المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا فاتنة لبنان !! لا ، لا !! فعلى صدرك رأيت الصليب !! (قصة واقعية)



مُحب الجهاد
2009/7/11, 2:52 PM
زياد شاب سعودي ، لما يتجاوز السابعة عشرة من عمره ، كان ذلك عام 1415هـ ، صاحب عينين واسعتان ، حاد النظرة ، قد أرتسم على شاربه خط خفيف من الشعر، مشاكس ، مرواغ ..



طائرة الخطوط السعودية ، تصل بيروت ، ينزل هو ورفيق دربه سعد ، الشاب الطيب الوديع ، في مغامره محفوفه بالمخاطر في بلد كله فتن !



بعد مرور أيام قليلة ... فتن قلب زياد باللبنانيات ،
إلا أنه لم يفتن كما فتن بتلك المراهقة ... التي كانت تسكن جوار الفندق !




قال له رفيقه سعد مرة :

يا زياد بلاش لكاعة ومشاكسة




وفي مرة وذلك يوم الأحد ، خرج زياد وسعد من الفندق إلى نزه في الأحياء ... وفي الطريق وعن طريق المصادفة مرت تلك الفتاة المراهقة في قبالة الطريق !








فينكس زياد الطريق ويلاحقها ، في حركة لا شعورية ، وقد أخذت منه الفتنة كل ما أخذت !





تحس الفتاة به يلاحقها ، فيروق لها ذلك ، فتسرع في خطاها ، فيسرع خلفها ،،








وفي غياب زياد في جنونه ، وهو مسرع ... يرتطم بجسم صغير !





فيلقيه بعيدا وسط الطريق !





يفيق زياد من سكرته ، ويقف ، وتقف الفتاة المراهقة من بعيد ترمق الموقف ، وقد لفت انتباها توقف الشاب السعودي المراهق .





يلتفت زياد للجسم الذي أرتطم به ، فإذا هي طفلة صغيرة ممزقة الثياب كان في يدها قطعة من الخبز وقد سقطت في الجانب الآخر من الطريق .





يسرع زياد نحوها ، فتلملم ثوبها المرقع لتستر ساقيها ببقايا ثويها المرقع ، فيقف زياد ، تاركا لها فرصة في ستر نفسها وهو متعجب ، ثم تقوم الطفلة بالبحث عن قطعة الخبز التي سقطت منها !







في ذلك الوقت ، تقترب الفتاة المراهقة متظاهرة بتقديم مساعدة متسائلة :



يا حبيبتي ... عما تبحثين ؟



فترد عليها الطفلة : خبزتي .



الفتاة : خبزتك ( وتضحك ) !



عندها تحس الطفلة بالخجل فيحمر وجها .



يتقدم زياد ، متسائلا عما تبحث عنه الطفلة ؟



فتنظر له الفتاة متبسمة وتقول : تبحث عن خبزتها التي سقطت على الأرض ( وتضحك ) !



زياد : أين وقع قطعت الخبز ؟



الفتاة : إنها هناك قرب سلة المهملات ... هناك .



الطفلة تسر بذلك ، وتركض مسرعة نحو القمامة تلتقط قطعة الخبز!



زياد يطلب من الطفلة أن ترمي الخبزة في سلة المهملات ، ويخرج من جيبه عشر دولارات ويقدمها للطفلة ، ولكن الطفلة ترفض ، وتمسك بقطعة الخبز ، وهو يصر عليها ، وهي تصر بالرفض !



عندها تتدخل الفتاة قائلة : دعها يا خليجي وكيفها ، فهؤلاء قذرين .



ثم تنحني كي تربط حذائها ، فيندفع من بين صدرها قلادة فيها صليب !



فيشاهده زياد ، فيتعجب ، ويسألها هل أنت نصرنية ؟



الفتاة : هذا ربنا يسوع ، صلب لأجلنا وعلق على صليب العار ، وحمل خطايانا ، يسوع هو نور العالم ، هو نهر الحياة ، وهو الطريق .



زياد : المصلوب هو ربكم ؟ إذن أنت نصرانية ؟



الفتاة ( وهي تضحك ساخرة ) : أنا مسيحية ، وربنا المخلص الفادي يسوع له المجد ، صلب بإرادته لأنه أحبنا ، لأن الله محبة فهكذا بذلك ابنه الحبيب الوحيد يسوع .



وأنا الآن ذاهبة للكنيسة ... تعال معي لترى الرب ملق على الصليب من أجلنا .



زياد : أيتها الفاتنة ... لالا...... فعلى صدرك رأيت الصليب !



الفتاة ( بغضب ) : أنت كنت تلاحقني ؟!!



زياد : نعم ... لأني أحمق وعاصي ، ولكن الصليب الذي على صدرك ، الذي تسمينه صليب العار ، كشفي لي العار الذي كنت أفعله بسفاهتي ، أرحلي عني ، معاذ الله أن ألحقك أنت وربك المعلق على صليب العار !



الفتاة تجري مبتعدة باكية ، وزياد يدير ظهره متجها نحو رفيقه ، لكن الطفلة الصغيرة تصيح خلفه :



يا عمو .. عمو .



يتوقف زياد ... وينحني لها ، وهو يبتسم تبس النادم المحتقر لنفسه ويقول لها :



نعم ... يا أختي .



