المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفاجأة أخرى ‏..‏ مظروف الثانوية العامة بالوزن و ليس بالعدد !‏



ruby
2008/6/16, 11:55 PM
مفاجأة أخرى ‏..‏ مظروف الثانوية العامة بالوزن و ليس بالعدد !‏
16/06/2008
http://www.egypty.com/Component/Photo/People_talk/20080616010539_People_talk_Photo2.jpg
أبواب تسهيل الاستيلاء علي ورق الأسئلة مفتوحة
التسريب والغش يطاردان الثانوية العامة‏!‏
رؤساء اللجان بالقاهرة يتسلمون المظاريف فجر الامتحان‏..‏ وبالأقاليم قبله بأسبوع

بعد تسريب أوراق أسئلة امتحانات بعض مواد الثانوية العامة‏,‏ وبعد ضبط بعض الطلبة والطالبات يستخدمون الموبايل في تصوير الأسئلة وإرسالها لمن يحلها لهم ويعيد إليهم الإجابة‏,‏ وبعد اكتشاف‏8‏ لجان أمس الأول بمستشفي مغاغة بالمنيا لتسهيل الامتحان والغش لأبناء المسئولين‏..‏ بعد كل هذا نجد أنه من الضروري تطوير سبل مواجهة الغش والتسريب لتتناسب مع الطرق التي يتم ابتكارها كل عام وكأنها فيروس يتحور‏,‏ ولابد أن نبتكر مضادا حيويا يناسبه بعد تحوره‏..‏ فكيف نستطيع ذلك؟

في البداية يؤكد رئيس إحدي اللجان الكبري للثانوية العامة بالقاهرة أن تسريب الامتحانات جريمة بكل المقاييس لأنها تسهم في تخريج شباب يعتمد علي الغش والتدليس‏,‏ وهو ما يناقض الهدف التربوي للتعليم فالمفترض أن الآباء والمعلمين نموذج جيد للأبناء وليس لمساعدتهم علي الفساد‏,‏ لذلك فإن مطاردة المتهمين بالغش ومساعديهم ضرورة لضبط اللجان‏,‏ وقال‏:‏ إن الوزارة تبدأ باختيار أفضل العناصر من مدرسيها لوضع الامتحان حيث يشترط فيه ألا يعطي دروسا خصوصية وليس له أقارب من أي درجة بالثانوية العامة ويكون قدوة حسنة بين زملائه ورؤسائه‏.‏ لذلك فمن المستبعد أن يكون تسريب الامتحان عن طريق واضعيه‏.‏

وأضاف رئيس لجنة امتحان الثانوية العامة أنه يتم تسليم الامتحان للمطبعة السرية في شهر فبراير ويكلف عاملون بها من ذوي الأمانة لطبعها وعادة ما يطبعون نحو‏70‏ ـ‏80‏ امتحانا مختلفا فيصعب أن يتذكروا شيئا منها وفي الوقت نفسه هناك رقابة شديدة وأمينة عليهم ويوضع لكل مادة رقم سري ثم تقوم كل مديرية من خارج القاهرة الكبري بتسليم أوراق امتحاناتهم بناء علي كشوف بأسماء الطلاب وذلك قبل نحو أسبوع من أداء الامتحان‏,‏ أما بالنسبة للقاهرة فإن اللجان تتسلم أوراقها من فجر يوم الامتحان فقط‏,‏ ويكون الظرف بالطبع محكما وبه مواد ثقيلة يصعب فتحها أو تزييف الخاتم فلا يفتح إلا بسلاح حاد كتر لفصل البلاستيك الملصوق بطريقة فنية وتكون هناك نسبة‏10%‏ إضافي من الأسئلة في مظروف منفصل‏.‏

ويضيف أن المشكلة تبدأ هنا حيث إن رؤساء اللجان الأمناء والشرفاء يحددون عدد الأوراق الموجودة في الظرف الذي يوزع بالوزن دون العدد ويكتب عليها مثلا‏100‏ ورقة بينما الحقيقة أنها تكون‏105‏ ورقات أو أكثر مما يسهل التلاعب في ذلك‏.‏

وقد طالبت النيابة الإدارية بتلافي هذا الخطأ المشجع علي الجريمة ويكون رئيس اللجنة مطالبا بكتابة كل استهلاك لورقة الأسئلة ويقوم بإعادة الباقي‏,‏ وهناك رؤساء لجان لايتسلمون بالعدد‏,‏ وهذا هو الاحتمال في حالة تسرب الأوراق الأخيرة بالمنيا التي يسأل عنها رئيس اللجنة والملاحظ الأول لأنه لا يتم التعامل مع أوراق الأسئلة إلا من خلالهما فقط وبوجودهما معا‏.‏

