المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : o.O (مجموعة فتاوى في الصحة والطب) O.o



ناصر مهدى
2006/8/18, 10:51 PM
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420224459e8fd49fe.gif

http://gallery.7oob.net/data/media/19/323_2.gif

مجموعة فتاوى في مجال الطب والصحة
اضعها بين ايديكم...
راجية من الرحمن القبول
واتمنى ان تنتفعوا منها..
لا تنسونا من صالح دعائكم...


http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420224459e8fd49fe.gif

ناصر مهدى
2006/8/18, 10:52 PM
أعالج حبّ الشباب بالتقشير وعمليات الليزر فما الحكم

السؤال
إنني أعاني من آثار لحبِّ الشباب على وجهي ، وأريد العـلاج إما بالتقشير وإما بعمليات ليزر ، سؤالي عن حكم ذلك ، مع العلم أنني أقوم بذلك لإزالة الآثار . وجزاكم الله خيراً .

الجواب
مادام أنها تُستعمل علاجاً ، فلا حرج ، والحمد لله .

المجيب عبد الرحمن بن عبدالله العجلان
المدرس بالحرم المكي

ناصر مهدى
2006/8/18, 10:53 PM
زراعة الأعضاء

السؤال
هل يجوز تغيير الأعضاء في الجسم أم لا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فهل يجوز تغيير الأنثيين (الخصيتين)؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد: فموضوع زراعة الأعضاء من الموضوعات التي استجدت في حياة الناس مع تقدم الطب، ولم تكن معروفة لدى الفقهاء السابقين بالشكل الذي نراه اليوم أو نسمعه، ولكن لا يعني ذلك أنه لا يوجد لها حكم في الشرع؛ لأن شريعتنا بقواعدها وأصولها تستطيع بحمد الله جل وعلا أن توجد الحكم الشرعي لكل ما يستجد في حياة الناس، فهي الشريعة الصالحة لكل زمان ومكان، ولذا فقد تولى أهل العلم في زماننا هذه المسألة بالبحث والدراسة، ومن أولئك الذين عنوا بدراسة هذا الموضوع المجامع الفقهية، ومنها مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي، فقد درس الموضوع في دورته الثامنة المنعقدة بمبنى رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة في الفترة من يوم السبت 28 ربيع الآخر 1405 هـ إلى يوم الاثنين 7 جمادى الأولى 1405 هـ الموافق 9 1 - 28 يناير 1985 م، وقد نظر في موضوع أخذ بعض أعضاء الإنسان وزرعها في إنسان آخر مضطر إلى ذلك العضو ، لتعويضه عن مثيله المعطل فيه ، مما توصل إليه الطب الحديث ، وأنجزت فيه إنجازات عظيمة الأهمية بالوسائل الحديثة ، وذلك بناء على الطلب المقدم إلى المجمع الفقهي من مكتب رابطة العالم الإسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية .
واستعرض المجمع الدراسة التي قدمها فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام في هذا الموضوع، وما جاء فيها من اختلاف الفقهاء المعاصرين في جواز نقل الأعضاء وزرعها، واستدلال كل فريق منهم على رأيه بالأدلة الشرعية التي رآها.
وبعد المناقشة المستفيضة بين أعضاء مجلس المجمع ، رأى المجلس أن استدلالات القائلين بالجواز هي الراجحة ، ولذلك انتهى المجلس إلى القرار الآتي :
أولاً : إن أخذ عضو من جسم إنسان حي، وزرعه في جسم إنسان آخر مضطر إليه لإنقاذ حياته ، أو لاستعادة وظيفة من وظائف أعضائه الأساسية هو عمل جائز لا يتنافى مع الكرامة الإنسانية بالنسبة للمأخوذ منه، كما أن فيه مصلحة كبيرة وإعانة خيرة للمزروع فيه ، وهو عمل مشروع وحميد إذا توافرت فيه الشرائط التالية :
1 - أن لا يضر أخذ العضو من المتبرع به ضرراً يخل بحياته العادية؛ لأن القاعدة الشرعية أن الضرر لا يزال بضرر مثله ولا بأشد منه؛ ولأن التبرع حينئذ يكون من قبيل الإلقاء بالنفس إلى الهلكة، وهو أمر غير جائز شرعاً.
2 - أن يكون إعطاء العضو طوعاً من المتبرع دون إكراه .
3 - أن يكون زرع العضو هو الوسيلة الطبية الوحيدة الممكنة لمعالجة المريض المضطر .
4 - أن يكون نجاح كل من عمليتي النزع والزرع محققاً في العادة أو غالباً.
ثانياً : تعتبر جائزة شرعا بطريق الأولوية الحالات التالية :
1 - أخذ العضو من إنسان ميت لإنقاذ إنسان آخر مضطر إليه، بشرط أن يكون المأخوذ منه مكلفاً، وقد أذن بذلك حالة حياته .
2 - أن يؤخذ العضو من حيوان مأكول ومذكى مطلقا ، أو غيره عند الضرورة لزرعه في إنسان مضطر إليه .
3 - أخذ جزء من جسم الإنسان لزرعه أو الترقيع به في جسمه نفسه ، كأخذ قطعة من جلده أو عظمه لترقيع ناحية أخرى من جسمه بها عند الحاجة إلى ذلك .
4 - وضع قطعة صناعية من معادن أو مواد أخرى في جسم الإنسان لعلاج حالة مرضية فيه، كالمفاصل وصمام القلب وغيرهما . فكل هذه الحالات الأربع يرى المجلس جوازها شرعا بالشروط السابقة .
وأما زرع الخصيتين ونحوهما من الغدد التناسلية، والتي تنقل الصفات الوراثية، فقد قرر المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في مؤتمره السادس بجدة في المملكة العربية السعودية من 17-23 شعبان 1410هـ الموافق 14-20 آزار (مارس)1990م، بعد اطلاعه على الأبحاث والتوصيات المتعلقة بهذا الموضوع الذي كان أحد موضوعات الندوة الفقهية الطبية السادسة المنعقدة في الكويت من 23 – 26 ربيع الأول 1410 هـ الموافق 23-26/10/1990م ، بالتعاون بين هذا المجمع وبين المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، قرر ما يلي:
أولاً : زرع الغدد التناسلية : بما أن الخصية والمبيض يستمران في حمل وإفراز الصفات الوراثية (الشفرة الوراثية) للمنقول منه، حتى بعد زرعهما في متلقٍّ جديد ، فإن زرعهما محرم شرعاً. وقد وضع المجمع الفقهي عدداً من الضوابط في قضية زرع الأعضاء في دورة مؤتمره الرابع بجدة في المملكة العربية السعودية من 18-23 صفر 1408هـ الموافق6-11 شباط (فبراير)1988م، وهي:
أولاً : يجوز نقل العضو من مكان من جسم الإنسان إلى مكان آخر من جسمه ، مع مراعاة التأكد من أنَّ النفع المتوقع من هذه العملية أرجح من الضرر المترتب عليها، وبشرط أن يكون ذلك لإيجاد عضو مفقود، أو لإعادة شكله أو وظيفته المعهودة له، أو لإصلاح عيب، أو إزالة دمامة تسبب للشخص أذى نفسياً أو عضوياً .
ثانياً : يجوز نقل العضو من جسم إنسان إلى جسم إنسان آخر ، إن كان هذا العضو يتجدد تلقائياً ، كالدم والجلد ، ويراعى في ذلك اشتراط كون الباذل كامل الأهلية ، وتحقق الشروط الشرعية المعتبرة .
ثالثاً : تجوز الاستفادة من جزء من العضو الذي استؤصل من الجسم لعلة مرضية لشخص آخر ، كأخذ قرنية العين لإنسان ما عند استئصال العين لعلة مرضية .
رابعاً : يحرم نقل عضو تتوقف عليه الحياة كالقلب من إنسان حي إلى إنسان آخر .
خامساً : يحرم نقل عضو من إنسان حي يعطل زواله وظيفة أساسية في حياته وإن لم تتوقف سلامة أصل الحياة عليها كنقل قرنية العين كلتيهما ، أما إن كان النقل يعطل جزءاً من وظيفة أساسية فهو محل بحث ونظر كما يأتي في الفقرة الثامنة .
سادساً : يجوز نقل عضو من ميت إلى حي تتوقف حياته على ذلك العضو ، أو تتوقف سلامة وظيفة أساسية فيه على ذلك . بشرط أن يأذن الميت قبل موته أو ورثته بعد موته، أو بشرط موافقة ولي أمر المسلمين إن كان المتوفى مجهول الهوية أو لا ورثة له .
سابعاً : وينبغي ملاحظة : أنَّ الاتفاق على جواز نقل العضو - في الحالات التي تم بيانها - مشروط بألاَّ يتم ذلك بواسطة بيع العضو . إذ لا يجوز إخضاع أعضاء الإنسان للبيع بحال ما .
أما بـذل المال من المستفيد ، ابتغاء الحصول على العضو المطلوب عند الضرورة أو مكافأة وتكريماً، فمحل اجتهاد ونظر.
ثامناً: كل ما عدا الحالات والصور المذكورة، مما يدخل في أصل الموضوع ، فهو محل بحث ونظر، ويجب طرحه للدراسة والبحث في دورة قادمة ، على ضوء المعطيات الطبية والأحكام الشرعية . والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المجيب د. محمد بن إبراهيم الغامدي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 10:54 PM
اقتناء هيكل عظمي للتعلُّم

السؤال
أنا حالياً أدرس الطب، ويفيدني جداً اقتناء هيكل عظمي لأتعلم عليه، يستطيع أحد معارفي توفير هيكل لي، ولكن المشكلة هي أن هذا الهيكل طبيعي، أي لجثة قد تحللت وأخذ عظمها، فهل يجوز لي اقتناؤه؟ علماً بأنه يتوفر هياكل اصطناعية، لكنها ليست بمقدار الفائدة التي أجنيها من الطبيعي -أي أنه لا يظهر عليه جميع الأجزاء والتراكيب الدقيقة المطلوبة- أفيدوني بأسرع وقت ممكن جزاكم الله خيراً.الجواب
لا بأس باقتناء الهيكل الطبيعي للجثة عند وجود الحاجة لطلاب الطب؛ لأن حذق الطب – وهو أمر مطلوب- لا يتحقق في الغالب -كما قيل- إلا بالتطبيق على جثة حقيقية، ولكن يجب أن يقتصر في هذه الجثة على القدر المطلوب، وألا تكون الجثة لمسلم؛ لأن في جثث غير المسلمين غنية عن جثته، ولتأكد حرمته حياً وميتاً، ويجب كذلك دفن أشلاء الجثة بعد الانتهاء منها. والله أعلم.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 10:54 PM
أقراص منع الدورة الشهرية

السؤال
سألتني زميلة في العمل وهي مقبلة على الذهاب إلى العمرة في شهر رمضان، عن نيتها أخذ أقراص تمنع عنها نزول دم الحيض في وقته المعتاد، ذلك أن فترة حيضها توافق العشر الأواخر من شهر رمضان مما سيفوت عليها - حسب قولها - فرصة التعبد وقيام الليل في المسجد الحرام، ما قول الشرع في هذا الأمر؟ خصوصا وأنه أخذ يعرف انتشارا واسعا بين النساء، حسب قولها، حتى بالنسبة للصيام في شهر رمضان المبارك - جزاكم الله عن الإسلام وعنا كل خير - . الجواب
المرأة إذا أخذت شيئاً من موانع الحيض فامتنع الحيض بالكلية وجبت عليها الصلاة والصيام، وصح ذلك منها، أما إن نزل منها دم ولو يسيراً في وقت الحيض فلا تصح الصلاة ولا الصيام.


المجيب عبد الرحمن بن عبدالله العجلان
المدرس بالحرم المكي

ناصر مهدى
2006/8/18, 10:55 PM
ضمان الخطأ الطبي

السؤال
أنا أعمل طبيباً بوحدة العناية المركزة، وقد توفي أحد المرضى بالوحدة لسبب أشك أنه خطأ علمي مني، فهل علي من كفارة؟ جزاكم الله خيراً.

الجواب
إذا كنت قد تسببت في إزهاق روح هذا المريض بأي نوع من أنواع التسبب فإن عليك الدية والكفارة، وإذا أمكنك التحقق من ذلك فإنك تفعل، فإن كان شكاً منك تشعر به ولا دليل عليه ولم يثبت عندك يقيناً فلا شيء عليك إن شاء الله، والقاعدة الفقهية في ذلك (إن اليقين لا يزول بالشك) واليقين هنا هو براءتك من إزهاق روحه والشك هو مسئوليتك عن هذا الإزهاق، وكذلك يدل لهذا قاعدة (كل مشكوك فيه اجعله كالعدم)، وهي في معنى القاعدة السابقة، والله أعلم.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 10:56 PM
هل الدواء يعجل الشفاء؟

السؤال
هل للمرض زمن محدد سواء تداوى الإنسان أم لا؟ بمعنى هل الدواء يعجل الشفاء؟ أرجو الإجابة مع الأدلة الشرعية

الجواب
الله عز وجل قدَّر المرض على الإنسان وشرع التداوي، وجعل الدواء سبباً للشفاء من الأمراض، فالتداوي أخذ بالسبب المشروع، فيكون مندوباً إليه –في غالب أحوال التداوي-.
فمن تداوى فقد فعل الأمر المشروع في قوله –صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح البخاري (5678) كتاب الطب :"ما أنزل الله داء إلا وأنزل له شفاء".
فالذي يتداوى يكون قد بذل سبباً يؤدي بإذن الله إلى الشفاء، ومن ترك التداوي فقد يهلكه المرض، وكل ذلك قد علمه الله عز وجل من الإنسان قبل أن يولد ولكن الحث الشرعي على التداوي إنما هو من باب الأخذ بالأسباب المشروعة، والله أعلم.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 10:56 PM
تغيير التوصيف الطبي

