المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرأة الفلسطينية تتحدى الاحتلال



(المصرى)
2008/11/20, 9:53 PM
http://news.maktoob.com//a_trans/images/loader.gif


http://news.maktoob.com/image2252483_320_235/340X297.jpg


أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت كتاباً جديداً من سلسلة ?أوَلستُ إنساناً?
بعنوان ? معاناة المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي?

. والسلسلة تسعىإلى تقديم صورة متكاملة لمعاناة الإنسان الفلسطيني. وتتميز كتب هذه السلسلة بتصــــميم فني استُخدمت فيه الصور إلى جانب عدد من النصـــــوص الهامة الموضوعة في مربعات خاصة ، كمادة توضيحية في ثـــنايا الكتاب. يقدم الفصل الأول من الكتاب إحصاءات تبين وضع المرأة في المجتمع الفلسطيني وتعكس التأثير السلبي للاحتلال الإسرائيلي عليها ويتحدث عن معاناة المرأة من عنف الاحتلال وانتهاكاته وكمثال على ذلك يذكر الكتاب أن عدد الشهداء الذين سقطوا على أيدي قوات الاحتلال منذ بدء انتفاضة الأقصى 4803 شهداء بينهم 842 طفلاً و163 امرأة ، كما تقبع 98 أسيرة فلسطينية خلف القضبان و 355 طفلاً ومئات المرضى في ظروف صعبة ولا إنسانية. وتعيشُ المرأة الفلسطينية ظروفاً صعبةً فهي مستهدفة أيضاً لمكانتها الاجتماعية الأساسية ودورها في الصمود ورفع المعنويات حيث تشكل عصباً أساسياً في معركة رئيسية للوجود الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي التوسعي ، وهي المعركة الديموغرافية داخل أراضي فلسطين التاريخية التي نجحت المرأة الفلسطينية في إبقاء ميزانها حتى اليوم راجحاً لصالحها. يتحدث الفصل الثاني من الكتاب عن حقوق المرأة في ضوء القانون الدولي والانتهاكات الدولية ويخلص إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك جميع الحقوق التي كفلتها المواثيق الدولية للمرأة بشكل عام. ينقل المؤلف ما ذكره المقرر الخاص بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ سنة 1967 ?بأن الاحتلال والجـــــدار ينتــــهكان حـــقوق المرأة وأن النساء الفلسطينيات يتعرضن بصورة روتينية إلى المضايقة والتخويف وإساءة المعاملة عند نقاط التفتيش والبوابات كما يتعرض للإذلال أمام أسرهن ويتعرضن للعنف الجنسي من قبل المستوطنين?. أما النساء الفلسطينيات المتزوجات من رجال فلسطينيين من داخل أراضي 1948 أو القدس واللاتي رفضت طلباتهن لجمع شمل عائلاتهن فلا يملكن في سبيل الحفاظ على عائلاتهن من التفكك إلا العيش مع أزواجهن بصورة غير قانونية. كما تقوم سلطات الاحتلال بتجريف المزروعات إما كجــــزء مـــن ســــياسة العقوبات أو استعداداً لمصادرتها ، مما يؤثــــر بشـــكل كبير على المرأة الفلسطينية ، التي تعدّ الزراعة مصدراً أساسياً من مصادر دخلها. بالإضافة إلى ذلك عانت المرأة الأَمرَّين من الناحية الصحية ويتحدث الكتاب عن المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية ففي مرحلة ما قبل النكبة يشير الــــكتاب إلى مشـــاركة المرأة الفلسطينية في النضال حيث كان أول نشاط نســـائي في هذا السياق مظاهرة احتجاج في العفولة سنة 1893 على إنشاء مستوطنة يهودية في ذلك الوقت. ثم شكلت معركة البراق سنة 1929 نقطة فارقة في حياة المرأة الفلسطينية حيث عقد أول مؤتمر نسائي فلسطيني في مدينة القدس في العام نفسه وانبثقت عنه اللجنة التنفيذية لجمعية السيدات العربيات. وأنشئ الاتحاد النسائي العربي في القدس. وكان للمرأة الفلسطينية مشاركة فاعلة في ثورة سنة 1936 حيث كان للمرأة دور غير مألوف يتعدى الدور التـــــمويني إلى نــــــقل السلاح ثم التدريب على السلاح. وفي حرب سنة 1948 شكل عدد من النســــوة في يافا فرقة نســــائية ســــــرية باسم ?زهرة الأقحوان? ، تولت الحض على المقاومة وتزويد المقاومين بالأسلحة كما تشكلت جمعية وشهدت الفترة ما بين سنتي 1948 و 1967 تأسيس الاتحاد النسائي الفلسطيني سنة 1964 ، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية سنة 1965 بعد إنشاء منظمة التحرير إلى جانب بعض الجمعيات الخيرية ، لكن في تلك الفترة لم تتبلور حركة نسائية ذات طابع وطــــني اجتماعي على الصعيد الجماهيري في أوساط النساء الفلســــطينيات وظل نشاط الاتحادات والمنظمات والجمعيات الخيرية مقصوراً على أعداد محدودة من النساء عبر اللقاءات والاجتماعات النخبوية أو في إطار الأحزاب السياسية خاصة في المناطق الفقيرة من المدن والقرى والمخيمات. أما ما بين سنتي 1967 و1993 فــــــقد تصـــاعد نشـــــاط المرأة الفلسطينية وفاعليتها واستوعبت فصائل المقاومة معظم العناصر النسوية العاملة في النشاط العام. ونشطت المرأة في الكفاح المسلح على الصـــعيد الوطني الاجتماعي وفي العمل السري المنظم في الضـــــفة والقطاع. مما ميّز تلك الفترة أيضاً مشاركة المرأة في العمل المقاوم والعمليات الاســـــتشهادية ومن أبــــرز الأمثلة على ذلك ، تظاهرة نساء بيت حانون اللاتي خرجن لفك الحصار عن نحو سبعين مقاوماً فلسطينياً كانت قوات الاحتلال تحاصــــرهم في مسجد النصر في شمال شـــــرق قطــــــاع غزة حيــــث كــــانت النســـــاء عـــزلاً لا يحملن أي ســــلاح وتقـــدمن باتجاه المسجد إلا أن الاحتــــلال أطلق النار عليهن بكثافة فسقطت منهن شهيدتان وثماني عشرة جريحة ثلاث منــــــهن بترت أطرافهن السفلى. أما أبرز المشاركات في العمليات الاستشهادية فكانت آيات الأخرس التي كان يفصلها عن حفل زفافها عدة شهور فقط. وبشكل عام فإن كتاب ?معاناة المرأة الفلسطيــــنية? يمثل إضافة نوعية للدراسات المتعلقة بالشأن الفلسطيني وخصوصاً في بعده الإنساني ويتميز الكتاب بمخاطبته للعقل والـــقلب وبتوثــــيقه العلمي للمـــــعلومات وهو ما يؤهــــله للوصــــــــول إلى كـــافة شرائح المجتمع بل إن ترجمته للإنجـــــليزية وغــــــــيرها من اللغات ستخدم بالتأكيد عملية التعريف بالقضية الفلسطينية.
المـــــــــــــصرى


www.beetco.com