وأشار رئيس لجنة الثانوية إلي أن الانضباط في الامتحانات بالمدن متوافر إلي أقصي حد‏,‏ ولكن المشكلة بالأقاليم حيث ينعدم الأمن والأمان للمعلم أو الملاحظ ويقع تحت تأثيرات فوق طاقته مع عدم وجود قوة أمنية والمفترض أن تكون‏12‏ فردا فنجد فيها فردا واحدا أو اثنين علي أقصي تقدير ثم تكتب مكافأة لعدد‏12‏ فردا لا يعرفون عن اللجنة أي شيء‏,‏ وفي الوقت نفسه فإن رئيس اللجنة قد لا يكون حريصا علي الوجود الأمني وقد تمتد يده إلي الظرف الاحتياطي ويفتحه قبل الموعد بكثير ثم يخلطه مع أوراق اللجنة بعد فتح المظاريف وبذلك يصعب اتهامه أو ضبطه متلبسا‏,‏ فإذا كان رئيس اللجنة حريصا وجب عليه أن يغلق الباب في التاسعة تماما ويمنع دخول أو خروج أي فرد حتي ولو كان متأخرا ويمنع دخول العمال للجان وكذلك دخول الموبايلات التي أصبحت أخطر صور الغش وأكثرها انتشارا حيث يقوم الطالب أو الطالبة في غفلة من الملاحظين في لحظة توزيع الأسئلة‏,‏ بتصوير الأوراق بالموبايل وإرسال الصور إلي جهاز كمبيوتر ليتم طبعها وكتابة الإجابة لتصل للطالب بالموبايل أيضا‏.‏

وأشار رئيس لجنة الثانوية العامة إلي أن هناك طرقا أخري حدثت في لجنة بالإسكندرية بإحداث فتحة صغيرة بالمظروف وسحب ورقة بإبرة مدببة عن طريق البرم‏.‏

ومن صور الغش الأخري يقول محمد زكي السعيد ـ مدرس ثانوي بالقاهرة‏:‏ إن هذه الظاهرة تجتاح جميع المدارس بلا استثناء وبصور مختلفة فمنها العلني بأن يقوم المدرس بحل الامتحان مباشرة وإملائه للتلاميذ أو يقول رقم كلمة الاختيار في الأسئلة وهي أسرع طريقة للغش‏,‏ وفي الوقت نفسه خاصة ببعض المدارس الخاصة يهمها أن تحقق أعلي نسبة نجاح بين المدارس لاجتذاب مزيد من الطلاب أو التلاميذ إليها لأن الآباء يهمهم النتيجة بل إنه نتيجة للغش وضياع الضمائر نادرا ما تجد طالبا واحدا راسبا بالمدرسة كلها حتي ولو لم يحل في الامتحان فهناك وسائل لإنجاحه ولا يكون الرسوب إلا إذا غاب الطالب تماما عن الامتحان ويكفي أنهم في الابتدائي يعقدون الامتحان بمعدل تلميذين في المكتب الواحد من سنتين مختلفتين أي يفترض أن هناك وسيلة لحصول الطالب علي المعلومة وحل بعض الأسئلة علي الأقل‏.‏

الغش مسموح
وتضيف سامية الفوال مدرسة ثانوي أن الغش لا يصلح عادة في التعليم الثانوي العام لأن الطالب يحتاج مجموعا عاليا ولا يمكن أن ينتظر الغش في المادة بالكامل ولكن ربما يحتاج إلي حل جزئية أو معني كلمة أو غيرها ولكن لا يعني ذلك أن اللجان ليس بها غش ذلك لأن النفوس ضعيفة وأحيانا يتركهم المدرس يغشون من منطلق أنهم صغار‏,‏ وأنه لا فرق كبير سيكون مع الطالب لو غش سؤالا‏,‏ فنجد لجنة كلها تغش بالكامل بينما يقف المدرس عند الباب وكأنه ناضورجي لينبه التلاميذ إلي حضور المراقب أو رئيس اللجنة الذي قد يقضي معظم وقته في مكتبه دون مرور وربما رئيس الدور يخرج مدرسا متشددا علي الطلاب أي لا يسمح بالغش ويدخل آخر ليسهل اللجنة‏,‏ وفي هذه الحالة تكون الصدمة لأولاد الناس الذين تربوا علي القيم ويبدأ هدم إنسان كان يمكن أن يكون نافعا للوطن حريصا علي مستقبله‏.‏