الطفلة : عمو ... أنتم من السعودية ؟



زياد ( يتبسم ) : نعم ..... ولما السؤال ؟



الطفلة : عندكم مكة والمدينة .. الله يا حظكم !



زياد ( يحس باحتقار الذات وتقريع الضمير ) : نعم عندنا مكة والمدينة .



الطفلة : يا عمو ... ممكن تأخذني معك لها .



زياد : أبشري ... على فكرة أنت وين ساكنه ؟



الطفلة : مخيم برج البراجنة ... هو هناك ، هل تأتي عندنا تقابل والدي ؟



زياد ( يشاور رفيقه سعد ) : إذا وافق صديقي .



سعد : والله في هذه لا أمانع ، فهي جزء من مغامرة مأمونة ، وليس مثل صاحبتك صاحبة صليب العار !



يتوجه زياد ورفيقه سعد مع الطفلة ، نحو مخيم برج البراجنة ، والطفلة فرحة ، وتتكلم هنا وهناك قائلة : عمو عمو ... إلخ .



ويصلون إلى مخيم برج البراجنة !



يذهل زياد ، ويصدم سعد ، من منظر المخيم !



البيوت مهدمه ، المجاري تجري في الأزقة ، الزبائل في نواحي الطرق مبعثرة ، البيوت مدمرة ، وبعضها مغطى بالقماش ، وبعضها مرقع بالأخشاب ، وقطع المعدن !



الأطفال شبه عراة .



النساء في حالة رثى لها !



الطفلة مسرعة ، سابقة زياد وسعد ، نحو بيتها ، صارخة :



بابا ، بابا ... فيه ضيوف من مكة والمدينة !



يقف زياد ورفيقه عن بيت صغير محطم الأبواب والنوافذ قد رقع بالخشب والكرتون وأغطية البلاستيك .



يخرج الأب مبتسما فرحا يحيي ضيوفه من بلاد الحرمين .



ويدرك الأب نظرة سعد وزياد المتعجبة من الفقر والذل الذي يعيش فيه أهل مخيم برج البراجنة .



فيقول لهما : أظنكما متقززين من بيتنا ، نعم فأنتما من بلد بترولي غني .



زياد : بصراحة ... نحن حزينين جدا على فقركم ، وفي نفس الوقت مبهورين بعزة أنفسكم .



الأب : يا أخي نحن في مأساة ، واضطهاد كبير لا يعلمه إلا القليل .



زياد : أنتم ؟ اللبنانيين ؟!



الأب : نحن اللبنانين أهل السنة والجماعة .



زياد : أهل السنة وجماعة ... طيب أيش دخل هذا بوضعكم الاجتماعي ؟



الأب : القصة طويلة يا بني ، أسأل عنها صبرا وشاتيلا ، اسأل عنها حزب الكتائب المسيحي ، اسأل عنها حزب أمل الباطني .



أنت لا تعلم ما مر به أخوان من أهل السنة والجماعة في لبنان ، النصارى تقف معهم الدول المسيحية الأوروبية ، والشيعة تقف معهم إيران وسوريا ، أما نحن فلا أحد يقف معنا ، وقد صرنا وقود الحرب الأهلية .



أنت يا بني لا تعلم ماذا حصل للفلسطنين هنا !



لو أن الجبال تتكلم لبكت وماتت كمدا .



زياد : كل هذا حصل ويحصل وأنا ...!



كم أحتقر نفسي ، واستصغرها ، كم أنا تائه ، ضعيف ، تافه ، كل هذا يحصل لأخوتي أبناء عقيدتي ، وأنا أجري خلف مسيحية ، لا أفكر إلا بشهوتي وجنوني ؟



الأب : يا بني للاسف الشباب الخليجي ما أكثرهم هنا ولكن ... !



زياد : ولكن يا عمي إلى متى ونحن غافلون ، إلا متى ونحن تافهون ؟؟



الأب : أسأل جدران داري وشبابيكها المخلوعة ، فسوف تجيبك ، كم يصرف الخليجيين على القمار والنوادي الليلة والسهرات الحمراء ، وعلى بنات الهوى ، وفتيات المساجات ، كم يصرفون ؟



لكن لم يكلف أحد منهم أحد يسأل عنا أو يحاول أن يعرف !



زياد : آآآه .



سعد : يجب أن ننقل كل ما شاهدناه لأهلنا .



زياد : نعم .



الأب ( يتبسم ) : أخشى أن لا يستيقظ أهلكم إلا إذا دار الزمان عليهم كما دار علينا ، عندها لن يرحمهم أحد ، فهل سيتعظون ، هل سيستيقظون ؟

AHMED_PC
2009/7/11, 3:15 PM
ان شاء الله هيصحو و هيفوئوا
تسلم علي القصه المفيييده جدا
يارب اهدي كل شباب المسلمين
و نورت المنتدي و يارب موضوعاتك كلها تبئا مميزه

sayedsaid
2009/7/11, 3:35 PM
http://img34.imageshack.us/img34/7782/gazak2.gif

ربانزل
2009/7/11, 5:46 PM
شكراااااااااا لك على القصة المفيدة

مُحب الجهاد
2009/11/30, 8:55 PM
جزاكم الله خيرا ً