أنني كنت طيباً رقيقاً فأقصى حدودي في الإيقاع بين الناس هي بإثارة العداء بين الجار وجاره، والزوج وزوجته، أما أنت أيها المبدع العظيم فقادر على الإيقاع بين بلد وبلد، وشعب وشعب، لا بل بين قارة وقارة، أي حيوان منوي جئت منه؟ يستحيل أن يكون حيوان واحد، أنت مزيج من تيس ناطح، وثور هائج، وثعلب ماكر.
أمارس الكذب ودرسته للملايين من أتباعي لكن تصريحاتك أعظم من أن تكون كذباً، إنها حرفة جديدة لا مثيل لها ولا سابق لصنعها، لا أجد لها وصفاً واحداً يليق بها سوى أنها خليط بين النصب والاستحمار والاستغفال.
أقف أمام خطاباتك فاغراً فاهي، مذهولاً بجرأتك، قمت باحتلال بلد في الوقت الذي تعلن فيه أنك تسعى لتحريره، وقتلت شعوباً وأنت تتحدث عن دورك في الحفاظ على حياتها.
أتوسل إليك أن تقبلني جندياً من جنودك، فقد قررت أن أقدم استقالتي، وأرفع رايتى مبايعاً لك زعيماً أوحد إلى الأبد.*
حيوان نووي:
ويتابع إبليس مناجاته الرقيقة لجورج بوش:
إذن أنت تؤكد يا سيدي بوش أنك لست وليد حيوان منوي بشري عادي، بل أنك وليد حيوان (نووي) تم تصنيعه بأياد صهيونية بارعة، وحقنوه بوالدك طيب الذكر الذي جاد بك على العباد والبشر لينافسني في مهمتي الأبدية، ويتفوق علي في الخبث والدهاء والمكر.
سيدي بوش:
أي إبداع في تكوينك الخلقي والأخلاقي؟ تبصر بعين ما لا تبصره بالأخرى، وتسمع بأذن ما لا تسمعه بالثانية، وتنطق بلسان ما عرف سبيله إلى الحق يوماً، تقود شعباً متعلماً وأنت تجهل أسبانيا مملكة هي أو جمهورية!
اسمح لي يا سيدي لن أتمكن من المتابعة الآن وربما لاحقاً، فأنا أشعر بالغثيان والضيق كلما تذكرت وجهك الباسم للصحفيين يظهر براءة ويخفي ملامح ذئب غطريس.
سيدي البشوس:
وأكمل إبليس مطروباً يسجع بكلامه ويقول لبوش: سيدي البشوش بوش:
عرفت بعدك أنني فاشوش، وأن ما أعلمه من بداهات التخريب مغشوش، فأنت الأصل يا سيدي، وسألبسك من على رأسيَ الطربوش، وسأسميك حاكماً لممالك المخربين الخبثاء ووصياً على العروش.
سيدي أبو الطربوش:
إقبل من تلميذك بعضاً من تجاربه، فهي في النفس تجوش، اعمل ما بدا لك بهذه الأمة المخزية ولا تخشها ما دام يحكمها أصحاب الكروش، وأوعز إلى أزلامك بني يهود أن يحطموها كلها من بغداد إلى طنجة مروراً ببيروت وبيت حاروش، وألق نظرة على أهلها لتطمئن إلى أنهم قد سكنوا النعوش، زلزلوها واقصفوها ودمروها فقد ولَّى يالبنان زمن الفن والعلم والحلم المنقوش، وأقبل ابن إبليس يقَبِّل وجنتي أستاذه وشَعره منكوش، كفاكمو أحلاماً يا أمة نامت على الهوى والهوى شاكوش
عماد عابد الغزي
مهما كابر المرء في حياته فلابد له من لحظة ينهار فيها كبريائه، يكابد في نفسه مرارة العجز أمام محدودية قدراته، طوال حياتي العامرة بغواية البشرية لم أستكن أو أضعف، ولم أهدأ أو أنام، ملأ قلبي الغرور إعجاباً بمنجزاتي العظيمة، وقدراتي الخارقة إلى أن جئت أنت يا بوش.