التعاطف مع الغشاشين‏!‏
ويعلق السيد صبحي سالم مدير عام التربية والتعليم السابق بالجيزة قائلا‏:‏ إنه حتي مع التسليم بوجود ظاهرة الغش بأشكاله سواء فردية أو جماعية أو تحت ظروف مختلفة‏,‏ فإن القضية في أساسها أنها ترتبط بالمجتمع بالدرجة الأولي قبل المدرسة‏,‏ إذ ان هناك إحساسا لدي الناس بأن أداء الواجب لا يكفي لإثبات الوجود وتحقيق الطموح وهذا ينسحب علي المعلمين والآباء أيضا‏,‏ ذلك لأن الناس كانوا يعتبرون الحكومة هي بابا وماما لذلك فإن الناس يتجهون للمنافع الشخصية ومنها أن يحصل أبناؤهم علي الدرجات حتي لو كانت بلا مجهود فالكل يبحث عن الاستثناء‏,‏ وفي الوقت نفسه فإن بعض المدرسين يتعاطفون مع الطلاب معتبرين أن المنهج صعب أو طويل ولا يجدون وقتا لمذاكرته‏.‏

كما أن السلوكيات العامة في الشارع المصري تشجع علي ظاهرة الغش ـ والكلام للسيد صبحي سالم ـ فهناك اختناق وخنق من المرور الذي يستنفد جهدا كبيرا ووقتا أكبر‏,‏ وانتشار لأكوام القمامة في مناطق حيوية أو مكتظة بالسكان مع تراخ للسلطة‏,‏ وكلها تنعكس علي الإنسان فهي عدوي تصل للطالب في فصله وفي حياته‏,‏ فضلا عن اعتقاد المدرسين وأولياء الأمور بأن غش الطالب ليس منه ضرر لأنه سيخرج إلي الشارع وربما لا يجد عملا في مرحلة شبابه كلها لأن الواسطة هي الأساس‏,‏ هذا إلي جانب غياب الإصلاح الحقيقي للعملية التعليمية لأن من يضعون برامج التعليم وأنشطته العملية غالبا ليس لهم علاقة بالعملية التعليمية ولم يمارسوها فهم يضعون نماذج متميزة وبرامج علي غاية من الدقة من الناحية النظرية ولكنهم لا يدركون الواقع المرير الذي تعانيه المدارس مع انخفاض الإمكانات أو انعدامها أحيانا‏.‏

ليست مافيا
وأكد مدير التعليم العام السابق بالجيزة أن المشكلة في ظاهرة الغش ليست من الفصل أو المدرس ولكن من حصول الجميع علي حقوقهم المادية والتعليمية بالدرجة نفسها‏,‏ بعيدا عن الفساد والإفساد حيث لا يمكن أن نقول إن هناك فوضي أو مافيا ولكنه تعاطف من جانب بعض المدرسين مع الطلبة إذ يعتبرونهم غلابة ومن باب الشفقة‏,‏ ولكن بصفة عامة هناك أسس وأصول للانضباط في أثناء الامتحانات ويمكن للملاحظ أن يحرر الواقعة في محضر بمشاركة المراقب ورئيس اللجنة‏,‏ خاصة إذا كان هناك مستند‏,‏ ويحال الطالب إلي لجنة قانونية أو الشئون القانونية بالإدارة التعليمية ويظهر ذلك واضحا في امتحانات الثانوية العامة والشهادات‏,‏ ويلغي امتحان المادة فقط للطالب‏,‏ ولكن إذا كانت هناك تجاوزات أخري يلغي امتحان العام كله بعد الرجوع لإدارة الامتحانات‏.‏