السؤال
نحن –المسلمين- في الغربة نعاني من مشكلة كبيرة، وهي طهارة أطفالنا، فنحن كغيرنا من المواطنين نشارك في التأمين الصحي الإجباري والذي بطبيعة الحال يشمل الزوجة والأطفال ويندرج تحت هذا التأمين جميع العمليات ما عدا عمليات التجميل، ولكنهم لاعتبارات دينية لا يعترفون بعمليات الطهارة للأطفال ويعتبرونها عمليات تجميل، لذلك نضطر لدفع مبالغ كبيرة لإجراء هذه العملية على حسابنا الخاص، بالرغم من أنّا ندفع الاشتراك الشهري بالتأمين الإجباري وقد عرض علي أحد الأطباء المسلمين إجراء هذه الجراحة مع تغيير التوصيف الطبي لها حتى تندرج تحت العمليات الجراحية التي يدفعها التأمين الصحي، فأرجو منكم فتوى في مدى صحة هذا العمل شرعاً؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالأظهر لي ـ والله أعلم ـ أنه يجوز لكم إجراء عمليات الختان مع تغيير التوصيف الطبي لها؛ لكي تدخل في غطاء التأمين الصحي الإجباري، وذلك لأن كثيراً من أقساط التأمين التي تدفعونها تذهب بلا مقابل؛ لتبتلعها شركات التأمين، وتزيد من أرباحها المتضخمة.
ولهذا تُباح مثل هذه الحيلة لاستيفاء تلك الأموال التي ذهبت عليكم سدى، ولكن بشرط ألا تزيد قيمة ما تقدّم لكم من عمليات وخدمات طبية على مقدار القسط السنوي الذي تقدمونه للتأمين.
فمثلاً إذا كان رب الأسرة قد دفع في السنة 1000 يورو للتأمين الصحي لأسرته، ثم انقضتْ السنة وقد بلغ مجموع قيمة الخدمات والعمليات الطبية له ولأسرته 500 يورو، فإنه يكون قد بقي له 500 يورو يستحقها على شركة التأمين، وله حينئذٍ أن يستوفيها ولو بهذه الحيل، من عمليات ختانٍ أو غيرها، ولو بتغيير توصيفها، بشرط ألا تزيد قيمة هذه العمليات عن الثمن المتبقي وهو 500 يورو، لأنه لا يستحق إلا ما يقابل هذه الألف.
فإن زادت على قدر هذا الثمن المتبقي فيجب عليه أن يتخلص من هذه الزيادة بأن يُخرج من ماله قدر هذا الزائد ويصرفه في مصالح المسلمين.
فمثلاً: لو كان المتبقي من قيمة التأمين هو 500 يورو وقيمة عملية الختان تبلغ 700 يورو
فإنه يجب عليه أن يُخرج من ماله ما يقابل هذه الزيادة، وهي 200 يورو، وينفقها في مصالح المسلمين بنية التخلص منها؛ لأنه لم يدفع للتأمين إلا 1000 يورو، ذهب منها 500 في الخدمات والكشوف الطبية ، وذهبت ال500 الأخرى في عملية الختان التي قد كلفت شركة التأمين 700 يورو. فبقي 200 يورو دفعتها عنه الشركة، فإذا أخذها كان من أكل أموال الناس بالباطل، فوجب عليه أن يتخلَّص منها.
وإنما نقول: يخرج من ماله بقدر المائتين لصالح المسلمين، ولا يردها لشركة التأمين؛ لأن الشركة قد أكلت أضعافها من أموال الناس بالباطل، ولأن فيها إعانة لها على المحرم وتقوية للكفار.
والله أعلم، -وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم-.

المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

ناصر مهدى
2006/8/18, 10:57 PM
العلاج بالتنويم المغناطيسي

السؤال
ما رأيكم في العلاج بالتنويم المغناطيسي ؟ وما رأيكم في قول من يعالج به: إنه بالإمكان تغيير الصفات الذميمة في الشخص، مثل: الكذب، وحب الشهوة، وإحلال الفضائل مكانها بشرط رغبة المعالج في ذلك، بعد تقدير الله .

الجواب
نقول وبالله التوفيق: ما يسمى بالتنويم المغناطيسي يطلق على ثلاثة أضرب:
الضرب الأول : وهو الشائع المنتشر ويفعله السحرة باستخدام الجن، وهذا النوع محرم؛ لأن إتيان السحرة حرام، والساحر كافر بنص القرآن الكريم " وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر " [البقرة : 102]. حيث لا يمكّن الجن الساحر من السحر إلا بعد أن يشرك بالله – تعالى -، ومن ذلك الذبح لغير الله، أو إهانةالمصحف الشريف، أو الاستهزاء بآيات الله -تعالى- ، أو السجود للشياطين، وغير ذلك من الكفر البواح .
ولا يتصور من هذا الساحر الكافر أن يدل على الفضائل، أو يخلص أحداً من الصفات الذميمة، إذ إن السحر ضار غير نافع كما قال – سبحانه -:" ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم " [البقرة : 102]. وقال - سبحانه -: " ولا يفلح الساحر حيث أتى " [طه :69].
والسحر من السبع الموبقات التي حذر منها النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح، وهو أشد من الزنى وشرب الخمر . وإني أنصح كل مسلم بتجنب السحرة والمشعوذين والكهنة والعرافين، وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: " من أتى كاهناً أو عرَّافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " أخرجه الإمام أحمد في المسند (9536) وقال - عليه الصلاة والسلام -: " من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " أخرجه مسلم في صحيحه (2230)
الضرب الثاني: نوع من الدجل والاتفاق مع بعض الحاضرين لا سيما في أماكن الجمهور لأكل أموال الناس بالباطل ولفت الانتباه.
والضرب الثالث: طب نفسي وهو عن طريق الإيحاء والتأثير على المريض وتطويعه إلى ما يراد له، وهذا ما يسأل عنه السائل، وهو علم صحيح ولكنه محدود التأثير.
والمغيّر فعلاً لتلك الصفات السيئة والمنشئ للصفات الحميدة هو الإيمان بالله – تعالى -، والعمل الصالح، ودعاء الله - عز وجل -، والالتجاء إليه، وهو مسبب الأسباب، وهو قريب من عباده " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " [البقرة : 186].
وكما هو معلوم أن من أكبر أسباب الهداية والفلاح والتخلص من الأخلاق الذميمة قوة العزيمة، ومجاهدة النفس، والصبر، وغير ذلك من الأسباب الشرعية المعلومة . والله أعلم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المجيب د. خالد بن عبد الله القاسم
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

ناصر مهدى
2006/8/18, 10:57 PM
التداوي بدم الحيوان

السؤال
ما حكم التداوي بدم الحيوان؟ وجزاكم الله خيراً.


الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
الجواب: أن دم الحيوان نجس ويحرم أكله وإن كان متحصلاً من حيوان مذكى يحل أكله، قال –تعالى-:"قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" [الأنعام:145]، وفي الحديث:"تداوو عباد الله ولا تداووا بحرام..." أبو داود (3874)، لكن للضرورة يجوز أكله، أو نقله، أو التداوي به، فإذا توقف شفاء المريض أو الجريح وإنقاذ حياته على نقل الدم من آخر أو العلاج به ولا يوجد من المباح ما يقوم مقامه في شفائه أو إنقاذ حياته جاز ذلك.
وقد جاء في الفتاوى الهندية:"أنه يجوز شرب الدم والبول وأكل الميتة للتداوي إذا أخبره طبيب مسلم أن شفاءه فيه"، والله أعلم.

المجيب أ.د. سليمان بن فهد العيسى
أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

ناصر مهدى
2006/8/18, 10:58 PM
ضوابط جراحة التجميل

السؤال
أرجو أن تفيدنا في معرفة الضوابط الشرعية للجراحة التجميلية؟ وجزاكم الله عنا كل خير.

الجواب
تنقسم جراحة التجميل قسمين : القسم الأول: الجراحة التي يحتاج إليها الإنسان لوجود عيوب خلقية ولد بها الإنسان كالتصاق أصابع اليدين أو الرجلين، أو عيوب ناشئة عن الآفات المرضية التي تصيب الجسم كعيوب صيوان الأذن الناشئة عن مرض الزهري أو السل.
ويلحق بهذا القسم العيوب الطارئة على الجسم كالتشوهات الناشئة عن الحروق والحوادث، فهذه العيوب التي تصيب الجسم يتضرر بها الإنسان حساً ومعنى، وإصلاحها إنما هو من باب العلاج وليس فيه تغيير لخلق الله ولا تطلب زيادة الحسن ، وإنما جاء الحسن تبعاً، وبالتالي فليس هناك حرج شرعي في إجراء العمليات الجراحية لإزالة هذه العيوب.
القسم الثاني: الجراحة التجميلية التي يقصد بها تحسين المظهر وتحقيق صورة أجمل وأحسن، ومن ذلك ما يسمى بعمليات تجديد الشباب، فيبدو المسن بعدها وكأنه في ريعان الشباب، ومن صور هذا القسم:
1-عمليات تجميل الأنف بتصغيره أو تغيير شكله عموماً.
2-تجميل الثديين بتصغيرهما إن كانا كبيرين، ونحو ذلك.
3-شد تجاعيد الوجه ليظهر صاحبه وكأنه أصغر بكثير من سنه الحقيقي.
والجراحة في هذا القسم مشتملة على تغيير خلقة الله، والعبث بها حسب أهواء الناس وشهواتهم، وبالتالي فيكون داخلاً في عموم قوله -سبحانه وتعالى- حكاية عن إبليس "ولآمرنهم فليغيرن خلق الله" [النساء: 119].
وكذلك فإن فاعله داخل في اللعن الوارد في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلعن المتنمصات، والمتفلجات للحسن اللاتي يغيرن خلق الله" رواه البخاري (5939) ومسلم (2125).

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 10:59 PM
رفع الأجهزة عن المتوفى دماغياً

السؤال
ما حكم رفع الأجهزة التي توضع على المريض المتوفى دماغياً مما يؤدي في الغالب إلى وفاته؟ وهل هناك فتوى صادرة بذلك عن مجمع فقهي تجتمع فيه هيئة طبية مع هيئة شرعية بحيث تستوفى فيه جميع الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع المهم الذي يحتاج إلى دراسة؟

الجواب
نعم، هناك فتاوى صادرة من المجامع الفقهية تبين حكم رفع الأجهزة عن المرضى المتوفين دماغياً، ومن ذلك الفتوى الصادرة من المجلس الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي في دورته العاشرة في 24/2/1408هـ ومفادها أن المجلس قد نظر في موضوع تقرير حصول الوفاة، بالعلامات الطبية القاطعة، وفي جواز رفع أجهزة الإنعاش عن المريض الموضوعة عليه في حالة العناية المركزة، واستعرض المجلس الآراء، والبيانات الطبية المقدمة شفهياً وخطياً من وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية، ومن الأطباء الاختصاصيين، واطلع المجلس كذلك على قرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، المنعقد في مدينة عمان العاصمة الأردنية رقم (5) في3/7/1986م، وبعد المداولة في هذا الموضوع من جميع جوانبه وملابساته، انتهى المجلس إلى القرار التالي:
المريض الذي ركبت على جسمه أجهزة الإنعاش يجوز رفعها إذا تعطلت جميع وظائف دماغه نهائياً، وقررت لجنة من ثلاثة أطباء اختصاصيين خبراء، أن التعطل لا رجعة فيه، وإن كان القلب والتنفس لا يزالان يعملان آلياً، بفعل الأجهزة المركبة، لكن لا يحكم بموته شرعاً إلا إذا توقف التنفس والقلب، توقفاً تاماً بعد رفع هذه الأجهزة. أ.هـ.
وكان المؤتمر الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي قد أصدر قراره رقم 17(5/3)
ومفاده: أن مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره الثالث بعمان عاصمة الأردن من 8-13 صفر 1407هـ /11-16 تشرين الأول (أكتوبر) 1986م، بعد التداول في سائر النواحي التي أثيرت حول موضوع أجهزة الإنعاش واستماعه إلى شرح مستفيض من الأطباء المختصين، قرر ما يلي: يعد شرعاً أن الشخص قد مات وتترتب جميع الأحكام المقررة شرعا للوفاة عند ذلك إذا تبينت فيه إحدى العلامتين التاليتين:
1) إذا توقف قلبه وتنفسه توقفاً تاماً وحكم الأطباء بأن هذه التوقف لا رجعة فيه.
2) إذا تعطلت جميع وظائف دماغه تعطلاً نهائياً، وحكم الأطباء الاختصاصيون الخبراء بأن هذا التعطل لا رجعة فيه، وأخذ دماغه في التحلل.
وفي هذه الحالة يسوغ رفع أجهزة الإنعاش المركبة على الشخص وإن كان بعض الأعضاء كالقلب مثلا، لا يزال يعمل آليا بفعل الأجهزة المركبة. أ.هـ.
والفارق بين القرارين السابقين –كما يلاحظ– أن القرار الأول لا يحكم بموت المريض حتى يتوقف قلبه وتنفسه نهائياً بعد رفع الأجهزة، بينما ير ى القرار الثاني أن يعد المريض ميتاً شرعاً بتعطل جميع وظائف دماغه تعطلاً نهائياً حتى وإن كان قلبه ينبض بفعل أجهزة الإنعاش، والله أعلم.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 10:59 PM
جراحة تكبير الصدر

السؤال
أنا سيدة ملتزمة ومحجبة، عندي مشكلة أحرج منها كثيراً، و هي صغر حجم صدري، لدرجة أنه لا يوجد أي فرق بين حجم صدري وصدر زوجي، لذا أحرج حتى من تغيير ملابسي أمامه، أو أمام أي إنسان آخر، مع أني متزوجة منذ ست سنوات، فهل يوجد إثم إن أجريت جراحة تكبير الثدي؟ علماً أني لا أريد ذلك طلباً للحسن، ولكن لأشعر أني مثل باقي النساء؟. أفتوني، -جزاكم الله عن المسلمين كل خير-.


الجواب
إذا كان الأمر كما ذكرته صاحبة السؤال من أن حجم ثديها صغير يوقعها في الحرج وهو غير طبيعي فلا حرج – إن شاء الله- من إجراء جراحة تكبير الثدي ليصبح كأثداء باقي النساء، بشرط ألا يكون في هذه الجراحة ضرر عليها في العاجل أو الآجل، والمعتبر قوله في هذه الحالة هو الطبيب الثقة، وإنما جازت هذه الجراحة في هذه الحالة؛ لأنها من باب العلاج، وفيها دفع للأذى، والضرر اللاحق بهذه المرأة من جراء صغر الثدي. والله أعلم.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:00 PM
الطب النبوي لابن القيم

السؤال
ماذا تقولون في قراءة كتاب الطب النبوي لابن القيم الجوزية؟ لأنني سمعت أن معالجة الأمراض بالتمائم غير جائزة، لكن الكتاب المذكور يجيزها، إلى أي حد أصدق كتاب الطب النبوي؟.

الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن كتاب الطب النبوي لابن القيم من الكتب المفيدة في بابه، وقد جمع فيه أشياء وفوائد يندر وجودها في غيره. وابن القيم توسع في كتابه المذكور في تعداد الأدوية النبوية، ولم يلتزم في ذلك بما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنما توسع في هذا الباب على اعتبار أنه ليس من الأحكام الشرعية، وليس كل ما فيه من العلاجات يسوغ الأخذ به، بل يؤخذ منه ويترك، ويسأل أهل الاختصاص عن ذلك. أما ما ذكره مما له علاقة بالرقية الشرعية فلا حرج في الأخذ به - إن شاء الله تعالى -؛ لأنها إن لم تنفع صاحبها لأمر قدره الله – تعالى - فلن تضره.
وقد اطلعت على الإشكال موضع السؤال فيما يتعلق بإباحة ابن القيم تعليق التمائم، والكلام ليس على إطلاقه؛ فكلامه - رحمه الله تعالى - ينصب على كتابة شيء من القرآن للتداوي به أو تعليقه، وهذه مسألة اختلف فيها العلماء - رحمهم الله تعالى -، ولم يعتن - رحمه الله - ببيان الحكم الشرعي هنا، وقد بسطه في غير ما موضع من كتبه، لعل أجمعها ما ذكره في زاد المعاد.ولم يتحدث - رحمه الله - عن التمائم الشركية في الكتاب المشار إليه، وإنما ذكر رأي بعض السلف في التداوي بالقرآن كتابة وتعليقاً. والتمائم وهو ما يسمى عند البعض بالحجاب أو الحرز أو الجامعة، وهو شيء يعلق بالعنق أو يربط بأي عضو من أعضاء الشخص؛ فإن كان من غير القرآن فهو محرم، بل شرك؛ لما رواه الإمام أحمد في مسنده (19498)، وابن ماجة (3531) عن عمران بن حصين -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، فقال: "ما هذا؟" قال: هذه من الواهنة، فقال: "انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا. وما رواه أحمد (16951) عن عقبة بن عامر عنه صلى الله عليه وسلم قال: "من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له" وفي رواية لأحمد (16969) "من تعلق تميمة فقد أشرك" وما رواه أحمد (3604) وأبو داود (3883) عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك". وإن كان ما علقه من آيات القرآن فالصحيح من قولي العلماء أنه ممنوع أيضاً؛ لثلاثة أمور:
الأول: عموم أحاديث النهي عن تعليق التمائم ولا مخصص لها.
الثاني: سد الذريعة فإنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك.
الثالث: أن ما علق من ذلك يكون عرضة للامتهان بحمله معه في حال قضاء الحاجة والاستنجاء والجماع ونحو ذلك.

المجيب عبد الحكيم محمد أرزقي بلمهدي
كلية الشريعة/ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:01 PM
الاستشفاء بالقرآن

السؤال
عن الشفاء بالقرآن ، فهل هو شفاء لمرض القلوب كالشرك ، والنفاق، وغيرها ، أم هو شفاء لأمراض عضوية كالصداع ، وألم المفاصل ؟ بل إني سمعت أن من يقرأ القرآن الكريم لا يصاب بسرطان .

الجواب
الحمد لله ، قال - تعالى -:" وننـزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً " [الإسراء: 82] وقال - سبحانه وتعالى -: " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين " [يونس: 57] فأخبر الله – سبحانه وتعالى – أن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين ، ولا ريب أن المقصود الأول هو شفاء ما في الصدور من أمراض الجهل والشرك والكفر والنفاق والأخلاق الرديئة كالحسد والغش ، ولكنه مع ذلك شفاء للأمراض العضوية كالصداع وسائر الأوجاع التي تعرض للبدن كما دلت على ذلك سنة الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، إذ قيد الرسول – صلى الله عليه وسلم - : " لا رقية إلا من عين أو حُمَة " رواه البخاري (5705) ومسلم (220) وقوله للذي رقى اللديغ بسورة الفاتحة : " وما أدراك أنها رقية " رواه البخاري (2276) ومسلم (2201) وقال – صلى الله عليه وسلم - : " لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً " رواه مسلم (2200) وأبو داود (3886) واللفظ له.
والرقى تكون بالقرآن وبالأدعية المشروعة ، وأما القول بأن من يقرأ القرآن لا يصيبه السرطان فهذا لا نجزم بنفيه ولا إثباته ، لكن يرجى أن تكون الرقية بالقرآن سبباً للشفاء من السرطان فلا نقول إن ذلك حتمي ، بل السرطان مرض من الأمراض التي تعرض للإنسان من صالح وطالح فالعوارض الطبيعية تعرض لسائر الناس من المؤمنين والكفار ، ولكنها تكون للمسلم كفارة لذنوبه و سبباً في تعريضه للأجر بقدره ، فأمر المؤمن كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وليس ذلك إلا للمؤمن ، كما أخبر الرسول – صلى الله عليه وسلم - فيما رواه مسلم (2999). والله أعلم .

المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:01 PM
علاج المصاب بمرض الشهوة

السؤال
أخرت الزواج إلى أن ناهزت الخامسة والثلاثين، حيث كنت في ضياع وتخبط في الحياة من تناول مسكرات بسبب الإصابة بمرض الاكتئاب النفسي المزمن الذي لا يوجد له علاج، وبعد أن هداني الله للالتزام قررت الزواج فتزوجت وأنا الآن مصاب بمرض الشهوة أو ما يسمونه الشبق الجنسي، وعاجز عن الزواج بأخرى وأعيش في وهم دائم وسعير لا ينطفئ لدرجة تمني الموت أحياناً، والاستفتاء هو : هل هذا المرض الذي مقته الله في كتابه بقوله : " فيطمع الذي في قلبه مرض "؟ هل يجوز لي الاحتساب واعتباره من البلاء أم هو من الأمراض التي تدل على فساد صاحبها وخبث نفسه وقلة دينه ؟

الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد ..
فأهنئك أولاً بتوفيق الله لك حيث نزعت مما كنت فيه من ضياع وتخبط، فإن نعمة الهداية هي أعظم نعم الله على العبد، فهنيئاً لك نعيم الهداية الذي وفقك الله إليه .
ثم أهنئك بزواجك، وأسأل الله – عز وجل – أن يبارك لك في زوجتك وأن يبارك لها فيك وأن يجعلها معونة على طاعته، وأن يوفقكم جميعاً لما يحبه ويرضاه، وقد أحسنت في إقدامك على هذه الخطوة المباركة وهي الزواج، فإنه من أعظم العون على الاستقامة .
وأما ما ذكرته مما تتصوره مرضاً فإن علاجه هو الزواج بأخرى، فإن لم تستطع فعليك بمراجعة الأطباء في صرف بعض المهدئات لحالتك، مع الاستعانة بالصوم والتعبد وإشغال الوقت بالأعمال المهمة التي تستنـزف طاقتك وتوسيع علاقتك بالأخيار والصالحين والمشاركة في الأعمال الاجتماعية والإغاثية والدعوية .
وعليك أن تعلم أن هذا الذي تعانيه ليس هو المذكور في قوله –تعالى- :" فيطمع الذي في قلبه مرض " [ الأحزاب : 32] فإن المرض المذكور هنا هو مرض النفاق أو الفسق وابتغاء فعل الفاحشة، كما ذكر ذلك الطبري في تفسير هذه الآية، كما أن ما أحسست به ليس من الأمراض التي تدل على فساد صاحبها وخبث نفسه وقلة دينه كما ذكرت، ولكنها أمراض جسدية تعرض للناس صالحهم وطالحهم، ولكن يختلف تعامل كلٍ منهم مع هذا المرض بحسب التزامه بدين الله – عز وجل- .
وفقك الله وبارك فيك .


المجيب د. عبد الوهاب بن ناصر الطريري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:02 PM
معنى نفي العدوى في الحديث (لا عدوى..)

السؤال
هل تنكر التعليمات الإسلامية وجود أمراض معدية؟ أرجو النظر في حديث: (الجمال تمرض) والنبي – صلى الله عليه وسلم – قال من أين حصل الجمل الأول على المرض؟ وهناك حديث " إذا انتشر المرض (الوباء) ففر من ذلك المكان" فإذا كان ذلك في الإسلام فهو لا يعارض العلم الحديث؟ (مع أن العلم قد يتغير) فإذا تعرضت لمرض معدٍ هل يجوز لي عدم الذهاب إلى المسجد خوفاً من انتقاله؟.


الجواب الإسلام لا ينكر العدوى، بل لقد أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – باجتناب المرض المعدي، فقال – صلى الله عليه وسلم – "فر من المجذوم فرارك من الأسد" رواه البخاري (5707)، ومسلم (2220)، وقال: "لا يورد ممرض على مصح" رواه مسلم (2221)، بل لقد سبق الإسلام ما يسمى في العصر الحاضر بالحجر الصحي، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – " إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها" رواه البخاري (5728)، ومن المعلوم أن مرض الطاعون مرض معد، ففي الحديث التنبيه على كل مرض معد.
وما سبق لا يتعارض مع قوله – صلى الله عليه وسلم – "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر " رواه مسلم (2220)، فالمسلم يوقن بأن الله تعالى هو مسبب المرض، وليس الشخص الآخر المصاب، فقد تنقل الكمية نفسها من الميكروبات إلى كائنين من نفس النوع، فيصاب أحدهما ويسلم الآخر، ومن أسباب ذلك اختلاف قوة جهاز مناعة أحدهما عن الآخر، فقوله "لا عدوى" يفيد أن العدوى لا تتحقق بمجرد وجود موجباتها وأسبابها، بل ذلك راجع إلى مسبب الأسباب سبحانه وتعالى، وهذا مما يجب على المسلم اعتقاده.
أما بالنسبة لمن أصيب بمرض معد، فإنه لا يذهب إلى المسجد لئلا ينقل المرض إلى غيره من المصلين، فالمرض ضرر، "والضرر يزال" كما صح بذلك الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم - ، ولا إثم عليه في ترك الصلاة في المسجد في هذه الحالة، لأن المرض ليس باختياره، والله أعلم.
وفقك الله وبارك فيك .

د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:03 PM
هل هذه رقية شرعية؟

السؤال
أود السؤال عن موضوع لم يحير عائلة، بل عائلات الحي، وهو عن الطب الروحي . تعرفنا على رجل قد درس الدكتوراه في الشريعة، ويقول: إنه يعالج الأرواح ويطردها، وذلك بذكر الله – عز وجل –، واستخدام البخور، وغذاء ملكات النحل . أنا لا أشك فيه، ولكن لست مقتنعة بهذه الأحاديث.

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد: فقد أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بالتداوي بالمباح والمشروع، فقال : " إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام " رواه أبو داود (3874) من حديث أبي الدرداء-رضي الله عنه- ، وأكد النهي عن التداوي بغير المباح، وأنه لا شفاء فيه بقوله – صلى الله عليه وسلم -: " إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم " رواه البخاري تعليقاً كتاب الأشربـة، باب : شراب الحلواء والعسل، ورواه الحاكم (8310) انظـر الفتـح (1/339) و (10/78) ، ويشمل ذلك التداوي من الأمراض النفسية والجسدية، والأدوية على نوعين : أدوية شرعية: وهي ما ورد التداوي بها في كتاب الله – عز وجل- أو في سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم –، ومنها: الرقى الشرعية بالقرآن الكريم، أو بما صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – الرقية به، ومنها: بعض الأدوية كالعسل والحبة السوداء والكمأة ونحوها، ومنها: الحمية، والحجامة، وغيرها .
والنوع الآخر: الأدوية الطبيعية ، وهي ما ثبت بعلم الطب والتجارب نفعه -بإذن الله-، ومنها: الأدوية الكيميائية والأعشاب ونحوها .
وكثير من الدجاجلة والمشعوذين يظهرون الصلاح، وقد يذكرون الله – تعالى –، ويقرؤون بعض الآيات، ويزعمون أنهم يعالجون بالرقية الشرعية، وهم في الحقيقة يستعينون بالجن والشياطين، لذلك يجب الحذر الشديد من الذهاب إلى هؤلاء والتداوي عندهم، وألا يتداوى الإنسان إلا عند من عرفت حقيقته بسلامة المعتقد والبعد عن مواطن الريبة .
وما ذكرته السائلة عن هذا المعالج لا يكفي في الجزم ببيان حاله، ولا يكفي في سلامة علاجه أنه يحمل شهادة الدكتوراه في الشريعة، أما العلاج بذكر الله فلا شك أن القرآن شفاء للناس، لكن ليس كل ذكر يعد علاجاً، بل بعضها أذكار بدعية لا يجوز الذكر بها فضلاً عن التداوي بها، وما ذكرته من أنه يعالج بغذاء ملكات النحل، فهذا مما يتداوى به خاصة من الأمراض العضوية ( الجسدية ) .
أما استخدام البخور فهذا لا نعلمه علاجاً شرعياً ولا طبيعياً -والله أعلم-، بل هو معروف عن الدجاجلة والمشعوذين الذي يزعمون أنهم يستحضرون الأرواح، ويستعينون بالجن في ذلك .
والذي أنصح به الأخت السائلة أن تبتعد عن هذا المعالج، وعليها أن توصي هذه المريضة بأن ترقي نفسها بالقرآن الكريم، وأن تلتزم الأوراد الشرعية، ولا بأس إن وجد أحد العلماء القراء المعروفين بالصلاح وسلامة العقيدة ( وليس بالشهادة !) أن يقرأ عليها ويرقيها الرقية الشرعية . أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها وسائر مرضى المسلمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


المجيب د. عبد الله بن عمر الدميجي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:03 PM
حكم التداوي

السؤال
ما حكم ترك التداوي من الأمراض بالدواء والذهاب إلى الأطباء؟ وما صحة حديث المرأة التي كانت تصرع فطلبت من الرسول –صلى الله عليه وسلم- الدعاء فقال لها: اصبري ولك الجنة؟ فهل في ترك التداوي بالدعاء والرقية فضل مثل دعاء أيوب –عليه السلام-؟

الجواب
لقد أباح الرسول –صلى الله عليه وسلم- التداوي من الأمراض، إذ جاء عن أسامة بن شريك قال: "جاء أعرابي فقال يا رسول الله أنتداوى؟ قال: نعم، فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله" رواه أحمد (18456) وفي لفظ" قالت الأعراب: يا رسول الله ألا نتداوى؟ قال: نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو قال دواء إلا داء واحداً، قالوا يا رسول الله: وما هو؟ قال: الهرم"، رواه ابن ماجه (3436) وأبو داود (3855) والترمذي (2038) واللفظ له وصححه.
وهناك أحاديث كثيرة في هذا المعنى، فالتداوي من الأمراض من الأمور المباحة، بل قد يكون واجباً على المسلم في كثير من الحالات، إذ المرض يضعف الجسم ويستنفذ القوة بينما المطلوب من المسلم أن يكون قوياً ليتمكن من أداء العبادات وغيرها من الواجبات الأخرى.
أما حديث المرأة التي كانت تصرع فهو حديث صحيح رواه البخاري (5652) ومسلم (2576) وغيرهما من أصحاب السنن، أما ترك التداوي واللجوء إلى الدعاء والرقية وعلى أن ذلك أفضل فأقول: الفضل هذا أمر نسبي يختلف من شخص إلى آخر ومن مرض إلى آخر، ولكني أقول: التداوي مطلوب شرعاً في كثير من الأمراض، ومن أراد أن يصبر وهو قادر على ذلك فهذا جائز وله أجر الصبر والتحمل، ومن أراد اللجوء إلى الدعاء بدلاً من التداوي فله ذلك بشرطين:
الأول: صدق القصد عند المريض.
الثاني: من جهة المداوي وهو توجه قلبه إلى الله، والتوكل عليه حق التوكل.