أشعر بالضعف أمامك.. أعترف لك أنك جعلتني أرفع راية الاستسلام طالباً العفو منك على تقصيري في تخريب هذه البشرية.
اكتشفت أنني كنت طيباً رقيقاً فأقصى حدودي في الإيقاع بين الناس هي بإثارة العداء بين الجار وجاره، والزوج وزوجته، أما أنت أيها المبدع العظيم فقادر على الإيقاع بين بلد وبلد، وشعب وشعب، لا بل بين قارة وقارة، أي حيوان منوي جئت منه؟ يستحيل أن يكون حيوان واحد، أنت مزيج من تيس ناطح، وثور هائج، وثعلب ماكر.
أمارس الكذب ودرسته للملايين من أتباعي لكن تصريحاتك أعظم من أن تكون كذباً، إنها حرفة جديدة لا مثيل لها ولا سابق لصنعها، لا أجد لها وصفاً واحداً يليق بها سوى أنها خليط بين النصب والاستحمار والاستغفال.
أقف أمام خطاباتك فاغراً فاهي، مذهولاً بجرأتك، قمت باحتلال بلد في الوقت الذي تعلن فيه أنك تسعى لتحريره، وقتلت شعوباً وأنت تتحدث عن دورك في الحفاظ على حياتها.
أتوسل إليك أن تقبلني جندياً من جنودك، فقد قررت أن أقدم استقالتي، وأرفع رايتى مبايعاً لك زعيماً أوحد إلى الأبد.*
حيوان نووي:
ويتابع إبليس مناجاته الرقيقة لجورج بوش:
إذن أنت تؤكد يا سيدي بوش أنك لست وليد حيوان منوي بشري عادي، بل أنك وليد حيوان (نووي) تم تصنيعه بأياد صهيونية بارعة، وحقنوه بوالدك طيب الذكر الذي جاد بك على العباد والبشر لينافسني في مهمتي الأبدية، ويتفوق علي في الخبث والدهاء والمكر.
سيدي بوش:
أي إبداع في تكوينك الخلقي والأخلاقي؟ تبصر بعين ما لا تبصره بالأخرى، وتسمع بأذن ما لا تسمعه بالثانية، وتنطق بلسان ما عرف سبيله إلى الحق يوماً، تقود شعباً متعلماً وأنت تجهل أسبانيا مملكة هي أو جمهورية!
اسمح لي يا سيدي لن أتمكن من المتابعة الآن وربما لاحقاً، فأنا أشعر بالغثيان والضيق كلما تذكرت وجهك الباسم للصحفيين يظهر براءة ويخفي ملامح ذئب غطريس.
سيدي البشوس:
وأكمل إبليس مطروباً يسجع بكلامه ويقول لبوش: سيدي البشوش بوش:
عرفت بعدك أنني فاشوش، وأن ما أعلمه من بداهات التخريب مغشوش، فأنت الأصل يا سيدي، وسألبسك من على رأسيَ الطربوش، وسأسميك حاكماً لممالك المخربين الخبثاء ووصياً على العروش.
سيدي أبو الطربوش:
إقبل من تلميذك بعضاً من تجاربه، فهي في النفس تجوش، اعمل ما بدا لك بهذه الأمة المخزية ولا تخشها ما دام يحكمها أصحاب الكروش، وأوعز إلى أزلامك بني يهود أن يحطموها كلها من بغداد إلى طنجة مروراً ببيروت وبيت حاروش، وألق نظرة على أهلها لتطمئن إلى أنهم قد سكنوا النعوش، زلزلوها واقصفوها ودمروها فقد ولَّى يالبنان زمن الفن والعلم والحلم المنقوش، وأقبل ابن إبليس يقَبِّل وجنتي أستاذه وشَعره منكوش، كفاكمو أحلاماً يا أمة نامت على الهوى والهوى شاكوش