قرار وزاري
ويؤكد الدكتور سليمان الخضري الشيخ مدير المركز القومي للامتحانات السابق أن مشكلة الغش في الامتحانات تعتبر مشكلة المشكلات في التعليم المصري وليس هناك حل حاسم لها سوي عدم الاعتماد بشكل كامل علي امتحانات نهاية العام وربط دخول الجامعات بالدرجات الأعلي‏,‏ إذ انه يجب إعادة النظر في المنظومة التعليمية الحالية‏,‏ فهناك منافسات شديدة بين الطلاب في الابتدائية والإعدادية والثانوية حتي الجامعة لتحقيق أعلي الدرجات بأي شكل حتي ولو كانت بالغش أو بالدروس الخصوصية‏,‏ وهي أيضا نوع من الغش‏,‏ فالطالب لم يستوعب المادة التعليمية ولم يتفاعل معها‏,‏ لذلك فيجب ألا يكون المعيار الوحيد هو الدرجات‏,‏ وفي الوقت نفسه فإن ظاهرة الغش مرتبطة بمدي التزام المجتمع والأسرة بالقيم والأخلاق فالمدرسة جزء من المجتمع وينعكس بكل أشكاله عليها من الناحيتين السلبية والإيجابية مع وجود سلبيات بالمدرسة مثل الكثافة الزائدة جدا وتناقص الموارد المساعدة علي العملية النموذجية في التعليم وبالتالي لا تكون للطالب مشكلة حقيقية سوي الحصول علي الدرجات الأعلي بأي ثمن وأي شكل‏,‏ ومن خلال الدروس الخصوصية‏,‏ التي يوجه لها كل جهده‏.‏

وأشار د‏.‏ سليمان إلي أن مواد الأنشطة مثلا بالتعليم تفتقد أية إمكانات‏,‏ وبالتالي يقوم المدرس بوضع درجات للطالب علي عمل لم يقم به ولكنها درجات وهمية‏,‏ لا تقيس حقيقة مستوي الطالب‏,‏ فالمفترض أن يكون له يوم دراسي كامل يمارس فيه الأنشطة الحقيقية لتكون درجته واقعية أما إذا وضعنا درجات له علي لا شيء أو أعمال قام بها والداه فإننا نعطي انطباعا للتلميذ بأننا أناس غير جادين ونعيش علي الوهم والخداع ونعطي الدرجات والمكافأة لمن لا يعمل‏,‏ ولا يفيد في شيء ويتساوي الجميع حتي إن الطلبة المتميزين يتركون مثالياتهم ويتجهون للأسهل والأسرع وهو الغش والدرجات فنخرج من هدف العملية التعليمية ونجعل الغش هو المعيار والفساد هو الأساس فمن أين نطلب من نحو‏70‏ تلميذا أن يؤدوا الواجبات المدرسية وأين المدرس أيضا الذي يجد الوقت لمثل ذلك‏.‏ وهذا ما دعا الآباء والأبناء إلي تجاهل دور المدرسة بل والغياب منذ أول يوم دراسي‏.‏

ويطالب الدكتور الخضري بضرورة تقليل كثافة الفصول وعودة نظام اليوم الكامل والأنشطة داخل المدرسة وفتح أبواب التعيين للمدرسين المتخصصين فورا ورفع اعتمادات التعليم مبدئيا إلي الضعف حتي نضمن فيه أداء الحد الأدني من العملية التعليمية لأن هذا مشروع قومي ومرتبط بمستقبل مصر وأجيالها القادمة‏,‏ ومنع أنواع التجارة في التعليم نتيجة ممارسات بعض المدارس الخاصة لأن التعليم هو المشروع الوحيد بهذه المدارس الذي يعوض تكاليفه خلال عامين علي الأكثر ويحقق استثمارات عالية‏.‏

أين دور الدولة؟
واتهم د‏.‏ سليمان أجهزة التعليم بالتخلي عن دورها وأن الدولة رفعت أيديها عن مشكلة وقضايا التعليم وبالتالي كان هذا السقوط الذي يمثل الغش إحدي صوره البشعة فالمدرس لا يأخذ ما يساوي مجهوده وهناك تحايل علي مجانية التعليم مع وجود تفاوت بين العاملين بالتعليم وغيرهم في معظم المجالات من حيث الدخل والراتب وهذا ما يدفع المدرس إلي الدروس الخصوصية لتحقيق الحد الأدني من المعيشة فمرتبه لا يكفي ثلث احتياجاته الضرورية ـ رغم الكادر ـ من مسكن وملبس وطعام هو وأسرته‏,‏ وأنه لابد أن تطبق معايير الجودة فورا للارتفاع بمستوي التعليم وما يترتب علي ذلك من توفير الإمكانات ولكن للأسف لم نسمع عن دور لمجلس هيئة الاعتماد والجودة حتي الآن‏,‏ مع ضرورة توفير الإمكانات الفورية أيضا حتي ولو من خلال ضريبة بهذا الاسم أسوة ببعض المجالات والأجهزة الأخري ذلك لأنه وللأسف أيضا لم تصل نسبة ميزانية التعليم أكثر من‏5%‏ من الناتج القومي والمفترض أن تتم مضاعفتها لنضع أسسا صحيحة للعملية التعليمية بدلا من هذه الفوضي التي تشهد أحد جوانبها حالات الغش ومظاهره بالمدارس وحتي الجامعات‏.‏