المجيب أ.د.حسين بن خلف الجبوري
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:04 PM
مرور الصحيح على أماكن الوباء

السؤال
أنا في أمريكا، أريد أن أعود إلى الإمارات، ولكن يجب علي أن أمر بمدينة هونج كونج، فهل يحرم علي ذلك بسبب المرض المنتشر في هونج كونج؟ وهل يعتبر هذا المرض وباء في نظر الشرع؟.

الجواب
من خرج من أرض انتشر فيها وباء لغير الفرار بل لعارض كالتجارة أو العمل المعتاد، أو لكونه ماراً بها؛ فلا بأس (إذا أمِنَ من نقل العدوى بحمله للمرض)، حيث جاء في حديث أسامة بن زيد – رضي الله عنهما - مرفوعاً: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فراراً" متفق عليه عند البخاري (5728)، ومسلم (2218).
فالمنهي عنه الخروج عنها فراراً من المرض، أما دخول الأرض المصابة بالوباء؛ فالأصل المنع منه إلا للحاجة، كمن لم يستطع السفر إلا بالمرور بتلك الأرض وكان محتاجاً للانتقال.
والطاعون كل مرض عام ينتشر في جهة من الأرض، ولذا فإن الظاهر أن المرض المسؤول عنه نوع من الطاعون، والله أعلم.


المجيب هاني بن عبدالله الجبير
قاضي بمحكمة مكة المكرمة

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:04 PM
حكم تناول الأدوية التي تحتوي على نسبة من الكحول

السؤال
ما حكم تناول علاج للسعال يحتوي الكحول، علماً أن معظم علاج السعال يحتوي الكحول ؟

الجواب
يجوز شرب علاج السعال وإن كان فيه نسبة من الكحول المحرمة في الأصل، لاسيما أن نسبتها ليست كبيرة، وعامة الأدوية تدخل الكحول في تركيباتها، واستخدام مثل هذا الشراب جائز من باب الضرورة الشرعية المعتبرة، والأحاديث الناهية عن شرب الخمر ( الكحول ) إنما جاءت لتحريمها لذات الشرب بغرض الإسكار لا لغرض العلاج، وقد أفتى بجواز مثل هذه الحالة جمع غفير من العلماء، وعدد من المجامع العلمية الفقهية، وفق الله الجميع إلى كل خير .


المجيب أ.د. سعود بن عبدالله الفنيسان
عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:05 PM
عمليات التجميل

السؤال
ما حكم عمليات التجميل للنساء، مثل: إزالة ترهلات البطن أو الصدر، خاصة عقب تكرار الولادة للمرأة؟
الجواب
يظهر لي أنه لا مانع من عمليات التجميل لإزالة العيوب إذا لم يحصل من تلك العمليات ضرر، ولقد أذن النبي –صلى الله عليه وسلم- لمن قطعت أنفه في إحدى الغزوات أن يتخذ أنفاً من ذهب، فما كان لإزالة عيب فلا بأس به، مثل أن يكون في الأنف اعوجاج فيعدل، أو إزالة بقعة سواد مثلاً، أو مثل ما ذكر في السؤال، ونحو ذلك، أما لغير إزالة العيب كالوشم والنمص مثلاً فغير جائز.

المجيب أ.د. سليمان بن فهد العيسى
أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:05 PM
نقل قرنية الميت للحي السؤال
يوجد أخ تضرر في عينيه ضرراً بالغاً، ولا حل له إلا نقل قرنية من ميت، فهل يجوز له؟
جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم.

الجواب
لا بأس بنقل القرنية من الميت إلى الحي على أرجح قولي العلماء، إذا كان الحي مضطراً إليها كما هو وارد في السؤال، بشرط أن يغلب على الظن نجاح عملية زرعها، ما لم يمنع أولياؤه ذلك، بقاء على قاعدة تحقيق أعلى المصلحتين وارتكاب أخف الضررين، وإيثار مصلحة الحي على الميت، فإنه يرجى للحي الإبصار بعد عدمه، ولا يفوت على الميت الذي أخذت قرنية عينه شيء، فإن عينه إلى الدمار والتحول إلى رفات، وإلى الحكم السابق أشار قرار هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية في الدورة الثالثة عشرة بتاريخ 25/10/1398هـ والله أعلم.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:06 PM
التداوي أم الرقية أم الصبر؟

السؤال
أعمل طبيباً، أصبت بدوخة منذ ثلاث سنوات مستمرة معي، أجريت فحوصات طبية فلم أجد سبباً، قال لي صديق يعالج بالقرآن إنه مس من الشيطان، علماً أنني أحفظ القرآن حفظاً جيداً، وأحفظه لغيري، تزيد علي الدوخة في صلوات الجماعة، علماً بأنني أحافظ على الصلوات الخمس بالمسجد، وأحب أن أسأل:
هل الدعاء وحده يكفي؟ وهل يتعارض مع الصبر والرضا بقضاء الله؟
كيف أرقي نفسي أم أجعل غيري يرقيني.
كيف أكون فعلاً من الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب؟
ألا ترد قراءتي للقرآن كيد أي شيطان عني؟ أم هو ابتلاء من الله وعلي الصبر؟
هل ترك التداوي فيه مخالفة شرعية؟ (علماً أنني أجريت كثيراً من الفحوصات ولم أجد شيئاً، وأفكر في ترك المتابعة الطبية بعد أن سئمت منها).
هل كتمان الأمر وقصر الشكوى على الله فقط فيها مخالفة شرعية؟
هذه الدوخة تزيد عندي عند فعل الطاعات فماذا أفعل؟
هل التداوي أفضل أم تركه والصبر أفضل؟
هل المعاصي التي نرتكبها أحياناً تكون سببا؟
هل هناك كتب تنصحني بقراءتها في هذا الأمر؟.الجواب
بسم الله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
يذكر السائل أنه تصيبه دوخة عند الصلاة، وعندما يمارس الطاعات، مع أنه حافظ للقرآن، ويحفظه لغيره، فعولج كثيراً عند الأطباء ولم يحصل على نتيجة، وأنه قيل له إن بك مساً، فجوابنا ما يلي:
إن تلبس الجن بالإنس حق لامرية فيه، وقد ذكر في الكتاب والسنة، ومن ذلك قول الله تعال: "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ" [البقرة: من الآية275]، ويقرأ على المصاب القرآن فيخرج الجني بإذن الله، وإخراجه يحتاج إلى قارئ مخلص لله، مستعين به، ثابت الجنان، ذي شخصية قوية، وللإنسان أن يقرأ على نفسه فينفث في يديه ثم يمررهما على جميع جسده، أو يقرأ عليه غيره، كما رقى جبريل النبي – صلى الله عليه وسلم – كما عند مسلم في صحيحه (2185، 2186)، من حديث أبي سعيد وعائشة – رضي الله عنهما- وكره بعضهم أن يطلب المصاب القراءة من غيره، لما جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن من صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب "الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتون، وعلى ربهم يتوكلون"رواه البخاري (5705)، ومسلم (220)، من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما- وكما يرفع البلاء بالقرآن، يرفع أيضاً بالدعاء، واللجوء إلى الله عز وجل والتضرع إليه، والرغبة إليه، والإلحاح عليه بقلب حاضر مقبل على ربه جل وعلا، محسن الظن به، مع انتفاء الموانع، وتحين أوقات الإجابة، ووجود أسبابها، فإنه حري أن يرفع البلاء بذلك بإذن الله، والتداوي بالعلاجات الطبية والدعاء لكشف الضر ورفع البلاء لا يتعارضان مع الصبر والرضا بالقضاء والقدر، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمرنا بالتداوي بقوله – صلى الله عليه وسلم – "تداووا عباد الله، فإن الله سبحانه لم يضع داء إلا وضع معه شفاء" رواه أبو داود (3855)، وابن ماجة (3436) من حديث أسامة بن شريك – رضي الله عنه- ، وأمرنا ربنا جل وعلا بدعائه والتضرع إليه، ودعاؤنا له عبادة له، لأن في الدعاء إظهار الحاجة، والافتقار إليه جل وعلا، قال تعالى: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" [غافر: 60]، وهو الذي أمرنا بالصبر، ووعدنا بالجزاء عليه، قال تعالى: "وبشر الصابرين الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" [البقرة: 155-156]، فالصبر هنا الموعود عليه الجزاء هو حبس النفس عن الجزع والتسخط، والرضا بالقضاء والقدر، مع فعل الأسباب الرافعة للبلاء أو المخففة منه، إذ إن كل ذلك بقضاء وقدر، وبهذا يكون المسلم من الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب، ويذكر السائل أنه عند قراءته للقرآن يحصل لديه تشويش وقلق يؤثر على مزاجه، فلا يرتاح لقراءة القرآن، نقول له: عليك أن تستعين بالله عز وجل وتكثر من قراءة القرآن، ولا تلتفت إلى وساس الشيطان وكيده، وعليك الصبر والاحتساب، فإن ذلك من الابتلاء، ويبتلى المرء على قدر إيمانه، وأكثر من الذكر فإن الشيطان ينخنس حتى يكون كالذباب، ثم اعلم يا أخي شفاك الله أنك مأجور، ويبتلى المرء على قدر إيمانه، ويسأل السائل ويقول: هل التداوي شرعي فأقول: إن التداوي شرعي، حيث أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – به لقوله – صلى الله عليه وسلم – "تداووا عباد الله"، وقال – صلى الله عليه وسلم – "ما أنزل الله داءًَ إلا قد أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله" رواه أحمد (3578)، وابن ماجة (3436)، من حديث ابن مسعود – رضي الله عنه-، والتداوي لا ينافي التوكل، فالتداوي فعل سبب لا يلزم تحقق المسبب، ولا يعلق عليه جزماً حصول الشفاء، والتداوي أفضل من ترك التداوي لأن الشفاء تحصل به الصحة والعافية، ويستطيع المصاب أن يقوم بوظائفه الشرعية، بخلاف ما إذا كان مريضاً، ويسأل السائل هل كتمان البلاء أفضل أو إعلانه أفضل؟ فالجواب: أن الذي يملك الضر والنفع هو الله عز وجل، ولكن يختلف الأمر باختلاف الدوافع، فإن كان رفع الشكوى تشكياً وتحسراً وعدم صبر فهو محرم ولا يجوز، لأن عرض الأمر على من لا يقدر على رفعه تحسر وظلم، ولأنه طلب للشفاء ورفع البلاء ممن لا يملكه ولا يقدر عليه، بالإضافة إلى أنه لوم لله على قضائه وقدره، وإن كان رفع الشكوى وعرض أوصاف المرض لطلب العلاج أو على الطبيب فهذا لا بأس به، حيث لا يتم التعرف على نوع المرض الذي يحدد به نوعية العلاج إلا بذلك، والواجب عليك يا أخي: أن تتضرع بالصبر وتتحلى به، فإنه حلية المؤمن، وإن عرض لك شيء يضايقك عند فعل الطاعات فإن ذلك من الشيطان فاستعذ بالله منه، والجأ إلى ربك، واعلم يا أخي أن كل ما أصابنا مما يكدر علينا حياتنا في أنفسنا أو أموالنا أو أولادنا أو أزواجنا أو صديقنا إنما هو بسبب ذنوبنا، وما كسبته أيدينا، قال تعالى: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" [الشورى: 30]، وأنا أنصحك بقراءة الكتب التي تخص بالصبر والاحتساب، فمثلاً: الاستقامة لابن تيمية (2/271)، تكاليف القلب السليم / لمحمد العلي، الروح/ لابن القيم، زاد المريض والمبتلي لزهير الزميلي، الصبر الجميل لسليم الهلالي، صيد الخاطر لابن الجوزي، عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين لابن القيم الجوزية، غذاء الألباب لشرح منظومة الآداب للسفاريني، مدارج السالكين لابن القيم، وموارد الظمآن لدروس الزمان لعبد العزيز السلمان، وغير ذلك من الكتب، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.





المجيب د.علي بن عبدالله الجمعة
رئيس قسم السنة وعلومها بجامعة القصيم

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:07 PM
التداوي بدم "الضب"

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما حكم الشرع في التداوي للعلاج من الأمراض السرطانية بدم حيوان صحراوي اسمه في بلادنا الضب، وهو نوع من الزواحف، حيث يتم ذبحه وأخذ دمه وخلطه بالعصير وشربه، حيث إنه قد تم تجريبه من العديد من الناس، وفعلا قد شفوا بمشيئة الله، مع العلم أن الله قد حرم علينا الدم والميتة ولحم الخنزير، فما الحكم في ذلك؟

الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: أنني لا أرى جواز التداوي بالدم المسفوح بشربه أو أكله، ذلك أن دم الحيوان نجس يحرم أكله حتى وإن كان متحصلاً من حيوان مذكى يحل أكله، لقوله تعالى: "قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" [الأنعام:145]، والحكمة من تحريم أكل الدم المسفوح والله أعلم أنه يحمل الفضلات وعوامل خطيرة ومواد أخرى قد تسبب للإنسان ضرراً بالغاً، هذا وقد روى مسلم (1984)، وغيره عن وائل الحضرمي أن طارق بن سويد – رضي الله عنه – سأل النبي - صلى الله عليه وسلم – عن الخمر؟ فنهاه أو كره أن يصنعها فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال: "إنه ليس بدواء، ولكنه داء "، وعن أم سلمة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم" أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/5) وابن حبان في صحيحه (1391)، هذا وليعلم أن شرب الدم المسفوح يختلف حكمه عن نقل الدم.

المجيب أ.د. سليمان بن فهد العيسى
أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:08 PM
التداوي بحليب المرأة

السؤال
فضيلة الشيخ: هل يجوز التداوي بحليب المرأة شرباً، لأني قرأت بعض الكتب تتحدث عن فائدته خاصة لعلاج القرحة والسل، وجزاكم الله خير الجزاء.


الجواب
إذا كان المقصود بالسؤال حليب المرأة (أي واحدة النساء) جاز شربه للتداوي، لأن الأصل في المطعوم والمشروب الإباحة، إلا ما دل الدليل على خلاف ذلك.
لكن إن كان الشارب لهذا اللبن دون الحولين فهذا الشرب يعد رضاعاً شرعياً ينشر الحرمة ويكون المرتضع ابناً لهذه المرأة ولزوجها الذي جاء منه اللبن وأولادها وأولادهم إخوة لهذا المرتضع لحديث: "يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب" رواه البخاري (2645)، ومسلم (1447) من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما - أما إذا كان عُمْر الشارب لهذا الحليب فوق الحولين فلا ينشر الحرمة ولا يكون رضاعاً معتبراً، وهذا على قول أكثر أهل العلم؛ لقوله تعالى: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ" [البقرة: من الآية233]، وقوله – صلى الله عليه وسلم –: "لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي وكان قبل الفطام"، رواه الترمذي (1152) وقال: حديث حسن صحيح.
وذهب ابن تيمية – رحمه الله – إلى أنه ينشر الحرمة بعد الحولين إذا كان هناك حاجة بأن يكون هذا المرتضع قد تربى في البيت من صغره، ويشق الاحتجاب منه كما في صحيح مسلم (1453) عن عائشة – رضي الله عنها – أن سالماً مولى أبي حذيفة – رضي الله عنهما – كان مع أبي حذيفة وأهله في بيتهم، فأتت سهيلة بنت سهيل – رضي الله عنها – النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالت: إن سالماً قد بلغ ما يبلغ الرجال، وعقل ما عقلوا وإنه يدخل علينا، وإني أظن أن في نفس أبي حذيفة – رضي الله عنه – من ذلك شيئاً، فقال لها النبي – صلى الله عليه وسلم – "أرضعيه تحرمي عليه، ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة" فرجعت، فقالت: إني قد أرضعته، فذهب الذي في نفس أبي حذيفة – رضي الله عنه - والقول الأول أرجح.
ويشترط أن يكون الرضاع خمس رضعات، فإن رضع الطفل أقل من الخمس فلا يكون رضاعاً محرماً؛ لحديث عائشة – رضي الله عنها - قالت: كان فيما أنزل من القرآن : عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهنَّ فيما يقرأ من القرآن " رواه مسلم(1452) ، والله أعلم.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:08 PM
بيع الكلى وشراؤها

السؤال
أعرف شخصاً مسلماً يعرف الله، أصابه الله بفشل كلوي، وقد سبق وأن أخذ من أخيه كلية، ولكن فشلت وأقر الأطباء أنه لا بد وأن يزرع أخرى لكي يعيش، علماً بأنه يُجري غسيلاً في كل يومين مرة، ولا أحد من أقربائه يستطيع، وهو يسأل هل جائز شرعاً أن يشتري كلية أو لا؟ أرجو الإفادة. جزاك الله كل خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وبعد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فإنه لا حرج في نقل عضو إنسان إلى إنسان آخر مع الضرورة أو الحاجة الشديدة إلى ذلك، كما في نقل الكلية من إنسان حي إلى إنسان مصاب بفشل كلوي، وهذا الجواز مقيد بشروط أربعة:
أولاً: ألا يضر أخذ العضو من المتبرع به ضرراً يخل بحياته العادية.
ثانياً: أن يكون إعطاء العضو طوعاً من المتبرع دون إكراه، مع كونه كامل الأهلية.
ثالثاً: أن يكون زرع العضو هو الوسيلة الطبية الوحيدة الممكنة لمعالجة المريض، كما هو الحال في زرع الكلية، فإنه لا يوجد وسيلة أخرى سوى ما يسمى: بغسيل الكلى، وهو علاج مؤقت وليس بدائم، مع ما فيه من مشقة، وكلفة على المريض.
رابعاً: أن يكون نجاح كل من عمليتي النزع، والزرع محققاً في العادة أو غالباً.
فإذا توفرت هذه الشروط الأربعة جاز نقل العضو وزراعته، وبهذا صدر القرار من المجمع الفقهي الإسلامي في دورته الثامنة بمكة المكرمة لعام 1405هـ دون الإشارة إلى قيد الأهلية، وهو قيد لازم هنا.
هذا بالنسبة للنقل بطريق التبرع، أما بالنسبة للنقل بطريق البيع فهو محرم على البائع قطعاً؛ لأن أعضاء الإنسان ليست ملكاً له، فلا يجوز أن تكون خاضعة للبيع بأية حال من الأحوال.
وأما المشتري المضطر، فهو محل نظر، والأظهر أنه يجوز له ذلك، لا سيما إذا كان البائع كافراً، والله –تعالى- أعلم.


المجيب د. يوسف بن أحمد القاسم
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:09 PM
علاج العشق

السؤال
ما أهم الأمور المساعدة للعلاج من داء العشق والتعلق؟

الجواب
أشكر السائل –أولاً- على اهتمامه وسؤاله عما ينفعه، وحرصه على معالجة ذنوبه وأخطائه، وأبشره بما أعده الله –تعالى – للتائبين الباحثين عما يرضيه – جل وعلا- ، وأما بخصوص السؤال فأنصح أخي الكريم بما يلي :
(1) أن يحرص غاية الحرص على حفظ فرجه وغض بصره عما لا يحل له والأخذ بالأسباب المعينة على ذلك وأولاها النكاح الشرعي؛ ليستغني به عن فضول النظر، ويُعف نفسه عن التعلق بالصور والذوات المحرمة .
(2) البعد عن مواطن الفتنة وأماكن الاختلاط والتبرج والسفور؛ حتى لا تقع عينه على ما لا يحل، فتتعلق نفسه بذات أو صورة تظل هاجساً ينتابه كل حين ، وطيفاً يعاوده ساعات الليل والنهار حتى تتمكن من سويداء قلبه فيشقى بها الدهر كله ، وتنغص عليه طعامه وشرابه ، وتسهر ليله وتلهب نهاره ، وكان بالإمكان تجاوز هذه المحنة كلها بأطر النفس على مجانبة أسباب عطبها وتلفها .
(3) الاشتغال بما ينفعه من قراءة القرآن ومطالعة كتب التفسير والحديث والعناية بالرقائق ومصنفات الوعظ والإرشاد؛ حتى يستعلي على شهوات النفس ويترفع عن الدنايا والقبائح.
(4) الاهتمام بمطالعة أخبار السلف وكتب السير؛ ليتعرف على طريقة القوم وسننهم في الحياة وزهدهم في دنياهم، واستهجانهم لسفاسف الأمور وطلبهم للمعالي وحرصهم على نفع أمتهم وجهادهم بالنفس والمال والعلم لإعزاز دين الله ونصرة كتابه وسنة نبيه – عليه السلام - .
(5) الاشتغال بحب البارئ – جل وعلا – بمحبة دينه وشريعته والعمل بأمره بكل شغف وإخلاص واجتناب نهيه لك بكل طواعية وانقياد ، فإن طاعة الله أمراً ونهياً رأس الأمر كله وبها تُنال ولاية الله، ويفوز العبد بحب الله إياه ولا يتحقق شيء مما ذكر إلا إذا كان على طريقة الرسول المجتبى ، والنبي المصطفى – عليه أفضل صلاة وأزكى سلام – قال الله – تعالى- : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"
[آل عمران: 31]وهذا الأمر الأخير وإن حدد في الترتيب خامساً إلا أنه في الأهمية أولاً فتنبّه.
هذا بعض ما تيسر في علاج داء العشق والتعلق، وأوصي السائل بمطالعة كتاب الجواب الكافي " الداء والدواء " لابن قيم الجوزية ففيه من فرائد الفوائد ودُرر المواعظ في هذا الموضوع خاصة ما لا غنى لطالب الحق عنه . والله أعلم .

المجيب د. رياض بن محمد المسيميري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:09 PM
زراعة الشعر

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل يجوز زراعة الشعر للرجل؟ وما حكم من زرع دون معرفة الإثم إذا كان ذلك محرماً؟ ولكم جزيل الشكر، والسلام عليكم.

الجواب
سئل فضيلة الشيخ: محمد بن عثيمين –رحمه الله- عن سؤال مشابه لسؤالك، فإليك السؤال والجواب:
سـ/ في أمريكا تتم زراعة شعر المصاب بالصلع، وذلك بأخذ شعر من خلف الرأس وزرعه في المكان المصاب، فهل يجوز ذلك؟
جـ/ نعم يجوز؛ لأن هذا من باب ردّ ما خلق الله –عز وجل-، ومن باب إزالة العيب وليس هو من باب التجميل أو الزيادة على ما خلق الله –عز وجل-، فلا يكون من باب تغيير خلق الله، بل هو من رد ما نقص وإزالة العيب ولا يخفى ما في قصة الثلاثة النفر الذي كان أحدهم أقرعاً وأخبر أنه يحب أن يرد الله –عز وجل- عليه شعره فمسحه الملك فرد الله عليه شعره فأعطي شعراً حسناً، انظر: البخاري (3464) ومسلم (2964) .
[سلسلة كتاب الدعوة، فتاوى ابن عثيمين –رحمه الله- الجزء الأول صـ(74-75)].

المجيب محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله -
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:10 PM
إزالة آثار البهاق بالمكياج

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا فتاة مبتلاة بمرض البهاق الذي شوَّه مناطق كثيرة من بدني، وقد كنت استخدم بعض المكياج والكريمات؛ لإخفاء المناطق الظاهرة؛ وذلك لعدم احتمالي لنظرات الناس لي؛ لشدة حساسيتي من هذا الموضوع؛ ولما يسببه ذلك لي من ضغوط نفسيه هائلة انعكست على حياتي الاجتماعية، فأصبحت كثيرة الانطواء، حتى عن أهلي، خاصة عندما كبرت وأصبحت في سن الزواج 22 سنة.
والآن سمعت خبراً أعاد لي شيئاً من الأمل، وهو وجود مكياج يخفي آثار البهاق من مناطق المواجهة الظاهرة، ويبقى لفترات طويلة تصل إلى سنوات ثم يزول بعد ذلك وتعيد وضعه مرة أخرى.
وسؤالي: هل هذا المكياج محرَّم ويعتبر مثل الوشم، خاصة أنه يقال لابد من استعمال أجهزة خاصة لإدخاله في الجلد؟ وجزاكم الله خيراً.

الجواب
لا حرج إن شاء الله في استخدام هذا المكياج؛ لأنه من باب العلاج والدواء المندوب إلى فعله شرعاً في العموم، وليس من باب تغيير الخلقة التي خلق الله الإنسان عليها، بل هو محاولة لإرجاع لون الجلد إلى ما كان عليه في الأصل، أو قريباً من ذلك.
ويفارق هذا المكياج الوشم، فإن الوشم فيه تغيير لخلق الله تعالى، بإضافة شيء يبقى في الجسم عن طريق الوخز بالإبر، والتعذيب للجسم بلا حاجة ولا ضرورة، وليس الأمر كذلك فيما ورد في السؤال، والله أعلم.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:11 PM
إزالة لحمية الأنف بالليزر

السؤال
فضيلة الشيخ أثابكم الله، هل تعتبر عملية إزالة اللحمية من الأنف – بالليـزر لعلاج الشخير - من الكي الذي نهى عنه الرسول – صلى الله عليه وسلم -؟

الجواب
الليزر كما فهمته من بعض الأطباء يستخدم كمشرط دقيق يزيل الأجزاء المراد إزالتها، وفي نفس الوقت هو يحسم الدم النازل من الجرح، فلا ينـزل من الدم إلا القليل، ولا يشعر المريض غالباً بألمه عند التخدير، فيفارق الكي بالنار في جوانب، ويوافقه في جانب حسم الدم، وما دام كذلك فلا بأس باستخدام الليـزر علاجاً في الحالة المذكورة في السؤال طالما تعين ذلك علاجاً، بل لو لم يوجد من العلاجات إلا الكي جاز على الصحيح؛ لما ورد في صحيح مسلم – كتاب السلام (2208) عن جابر – رضي الله عنه - قال: "رمي سعد بن معاذ في أكحله قال: فحسمه النبي – صلى الله عليه وسلم – بيده بمشقص ثم ورمت فحسمه الثانية " والحسم: الكي كما قاله ابن القيم (زاد المعاد 4/63).
وفي البخاري (5719) قال أنس – رضي الله عنه - "كُويت من ذات الجنب ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – حي وشهدني أبو طلحة وأنس بن النضر وزيد بن ثابت وأبو طلحة كواني" – رضي الله عنهم -.
قال ابن القيم في زاد المعاد (4/65 –66) "تضمنت أحاديث الكي أربعة أنواع:
أحدها: فعله، والثاني: عدم محبته له، الثالث: الثناء على من تركه، والرابع: النهي عنه، ولا تعارض بينها بحمد الله تعالى، فإن فعله يدل على جوازه، وعدم محبته له لا يدل على المنع منه، وأما الثناء على تاركه، فيدل على أن تركه أولى وأفضل، وأما النهي عنه، فعلى سبيل الاختيار والكراهة، أو عن النوع الذي لا يحتاج إليه، بل يفعل خوفاً من حدوث الداء، والله أعلم. أ.هـ.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:13 PM
إجراء التجارب على الحيوانات

السؤال
أنا طالبة في كلية العلوم، ونقوم ببعض الأبحاث الجينية، حيث نحقن فأراً بفيروس أو بكتيريا لنتعرف على مقاومته لذلك، وعند نهاية العملية نقتل الفأر، فهل يجوز لنا إجراء مثل هذه الأبحاث على الحيوانات من فصائل أعلى مثل الجرذان والأرانب وغيرها

الجواب
إذا كان الغرض من إجراء التجارب على هذه الحيوانات تحقيق مصالح وفوائد لا تتحقق إلا بذلك فهذا جائز؛ لأن الحيوان مسخر لمصلحة الإنسان، بل كل ما في الكون بما في ذلك الحيوان مسخر لمصالح الإنسان.
أما إذا كان الغرض من إجراء هذه التجارب هو العبث وعدم تحقيق أي مصلحة فهذا حرام؛ لأن في ذلك تعذيباً للحيوان، والأصل في تعذيب الحيوان الحرمة.