إخفاء حقيقة المستوي
أما الدكتور سعيد إسماعيل علي أستاذ المناهج بجامعة عين شمس فيؤكد أن قضية الغش في حد ذاتها تحتاج فهما لأسبابها وبواعثها‏,‏ إذ لابد أن ننظر إلي أنها إظهار للشيء علي غير حقيقته فيحصل الطالب علي درجة تدل علي أن مستواه مرتفع أو ناجح‏,‏ وإخفاء حقيقة مستواه العلمي‏,‏ وإضافة مزايا لهذا الطالب علي حساب زملائه والمجتمع‏,‏ وهي صورة من صور الكذب والخداع للمحيطين به بل إن الغش يمثل مجموعة من السلبيات‏,‏ مثل عدم الأمانة واستباحة السرقة وضعف الانتماء والتزييف وغيرها‏,‏ مما يفتح الباب علي مصراعيه لنشر وباء أخلاقي في المجتمع الذي أصبح فيه بعض الآباء مصدرا مساعدا علي الغش والسرقة‏,‏ وهذا لا يجعلنا نغفل عن دور المجتمع في الترويج للأساليب والقيم التي تقوم علي غير الصدق وعدم الشفافية‏,‏ وما يسود فيه من حصول البعض علي أكثر مما يستحقه‏,‏ وحرمان آخرين من حقوقهم لدرجة أن المواطن تعود علي هذه الصور من الغش والسرقات للامتحانات‏.‏

التربية بالغش
وأضاف أن العملية التعليمية الحالية متهمة بأنها تسهم في تربية الطلاب والأبناء علي الغش‏,‏ وتدريبهم عليه علي عكس الهدف الذي أقيمت من أجله العملية التعليمية من بناء القيم واستقامة الأخلاق‏,‏ وتظهر حالات الغش بطريقة واضحة في أن الطالب يرغم علي ترك المدرسة للحصول علي الدروس الخصوصية‏,‏ في حين أن المدرسة لها برنامج وحصص قد تكون وهمية ولا ينفذ منها أي شيء ويقولون لدينا عمل بالمدارس وربما لا يكون هناك طالب‏,‏ أو يترك المدرس فصله ويجلس ليستريح من عناء الدروس الخصوصية‏,‏ ولا يحصل الطالب علي أي حد ولو الأدني من العملية التعليمية بل يكون المدرس نموذجا سيئا أحيانا للطالب فيعطيه مفاهيم خاطئة عن الحياة والمعيشة والسلوكيات العامة فنجد الانحرافات التي تعود عليها ظاهرة في الشارع وفي المنزل‏,‏ وتنتقل بالطبع إلي الجامعة فيما بعد‏.‏

وأشار أستاذ التربية إلي أن المدرسة والعملية التعليمية تفتقد تربية نشء متعلم من جميع جوانبه‏:‏ عقليا وعاطفيا وجسميا وحركيا‏,‏ ولكن للأسف لا تتجه المدرسة إلا لقياس كم المعلومات التي حصلها المتعلم مهملة لباقي الجوانب المهمة الأخري‏,‏ فإذا كان هذا هو الجانب الأهم في المدرسة فالغش يكون الأساس لتخطي هذه العقبة بيسر‏,‏ وهناك حتي أسلوب الامتحانات الذي يشجع علي الغش بطريقة أخري مثل أسئلة التكملة والخطأ والصواب والاختيار من متعدد وكلها تيسر الغش‏,‏ حيث من السهل علي التلميذ التقاط الإجابة الصحيحة أو وضع احتمال لها فيحصل علي درجات لا يستحقها‏,‏ كما أن مادتي التربية القومية والتربية الدينية مهملتان ويتاح للطالب الغش فيهما عادة لأنهما غير أساسيتين في المجموع وتكون إدارتهما بالغش والتغشيش‏!!‏

diabian.sakr
2008/6/17, 12:21 AM
شكرا يا غالية على الخبر