المجيب سعد بن عبد العزيز الشويرخ
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:13 PM
استخدام المخدرات لتسكين الآلام

السؤال
والدي في مرحلة متقدمة من مرض سرطان الرئة، و لديه العديد من الأورام الثانوية، وعمره 88سنة، وحسب الأطباء لا يرجى له شفاء، آلامه شديدة لم يعد يمكن تحملها، السؤال: لتخفيف آلامه أعطيت له أدوية من نوع المسكنات القوية أو المخدرات كالمورفين التي لم يعد يخفف عنه الألم سواها، فما حكم استعمال هذه الأدوية في هذه الحالة، آخذين بعين الاعتبار الأعراض الجانبية لهذه الأدوية التي تتسبب في أضرار أخرى، كالتأثير على الجهاز التنفسي وقد تؤدي إلى الهلاك؟.

الجواب
إذا كانت هذه المواد المخففة للآلام تحتوي على مخدرات أو مسكرات فلا يحل استعمالها لحديث: "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم"، أخرجه البخاري في الطب (10/68)/ معلقاً وصححه ابن حجر في الفتح(10/79)، وكذلك إن كانت هذه المواد المخففة للآلام تتسبب في أعراض تؤدي إلى استعجال الهلاك فلا يحل تناولها أيضاً، لأن ذلك من قبيل المسارعة إلى إزهاق النفس، وهو محرم شرعاً.
لكن لو كانت هذه المسكنات لها أعراض جانبية معتادة عند الأطباء كشأن بقية العلاجات، ولا تؤدي إلى استعجال الوفاة، ولا تحتوي على مواد مخدرة، فأرجو ألا يكون بذلك بأس، وقبل ذلك وبعده، ينبغي أن يوصى المريض بالصبر والاحتساب، فله بذلك الأجر العظيم. والله أعلم.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:14 PM
النظر إلى صور العورات لطلاب علم التشريح

السؤال
في بعض كتب الطب وخاصة كتب علم التشريح صور شنيعة، ما هو حكم الشرع في النظر لتلك الصور في سبيل العلم؟

الجواب
الإنسان الذي يريد أن يتعلم الطب محتاج إلى أن يعرف الطب على الوجه الحقيقي؛ لكي يستطيع أن يمارسه لينفع به الناس، وكونه يطلع على شيء من الصور التي تفيده في تعلمه، فلا بأس بذلك، لكن هذا مشروط بألا يترتب على ذلك مفاسد، فلا تكون الصور من الصور التي تغري الإنسان، أو أنها تجعله ينظر إليها نظر شهوة.
وإنما تكون من الصور التي يتعلم من خلالها أجزاء المرض وأماكن وجوده في أي جزء من جسم الإنسان، لأن الطبيب يجوز له أن يكشف عن العورة المغلظة على الطبيعة، إذا احتاج الأمر إلى اطلاعه على هذه الأشياء، فيكون نظر الطبيب أو المتعلم في هذه الصور نظر تعلم لا نظر استمتاع وشهوة.

المجيب د. سليمان بن وائل التويجري
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:14 PM
خطأ الطبيب

السؤال
أخطأ طبيب العيون فأصاب العين بآلة يستعملها؛ حيث أدخلها في جزء من العين لم يكن له إدخالها فيه، وتم إصلاح الجرح الناتج وإكمال الجراحة، وتحسن إبصار المريضة عما كان قبل الجراحة، والمريضة لم تعلم بذلك التلف؛ فهل على الطبيب أن يفشي على نفسه؟ وهل عليه أن يدفع تعويضا؟.

الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
خطأ الطبيب إذا لم يكن فيه تفريط منه، وإهمال فينتفي عنه التأثيم؛ لعموم حديث ابن عباس –رضي الله عنهما-: "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه" رواه ابن ماجة والبيهقي والحاكم، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، لكن إذا ترتب على خطأ الطبيب ضرر المريض بسبب خطأ منه وجب تقدير ذلك الضرر وتعويضه، إلا أن يتنازل المريض عن حقه؛ لأن حقوق الخلق عظيمة عند الله، بل حرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمة الكعبة؛ كما ورد من حديث ابن عباس –رضي الله عنهما- رواه ابن ماجة وغيره، وإلى هذا المعنى أشار ابن السعدي في منظومته في القواعد الفقهية بقوله:
والخطأ الإكراه والنسيان *** أسقطه معبودنا الرحمن
لكن مع الإكراه يثبت البدل*** وينتفي التأثيم عنه والزلل.
والله أعلم.

المجيب د. محمد بن سليمان المنيعي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:15 PM
أساور تخفيفِ الشحنات الكهربائية!


السؤال
لي قريب مصاب بزيادة الشحنات الكهربائية بالدماغ, مما أدى إلى إصابته بإغماء يشبه إلى حد ما حالات الصرع، ولكنه - كما يقول الطبيب - ليس صرعاً، وكان عمره آنذاك 12سنة تقريباً، وذهب به أهله إلى طبيب شعبي لعلاجه فوضع له أساور من حديد لوقف النوبات، وفعلاً توقفت ولم تعد إليه, استمرت الأساور في يده إلى 16 سنة من عمره، ثم أخرجها بسبب خجله من سؤال الطلاب في المدرسة عنها، ولم تعاوده النوبات حتى بعد إخراجها.
والآن وهو في 25 سنة من عمره عادت له النوبات، فأراد أهله إعادة الأساور إليه مرة ثانية بحجة أنها تمنع النوبات، لكني شككت في هذا الموضوع وخفت منه, لأني تذكرت (حديث الخيط الذي كان يضعه الرجل في يديه من الوهانة فقيل له أنزعه فإنه لا يزيدك إلا وهنا)، مع العلم أن الطبيب الآن قيل له عن هذه الأساور، وقال ضعوها له؛ لأنها تخفف الشحنات الكهربائية عن الدماغ.

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن ما وقع عليه السؤال مشهور التداوي به في كثير من المجتمعات التي يتعاطى أهلها الطب الشعبي، حيث يضع من يصاب بنوبات صرع قطعة من حديد في يده، أو في مكان آخر حتى يفيق من غيبوبته، ويوصف لبعض المرضى كعلاج وقائي، وكثير من الناس لا يعرفون تفسير ما يحدث فيظنونه شعوذة ويتحاشون التداوي به.
وقد سألت عنه بعض الأطباء منذ زمن فأجابوا بأن هذا العمل نافع - بإذن الله - مع بعض أنواع الصرع، وأن الطب الحديث يستخدم هذا العلاج بطرق كثيرة منها: زرع بعض القطع المعدنية في الأسنان، أو في مواضع معينة من بدن الإنسان؛ لامتصاص الشحنات الكهربائية التي تسبب للإنسان فقداناً للوعي.
فإذا كان المريض منتفعاً بهذا العمل بعد سؤال أهل الاختصاص الموثوق بهم فلا حرج إن شاء الله في اتخاذ قطعة من حديد أو معدن آخر توضع في مكان من جسده حسب ما يقوله العارف الثقة. ويحسن أن يكون في مكان غير بارز حتى لا يساء فيه الظن، أما حديث عمران بن الحصين – رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- رأى في عضد رجل حلقة فقال: "ما هذه الحلقة"؟ قال: "هذه من الواهنة"، فقال – صلى الله عليه وسلم-: "أما إنها لا تزيدك إلا وهناً انبذها عنك فإنك إن مت وهي عليك وكلت إليها، والحديث رواه أحمد (19498) وابن ماجة (3531) وله ألفاظ مختلفة.
فقد اختلف العلماء في رفعه ووقفه وصحته وضعفه، وعلى التسليم بصحته ورفعه فقد اختلفوا في معنى الواهنة واتفقوا على علة النهي، ومن العلماء من يرى أن الواهنة من الوهن وهو الضعف فيتخذ الإنسان هذه الحلقة أو الخرزة لتقيه من ذلك ومنهم من يرى أن الواهنة عند العرب قديماً عرق يأخذ في المنكب أو العضد أو اليد وهي تصيب الرجال دون النساء فيعلقون عليها جنساً من الخرز يقال له خرز الواهنة تعصمهم من الألم.
واتفق العلماء على أن علة النهي هي أنها عند العرب تتخذ بمثابة التمائم التي ورد النهي عن تعليقها، انظر في ذلك: غريب الحديث للخطابي(2/445)، وغريب الحديث للحربي(2/1056)، وغريب الحديث لابن الجوزي(2/486).

المجيب عبد الحكيم محمد أرزقي بلمهدي
كلية الشريعة/ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:15 PM
زراعة الأسنان

السؤال
أنا طالب في كلية طب الأسنان، وكنت أفكر في اختيار مجال التخصص، ويعجبني زراعة الأسنان، ولكن ما رأي الشرع في زراعة الأسنان؟ و جزاكم الله خيراً.

الجواب
زراعة الأسنان لغرض علاجي جائزة، بناءً على مشروعية التداوي عموما،ً كما في حديث: "تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواءً غير داءٍ واحدٍ: الهرم" رواه أبو داود(3855)، والترمذي(2038)، وابن ماجة(3436)، من حديث أسامة بن شريك –رضي الله عنه- وانظر صحيح الجامع، للألباني (1/565). لكن لا يزرع للرجل سناً من ذهب أو فضة، ولا يغلف السن بهما، أو بأحدهما إلا للضرورة، لعموم النصوص التي تنهى الرجال عن استعمال الذهب والفضة إلا ما دل على جوازه كخاتم الفضة، وتضبيب الإناء بهما، وكذلك ما سبق من اتخاذ السن من الذهب والفضة للضرورة، وكذلك يتجنب المسلم في هذه المجال (الوشر)، وهو تحديد المرأة الكبيرة لأسنانها وترقيقها لتبدو كالشابة. وكذلك مما ينهى عنه من التفليج، وهو مباعدة ما بين الأسنان طلباً للحسن لعموم النهي عنه. والله أعلم.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:16 PM
برد الأسنان بعد تقويمها

السؤال
قمت بعمل تقويم للأسنان، وبعد الانتهاء منه وجدت أن إحدى أسناني الأمامية أطول بقليل من الأخرى، فهل يجوز لي بردها من الأسفل؟.وجزاكم الله خيراً.

الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
يجوز برد الأسنان في هذه الحالة، وهو من باب العلاج المشروع، إذ إن طول الأسنان الأمامية فيه تشويه لهذه الأسنان، فيجوز له برد الأسنان الأمامية لتكون جميع الأسنان مثل الخلقة الطبيعية التي خلق الله الإنسان عليها.
وليس ذلك – فيما يظهر لي- من باب تغيير الخلقة الأصلية، ولا من باب التحسين والتزين المنهي عنه شرعاً في هذا الموضع. والله أعلم.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:17 PM
هل من تغيير خلق الله تقويم الأسنان؟!

السؤال
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل من تغيير خلق الله تقويم الأسنان غير المنظمة، والتي يكون فيها بروز يشوِّه؟! أفتونا مأجورين.

الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا كان تعديل الأسنان المذكور في السؤال ناتجًا عن خلل فيها أو تزاحم أو عدم انتظام أو تقدّم بعضها حتى خرجت عن الوضع الطبيعي فقُصد بهذه العملية إرجاع الأسنان للوضع الطبيعي، فلا حرج في ذلك– إن شاء الله-؛ لأن هذا من باب العلاج وإرجاع الأمر إلى ما كان عليه في الأصل، أما إذا كانت الأسنان بوضع طبيعي، لكن تطلب الشخص التحسين الزائد بتصغير الأسنان وبَردها وتفليجها لإيجاد الفجوات بينها طلبًا للتحسين فهذا ممنوع لحديث ابن مسعود، رضي الله عنه: "لَعَنَ اللهُ الوَاشِمَاتِ والمُسْتَوْشِمَاتِ، والنَّامِصَاتِ والمُتَنَمِّصَاتِ، والمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقِ اللهِ". أخرجه البخاري (4886) ومسلم (2125).


المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:17 PM
هل الحجامة سنة؟

السؤال
ما حكم الحجامة؟ وهل نستطيع القول بأنها سنة؟ بدليل فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – لها، أليس بعض أفعال النبي – صلى الله عليه وسلم - لا نستطيع حملها على السنية؟.
الجواب
الحجامة جائزة، ولا نقول إنها سنة، وإنما نقول: إنها علاج نبوي لمن احتاج إليها.


المجيب عبد الرحمن بن عبدالله العجلان
المدرس بالحرم المكي

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:18 PM
أسئلة في الحجامة


السؤال
أعاني من الصداع، وقد نصحني بعض الإخوة بالحجامة؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحتجم بسبب الصداع، وقد روى لي الإخوة بعض الأحاديث التي لا أعلم صحتها كقوله -صلى الله عليه وسلم–: "نعم العادة الحجامة" وقوله -صلى الله عليه وسلم- :"ما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا يا محمد: أوص أمتك بالحجامة"، وفي رواية: "مر أمتك بالحجامة".
والخلاصة:
(1) ما صحة هذه الأحاديث؟.
(2)ما أفضل وقت للحجامة؟ وهل ورد فيه سنة معينة؟.
(4) ما هو أفضل مكان في الجسم للحجامة؟ أرجو تحديد المكان بدقة فمثلا لو كان في الرأس ففي أي جزء من الرأس ؟. وجزاكم الله خير الجزاء.

الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، وبعد:
ورد في الحجامة أحاديث كثيرة تضمنت ذكر منافعها ودواعيها، وأوقاتها، ففي صحيح البخاري (5680) من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما- عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي"، وفي الصحيحين البخاري (5696)، ومسلم (1577) عن حميد الطويل عن أنس – رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- حجمه أبو طيبة فأمر له بصاعين من طعام، وكلم مواليه فخففوا عنه من ضريبته وقال: "خير ما تداويتم به الحجامة"، وفي جامع الترمذي (2053): من طريق عباد بن منصور قال: سمعت عكرمة قال ابن عباس – رضي الله عنهما- قال نبي الله – صلى الله عليه وسلم-: "نعم العبد الحجام يهذب بالدم، ويخف الصلب، ويجلو البصر"، وقال إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- حيث عرج به ما مر على ملأ من الملائكة إلا قالوا: "عليك بالحجامة" (نفس الحديث السابق) وقال: "إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة، ويوم تسع عشرة، ويوم إحدى وعشرين، وقال إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة، والمشي"، قال الترمذي (2053): هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور، وفي سنن ابن ماجة (3479) من حديث جبارة بن المغلس – وهو ضعيف- عن كثير بن سليم قال سمعت أنس بن مالك – رضي الله عنه- يقول: "قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "ما مررت ليلة أسري بي بملأ إلا قالوا يا محمد مر أمتك بالحجامة"، وأما وقتها فقال صاحب القانون: ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر؛ لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت، ولا في آخره؛ لأنها تكون قد نقصت بل في وسط الشهر، حين تكون الأخلاط هائجة بالغة في تزايدها لتزايد النور في جرم القمر وقال ابن القيم: (وتستحب في وسط الشهر، وبعد وسطه وبالجملة في الربع الثالث من أرباع الشهر لأن الدم في أول الشهر لم يكن بعد قد هاج وتبيغ وفي آخره يكون قد سكن، وأما في وسطه وبعيده فيكون في نهاية التزيد) وأما أماكن الحجامة من البدن فقد تحدث عنها الأطباء المتقدمون، وفصلوا فيها ومن ذلك:
(1) الحجامة في الأخدعين، والكاهل، وورد أن النبي – صلى الله عليه وسلم- احتجم في الأخدعين والكاهل، أخرجه الترمذي (2051) وحسنه، وأبو داود (3860) وابن ماجة (3483)، وصححه الحاكم في المستدرك (7552) ، قال أهل الطب: الحجامة على الكاهل تنفع من وجع المنكب والحلق، والحجامة على الأخدعين تنفع من أمراض الرأس والوجه كالأذنين، والعينين، والأسنان، والأنف، والحلق.
(2) الحجامة في الرأس، ففي صحيح البخاري (1836) من حديث عبد الله بن بحينة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- احتجم – بلحى جمل من طريق مكة- وهو محرم في وسط رأسه قال الأطباء: (الحجامة في وسط الرأس نافعة جداً)، وفي صحيح البخاري (5701) من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به، والشقيقة: وجع يأخذ في أحد جانبي الرأس أو في مقدمه، وبوب عليه البخاري: باب الحجامة من الشقيقة والصداع(فتح الباري10/153).
وثبت في الأبحاث الطبية الحديثة منافع الحجامة، وفوائدها، ويوجد في هذه الدراسات تحديد دقيق لأماكن الحجامة بحسب دواعي الاستعمال، وهي متوفرة عند من يقوم بالحجامة.
ينظر الطب النبوي لعبد الملك بن حبيب الأندلسي الألبيري(ص48-55)، زاد المعاد(4/50-62)، فتح الباري(10/ 149-154)، الطب من الكتاب والسنة لموفق الدين عبد الله البغدادي.
وأما الحديثان المسؤول عنهما في السؤال؛ فحديث: "نعم العادة الحجامة"، فذكره الديلمي في الفردوس(4/256) بدون إسناد، والمتقي في كنز العمال ح(28147)، وعزاه له، وقد ساق الحافظ في زهر الفردوس(4/115) إسناده، (16/10)، وفيه من لم أقف على ترجمته، والظاهر أن الحديث ضعيف، والله أعلم.
وأما حديث: "ما مررت ليلة أسري بي..." فقد سبق ذكره في أثناء الجواب، وهو عند ابن ماجة من حديث أنس – رضي الله عنه- وفي إسناده جبارة بن المغلس، وهو ضعيف، وأخرجه الترمذي من حديث ابن عباس –رضي الله عنه- وفي إسناده عباد بن منصور، وهو ضعيف وأخرجه أيضاً من حديث ابن مسعود – رضي الله عنه- وهو من رواية عبدالرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، ولم يسمع من أبيه كل ما رواه عنه، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، ولعل الحديث بمجموع شواهده حسنٌ. والله أعلم.
هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

المجيب د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:19 PM
علاج الكلاب

السؤال
أنا طبيبة بيطرية، السؤال هو: هل علاج الكلاب بأنواعها للحراسة أو للتربية بالمنزل حلال أم حرام؟

الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يجوز علاج الكلاب بأنواعها ما عدا الكلب العقور، بل يشرع دفع الضرر عن هذه الكلاب، ما عدا العقور منها، ويستدل لهذا بما رواه أبو هريرة، رضي الله عنه، قال: "بَيْنَما رجلٌ يمشِي، فاشْتَدَّ عَلَيْهِ العَطَشُ، فَنَزَل بئرًا فشرِب مِنها، ثم خرَج، فإذا هو بكلبٍ يَلْهَثُ، يأكُلُ الثَّّرَى مِن العطشِ، فقال: لقَدْ بلَغ هذا مِثلَ الذي بلَغ بي، فمَلأ خُفَّهُ، ثم أَمْسَكَهُ بفِيهِ، ثم رَقِيَ، فسقَى الكلبَ، فشَكَر اللهُ له فغَفَر له". قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟ قال: "في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ". أخرجه البخاري (2363)، ومسلم (2244). والله أعلم.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:19 PM
كولاجين الخنزير

السؤال
فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هنالك مادة دوائية (طعم عظمي للفك)، تساعد في شفاء وترميم الآفات العظمية حول الأسنان، مصنوعة من كولاجين الخنزير. هل يمكن استخدام هذه المادة لأغراض طبية رغم وجود بديل لها مشتق من كلاجين الحصان أقل منها فاعليةً؟ وشكرًا.

الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إن كانت هذه المادة: (كولاجين الخنزير) تذوب عند الصناعة مع المواد الكيماوية، فلا يبقى من عينها شيء لو حللت، فالتداوي بهذا الدواء جائز شرعًا؛ لأن عين النجاسة في عظم الخنزير، استحالت حينئذ مع غيرها من المواد الأخرى، أما إذا بقي من عين مادة الخنزير شيء بعد التحليل الكيمائي، فلا يجوز حينئذ التداوي بهذا الدواء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تَدَاوَوْا، وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ". أخرجه أبو داود (3874).ولحديث أم سلمة: "إنَّ اللهَ لم يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِي حَرَامٍ". أخرجه ابن حبان (1391). وهذا كله من حيث الأصل، سواء وجد تركيب دواء صنع من حلال، أو لم يوجد مثله، أو أقل منه، أما من حيث الأولى والأحوط فهذا الدواء المستخلص من مادة الحصان أولى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي الْقَلْبِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ". أخرجه أحمد (18001). ولحديث النعمان بن بشير، رضي الله عنهما: "إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ؛ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ". أخرجه البخاري (52) ومسلم (1599). والله أعلم.

المجيب أ.د. سعود بن عبدالله الفنيسان
عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:20 PM
استعمال علاج يثبّت الجنين

السؤال
أنا امرأة حامل في الشهر الأول، واتضح عن طريق التصوير الصوتي أن لدي كيساً هرمونياً فوق أحد المبايض، فوصفت لي الطبيبة نوعاً من العلاج المثبت للجنين؛ لئلا يتقلص الرحم بسبب هذا الكيس فيحصل الإسقاط، ولو لم آخذ العلاج فيحتمل تمام الحمل ويحتمل سقوطه. السؤال: هل يجوز لي ترك هذا العلاج؟ مع العلم أن هذا الكيس قد يزول من نفسه بلا علاج، والعلاج الموصوف ليس علاجاً للكيس وإنما مثبت للحمل.

الجواب
أرى أن تأخذ علاج هذا الكيس الدهني طالما كان الأمل في حصول السلامة به كبيراً، ولا يترك إلا إذا كان في تناوله ضرر عليك، أما هل تكون المرأة ضامنة لهذا الجنين وآثمة لو مات بعد نفخ الروح فيه؟ فلا يظهر لي ذلك؛ لأن التداوي من الأمور المظنون حصول الشفاء بها مندوب على الصحيح من أقوال أهل العلم، والله أعلم.


المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:20 PM
عملية التجميل للمولود بمتلازمة داون

السؤال
الرجاء إفادتي بشأن جواز عمليات التجميل للأطفال المولودين بمتلازمة داون، علماً أن الحاجة لإجراء مثل هذه العمليات ليست احتجاجاً على خلق الله، ولكن هؤلاء الأطفال في بلادنا العربية يعاملون معاملة المتخلف عقلياً، مع أنه أثبت علمياً أنهم مؤهلون للعيش والمشاركة في المجتمع، ولكن نظراً لبعض الصفات الشكلية التي تميزهم يحكم عليهم قبل التعرف على قدراتهم، وينعكس هذا على نفسية الطفل، وبالتالي يحد من اكتسابه واندماجه مع المجتمع المحيط، أفيدوني أفادكم الله، إذا أجريت لطفلي هذه العملية لتعود عليه بالنفع في حياته دون أن أكون معترضة على إرادة الله.

الجواب
لقد كرّم الله الإنسان فخلقه في أحسن تقويم، قال –تعالى-:"لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" [سورة التين:4]، وقال –تعالى-: "يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك" [الانفطار:6]، وفي الحديث: "اللهم حسنت خَلْقِي فحسن خُلقُي" رواه ابن حبان (959) ومسند أبي يعلى (5075) والطيالسي (374).
وهذا الإنسان متى طرأ عليه ما يشوه خلقه بحريق أو حادث سيارة أو أي تشوه خلقي فله أن يزيل هذا التشوه، ويبذل قصارى جهده في التجمل والتجميل، وليس في هذا محظور شرعاً، وإنما المحظور أن يكون في التجميل تدليس وغش وخداع وتضليل.
وعليه فلك أيتها الأخت الحق في إجراء عملية أو عمليات تجميل حتى يزول ما في الطفل من وضع يسبب له أذى عضوياً أو نفسياً، كتب الله له الشفاء.

المجيب أ.د. محمد بن أحمد الصالح
أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:21 PM
عمليات فصل التوائم

السؤال
أسألك بخصوص الملتصقتين بالرأس، واللتين حاول الأطباء فصلهما، وقد كانوا يعرفون أنهما ستموتان، فهل تكون مثل هذه العمليات الجراحية جائزة من الناحية الشرعية؟

الجواب
إجراء العمليات الجراحية يشترط له من ضمن ما يشترط أن يغلب على الظن نجاح هذه العملية، فإن غلب على الظن فشلها، وبالتالي هلاك المريض فلا يحل إجراؤها، حتى لو أذن المريض، لأن الطبيب يتسبب في قتل المريض، بل ربما باشر قتله، فيكون قاتلاً في هذه الحالة.
فلا يحل إجراء مثل هذه العمليات التي تكون على هذا النحو، فالنفس المعصومة محترمة، ويحرم الاعتداء عليها، ويمنع كل تصرف فيها يغلب على الظن أنه يلحق الهلاك أو الضرر بها، والله أعلم.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:22 PM
الولادة القيصرية دون الحاجة الطبية

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعمل في إحدى المستشفيات، ونواجه في بعض الأحيان طلب بعض الحوامل رغبتهن في الولادة بعملية قيصرية رغم عدم وجود مسببات طبية تدعو لذلك. وسؤالي: هل تحقيق رغبة المريضة يتعارض مع الأعراف والأخلاقيات الطبية أم لا؟ شاكرًا لكم خدماتكم الجليلة التي تقدمونها من خلال موقعكم الرائع.

الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأعراف الطبية، والأخلاق الطبية لا بد أن السائل يعرفها، لكننا نجيب عن الحكم الشرعي، وهو أن إجراء عملية فيها تعريض لمن تُجرى له العملية لمخاطر وأضرار لا يجوز، لقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ". أخرجه أحمد (2865)، وابن ماجه (2341)، وكون الطبيب -وهو مؤتمن على مهنته وعلى علاجه- يعرض هذه المرأة لإجراء عملية قيصرية من دون حاجة لها يعتبر نوعًا من الخيانة في عمله، فلا يجوز له إجراء مثل هذه العمليات التي لا حاجة لها، ويعتبر محاسبًا على ما ينتج عن عمله بسبب إجراء هذه العملية لو أنه أخل أو قصر، أو غير ذلك، فالواجب عليه الامتناع عن إجراء مثل هذه العمليات إلا من حاجة تستدعي ذلك، وليس في حل أن يستجيب لمن تطلب مثل هذه العملية، وهي ليست محتاجة لإجرائها. والله ولي التوفيق.

المجيب د. سليمان بن وائل التويجري
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:22 PM
التلقيح الخارجي

السؤال
السلام عليكم.
يوجد في الغرب الآن لعلاج العقم عند الزوجين عملية زراعة النطفة المندمجة من الزوجين في رحم امرأة أخرى, هذا محرم إسلاميًا . هل حكمه كالزنا؟ والطفل الناتج من هذه العملية يعتبر ابنًا لأي المرأتين، صاحبة النطفة أم التي حملت به؟

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإنه لا يحل إجراء (تلقيح خارجي بين بذرتي زوجين، ثم تزرع اللقيحة في رحم امرأة متطوعة بحملها) كما جاء في قرارات مجمع الفقه الإسلامي المنعقد عام 1407هـ، لما يترتب على ذلك من اختلاط الأنساب، وضياع الأمومة، وغير ذلك من المحاذير الشرعية. كما جاء في نص القرار رقم (16).
ولكن هذا الصنيع لا يعد زنًا، يوجب الحد. لأن الزنا هو الوطء في فرج محرم بأدنى ما يحصل به الوطء، وهو تغييب الحشفة. وإذا كان هذا العمل محرمًا شرعاً، انتفت الحاجة إلى المسألة الأخيرة. والله أعلم.

المجيب د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
عضو البحث العلمي بجامعة القصيم

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:23 PM
هل ورد في السُنَّة علاج العقم؟

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
هل ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ما هو مختص بعلاج العقم؟. وفقكم الله.

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد:
لا أعلم شيئاً ورد في السنة يختص بعلاج العقم، ولكن ينبغي للإنسان أن يحرص على الدعاء، وصدق الالتجاء إلى الله بسؤاله الذرية الطيبة، ويتوخى ساعات الإجابة، وقد أخبر الله -سبحانه وتعالى- أنه رزق زكريا -عليه السلام- الولد على كبر سنه وعقم امرأته حينما دعا ربه، قال عز وجل: ( وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ )[الأنبياء:90،89]، وقال تعالى: ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً )[آل عمران:38]، وعلى الإنسان الذي لم يرزق بولد أن يحرص على كثرة الاستغفار والتوبة، فهو سبب في مغفرة الذنوب ونزول الغيث والإمداد بالأموال والبنين، قال تعالى: ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مُدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً ) [نوح:10-12]، وإذا بذل المسلم الأسباب في طلب الولد ولم يتحقق ذلك فعليه بتفويض الأمر إلى الله، والرضا بما قسم الله له، فهو لا يعلم فيما تكون الخيرة فيه، هذا والله أعلم.

المجيب د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:24 PM
تجميد الحيوانات المنوية

السؤال
لدي قريب يعاني من العقم، ولا يوجد لديه حيوانات منوية في المني، فقال له الطبيب سوف نأخذ عينة من الخصية فإذا كان هناك حيوانات منوية سنجمدها، ثم تأتي بزوجتك لنعمل لها عملية تلقيح مجهري، السؤال: ما حكم عملية التجميد للحيوانات المنوية في هذه الحالة شرعاً؟ الرجاء الرد في أقرب وقت وجزاكم الله خيراً.

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
الذي يظهر بالنسبة لتجميد الحيوانات المنوية والاحتفاظ بها إلى حين رجوع الزوجين لإجراء عملية التلقيح أن هذا لا يجوز؛ لأن هذه النطف لا يؤمن أن تختلط بغيرها إما على سبيل الخطأ وإما على سبيل العمد، وقد دلت الدراسات العلمية على أن هذا المحذور واقع لا محالة، فقد وقع في بعض المراكز التي تجري عمليات التلقيح اختلاط لهذه النطف بغيرها. أما إذا كان إجراء عملية التلقيح مباشرة بعد أخذ المني من الزوج أو بعد أخذ الحيوانات المنوية مباشرة من الزوج فهذا جائز إذا كان يتم إجراء هذه العملية تحت أيدي العدول من الأطباء وضمن إجراءات تضمن عدم اختلاط هذه النطف بغيرها.

المجيب سعد بن عبد العزيز الشويرخ
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:25 PM
استعمال الحبوب المنشطة جنسياً

السؤال
هل يجوز استعمال الحبوب المنشطة في الممارسة الجنسية؟ وهل هناك أضرار فيها؟ مثلا هل هي مثل الدخان تدخل في الآية "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"؟ أرجو التوضيح والتفصيل، وجزاكم الله خيراً. الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن حكم تناول هذه الحبوب المنشطة يتوقف على رأي الأطباء، فإذا ثبت لديهم ضررها فلا يجوز تناولها؛ لقوله تعالى: "وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" [البقرة: من الآية195]، وإلا فلا بأس بأكلها.
وغير الطبيب لا يعتد بقوله في إثبات ضررها أو عدمه، لأن المسألة مسألة طبية صرفة، لا تعرف إلا بأدوات الطب، اللهم إلا إذا كان ضررها بيناً جلياً ملموساً للناس عامة.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:25 PM
المتاجرة في بيع "الفياجرا"

السؤال
ما حكم المتاجرة في بيع الفياجرا؟.

الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الفياجرا: أحد الأدوية المنشطة للجنس، إلا أن لها أضراراً جانبية يتحدث عنها الأطباء كثيراً، فإذا كان الشخص إنما يصرف هذا العلاج بوصفة طبية من قبل طبيب يتحمل مسؤولية صرف هذا العلاج فيجوز بيع هذا الدواء وشراؤه.
أما إذا كان يبيع هذا الدواء لمن يشاء، مع تضمنه للخطورة المذكورة، فلا أرى جواز بيعه في هذه الحالة، ولعل الجهة الرسمية (وزارة الصحة) قد وضعت من الضوابط في بيع هذه الأدوية ما يفي بالغرض. والله أعلم.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:26 PM
الامتناع عن الفحص لتشخيص العقم


السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ: هل يجوز للزوج الذي لم يرزقه الله بالبنين أن يمتنع عن إجراء الكشوفات والتحاليل لمعرفة السبب واقتناعه بما قسم الله له؟ أم أنه سيحاسب على امتناعه للكشف هو وزوجته؛ لعله أن يكون هناك علاج؟ وإذا كشف فأخبر بأنه سيكون قادراً على الإنجاب بعد عملية جراحية فهل يجوز له شرعاً الامتناع عن إجراء العملية الجراحية؟ أم أنه سيحاسب على امتناعه؟ وأخيراً في حالة رضا الزوج بما قسم له في حالة عدم الإنجاب، ويحب زوجته ولا يريد الاستغناء عنها، ولا الزواج بأخرى، هل سيحاسب الزوج على عدم قيامه بالزواج بأخرى سواء كان يعلم بأن العيب في عدم الإنجاب منه أولا؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الجواب
الحمد لله وحده، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فإنه لا ينبغي للزوج أن يمتنع من إجراء الكشوفات والتحاليل لمعرفة سبب التأخر في إنجاب الزوجة؛ لأنه قد يتبين بذلك السبب في عدم الإنجاب، فيمكن علاجه، ولا شك أن يتأكد في حقه التداوي إذا كان التأخر بسببه؛ لأن التناسل حق للزوجين جميعاً، ولا يملك أحدهما إسقاطه، ولا تعارض بين التداوي وبين الرضا بما قدَّر الله، بل كلاهما من قدر الله، وإذا لم يمكن العلاج إلا عن طريق إجراء عملية جراحية، فإنه يبادر إلى إجراء هذه العملية إذا لم يكن هناك طريق أخف من الجراحة، ولم يترتب على إجرائها مفسدة أعظم من المصلحة المتوخاة من إجرائها، مع غلبة ظن الطبيب الجراح بنجاح العملية، فهذه قيود ثلاثة لا بد منها هنا، فإذا توفرت هذه الضوابط، وكانت الزوجة راغبة في الإنجاب، ولم يرد الزوج أن يفارق امرأته بإحسان، فإنه يجب عليه أن يبادر بالعلاج؛ تحصيلاً لحقها من الولد، ولقول نبينا – صلى الله عليه وسلم-: "تداووا؛ فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواءً، غير داء واحد؛ الهرم" رواه أبو داود (1973) والترمذي(1962)، وغيرهما، وهو حديث صحيح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - في مجموع الفتاوى (18/12) (فإن الناس قد تنازعوا في التداوي، هل هو مباح؟ أو مستحب؟ أو واجب؟ والتحقيق أن منه ما هو محرم، ومنه ما هو مكروه، ومنه ما هو مباح، ومنه ما هو مستحب، وقد يكون منه ما هو واجب، وهو ما يعلم أنه يحصل به بقاء النفس لا بغيره، كما يجب أكل الميتة عند الضرورة، فإنه واجب عند الأئمة الأربعة وجمهور العلماء...) ا.هـ، هذا في أصل التداوي، فأما إذا تعلق به حق لغيره، كعلاج العقم فإنه يتأكد من هذا الباب، وإذا كان هذا في باب المحافظة على النفس، فكذا في باب المحافظة على النسل، وكلاهما من المقاصد الضرورية الخمسة التي أمر الشارع بالمحافظة عليها وجوداً وعدماً، قال الدكتور/ يوسف العالم في كتابه المقاصد العامة (ص405) تعليقاً على قول أبي حامد الغزالي: (الولد هو الأصل المقصود، وله وضع النكاح)، ما نصه: المقصود الأصلي من النكاح هو النسل، إيجاداً أو بقاءًا، وأن أعضاء التناسل ما هي إلا آلات خلقها الله لتكون أسباباً لمسببات، ووسيلة إلى تحقيق المقصود الأصلي..، ويؤكد هذا قول الجاحظ: (جعل الله عشق النساء داعية للجماع، ولذة الجماع سبيلاً للنسل، والرقة على الولد عوناً في التربية والحضانة)، ويؤكد هذا – أيضاً – ما تقدم من آيات وأحاديث تحث على الزواج وترغب فيه، وفي الزواج بالولود على وجه الخصوص) ا.هـ، فإذا لم يكن العيب – في عدم الإنجاب – من الزوج، فإنه لا يلزمه أن يتزوج بأخرى، ولكن يندب له ذلك تحصيلاً للذرية والعقب، ولكن بشرط أن يكون قادراً على العدل وعلى النفقة، على حد سواء. والله –تعالى- أعلم.

المجيب د. يوسف بن أحمد القاسم
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:26 PM
القدر وتغير معدل العمر بالتقدم الطبي

السؤال
فضيلة الشيخ: يثير بعض المشككين تغيّر عمر الإنسان بتغيّر التقدم الطبي والأوضاع الاقتصادية التي تعيشها المجتمعات الإنسانية.كيف يمكن الرد على هؤلاء؟ بارك الله فيكم.

الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نعم قد يجعل الله –تعالى- التقدم العلمي والرعاية الصحية والوقائية وحسن التغذية ونحو ذلك من أسباب ارتفاع معدّل الأعمار لبني الإنسان، وذلك كله لا يخرج عن قدر الله، والله – سبحانه وتعالى- حين قدّر الأعمار كان تقديره مبني على علمه السابق بكل ذلك، وليس في ذلك أي مجال للتشكيك إذا عُلمت مراتب القدر، وعلاقة الأقدار والأعمار والأرزاق بالأسباب، فالله تعالى بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وكتب مقادير كل شيء وهو سبحانه بكل شيء محيط، وخالق كل شيء، الأسباب ومسبباتها، فهو سبحانه الذي وفق البشر للتقدم الطبي ويسر لهم أسباب النمو الاقتصادي، وقدّر ما يترتب على ذلك.

المجيب أ.د. ناصر بن عبدالكريم العقل
أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:27 PM
هرمون النمو لزيادة الطول

السؤال
هل يجوز استخدام هرمون النمو لزيادة طول الشخص؟.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الذي يظهر لي أن ذلك جائز بشرطين:
الأول: أن يكون هناك حاجة لأخذ هذا الهرمون كأن يكون الشخص قصيراً قصراً بائناً وغير طبيعي؛ لأنه حينئذ بمثابة العلاج.
الثاني: ألا يترتب على أخذ هذا الهرمون ضرر في العاجل أو الآجل، والمرجع في هذا هو الطبيب المختص الثقة؛ لأن الضرر ممنوع بكل حال كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا ضرر ولا ضرار" أخرجه أحمد (2865)، وابن ماجة (2341). والله أعلم.

المجيب د. عبدالرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

ناصر مهدى
2006/8/18, 11:28 PM
الحمد لله
http://gallery.7oob.net/data/media/20/www_7oob_net_24.gif

Salman Design
2006/8/20, 5:24 PM
بارك الله فيك أخى الغالى ناصر مهدى

على مجموعة الفتاوى الجميلة

http://www.onaizah.com/1/fgody/b/4.gif

TheSpeeD
2006/8/20, 5:34 PM
shttp://www.w6w.net/users2/02-11-2005/w6w_200511020034583784791c53452.gif


اشكرك اخى الغالى على ماتيت لنا به من طرح جميل مفيد ورائع

وننتظر كل جديد منك وابدعنا اكثر واكثر

العمــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة


http://www.w6w.net/users2/28-09-2005/w6w_2005092821451437847ee8171de.gif

بس ممكن الموضوع يتعدل علشان كده المشاركات كتيرة اوىىىىىىىى

الجارح
2006/8/29, 9:23 PM
شكراخى الغالى ناصرمهدى
على العمل الرائع بارك الله فيك
اخوك
الجارح

BaKer
2006/9/6, 8:14 PM
a
مـشــكــور أخـــى الحـبـيـب


http://www.w6w.net/users2/07-12-2005/w6w_200512072130365187546093577.gif


عـلـى كــل ما تقــدمــة لنــا مـن مـواضـيــع جــيــدة ومفـيــدة

فـى منتــدانا الحبيــب

http://www.w6w.net/users2/07-12-2005/w6w_200512072130365187546093577.gif

رهين
2006/10/30, 1:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكي اخي العزيز

علي مجهودك الكبير
ولك مني خالص الشكر والتحيه

اخوك /امير

ناصر مهدى
2006/10/30, 2:54 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لاشكر على واجيب اخى الغالى الحبيب

diabian.sakr
2006/11/10, 5:37 PM
شكرا يا غالى
على الموضوع القيم
ادامك الله لنــــــــــــــا
اخوك
احمد صقر

المجاهد
2006/12/10, 12:48 PM
مشكور آخى الغالي

على هذا الموضوع الجميل

أخوك المجاهد

ناصر مهدى
2006/12/10, 1:25 PM
لاشكر على واجيب