رهين
2007/3/29, 8:28 PM
صدق الله العظيم حين قال في محكم كتابه ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ) وبقدر من
التصرف وبعد الاستعاذة بالله العلي العظيم ، سوف نحاول هنا أن نستبدل كلمة ( القرية )
بالقمة والتي حتماً ستفسدها المصالح والصراعات والحسابات الصغيرة لبعض القادة العرب
الذين حتماً سيفسدونها كما أفسدوا غيرها لصالح واشنطن وحسناً فعلت ليبيا حين بادرت قبل
الجميع برفض حضور هذه القمة التي ستعقد في الرياض لأنها أدركت أنها ستكون قمة لتمرير
المخططات الأمريكية في العراق ولبنان وفلسطين بأيدي عربية ، ولعبت فيها أجهزة
المخابرات وعلاقات البعض الخاصة بواشنطن دوراً مؤثراً ، دوراً يؤكد أبعاد المؤامرة وبأنها
قمة أمريكية بامتياز وليست قمة عربية ، قمة سيتم فيها الاتفاق علي مزيد من التنازلات ،
وخاصة البند الخاص بحق اللاجئين في العودة إلى فلسطين ، وهو ما تؤكد إسرائيل أن بعض
الدول العربية ومنها السعودية وافقت عليه في المفاوضات السرية التي عقدت بينهما بعد
هزيمتها أمام حزب الله ، وكان الاتصال مع الموساد وتم الاتفاق على تفاصيل الصفقة في
خليج العقبة 18/9/2006، مقابل رضى واشنطن وإسرائيل أنها قمة للتنازلات المجانية في
كافة قضايا المنطقة وبخاصة ( القضية الفلسطينية ) وسيسقط وإلى غير رجعة ( حق العودة )
وسيتم توطينهم حيث هم .
أولاً :
كان من المفترض أن تكون مصر هي الدولة التي ستعقد فيها القمة الحالية بناءً على قرار قمة
الخرطوم ( مارس 2006 )
ومن ثم يصبح نقل القمة إلى الرياض مخالفة لقرار الجامعة العربية ، وهو السبب الرئيسي
الذي دفع ليبيا إلى الاعتذار عن حضورها لأنها قمة مخالفة لقرارات الجامعة وبالتالي تصبح
قمة غير شرعية ، ومطعون في صحتها ، وهنا يتساءل المراقبون هل قمة بهذا الشكل تصلح
لأن ترأب الصدوع وتوحد الصفوف ، وهي أول من خالف المواثيق والقرارات ؟!
ثم لماذا هذا الإصرار العجيب على عقدها في الرياض بدلاً من القاهرة التي هي دولة المقر
للجامعة ؟ وهل ثمة علاقة بين هذا الإصرار وبين الضغوط الأمريكية المتتالية ( عبر
زيارات كونداليزا رايس ونائب الرئيس ورئيس المخابرات الأمريكية وغيرهم ) على دول
الخليج لتوريطهم في الحرب العدوانية القادمة على إيران ؟ أم أن الأمر له علاقة بالتنسيق
الذي تم بين الإدارة الأمريكية وخمس دول إسلامية هي ( الأردن - السعودية - مصر -
الإمارات - تركيا ) ومعهم إسرائيل حين اجتمعوا في خليج العقبة يوم 18/9/2006 ثم
اجتمعوا ثانيةً في شهر فبراير 2007 على مستوي وزراء المخابرات لكي يرتبوا المحيط
العربي/ الإسرائيلي/ الأمريكي للمؤامرة على سوريا وإيران والمقاومة في لبنان والعراق
وفلسطين ؟ هل القمة لها علاقة بهذا التخطيط وبأن الموافقة عليه في الرياض أشد تأثيراً من
الموافقة عليه في القاهرة ؟ تساؤلات يطرح المراقبون بقوة بعد أن خالفت القمة القادمة مواثيق
وقرارات الجامعة في قمتها السابقة !!
تساؤلات تثار ولا نجد إجابة عليها واضحة شافية من قبل المسؤلين العرب !.
ثانياً :
تثار تساؤلات هامة أيضاً حول تراجع الدور المصري ، وتقدم الدور السعودي على مستوى قضايا المنطقة كافة ، وأن من جملة هذا التراجع
عقد القمة في الرياض بديلاً عن القاهرة ، وأن عدم الرفض المصري لحق أصيل من حقوق الدولة المصرية بناءً على قرار رسمي للجامعة صدر
في قمة الخرطوم 2006، لهو دليل ناصع على تراجع وشحوب للدور السياسي والاستراتيجي المصري أمام صعود الدور السعودي ، ويا ليته صعوداً
في اتجاه النهوض بالأمة ولقضاياها ودفاعاً عن ثوابتها حماية المقاومة البازغة فيها ولكنه للأسف صعوداً لصالح الاستراتيجية الأمريكية ، وحصاراً
للمقاومة ، باسم الاستقرار والتهدئة ، إن القمة القادمة ستكون أداة لتكريس هذا الصعود للدور السعودي / الأمريكي وتراجعاً للدور الوحدوي المصري
على كافة الأصعدة والمستويات وسنشهد بيانات شجب وإدانة لأعمال الإرهاب ( التي هي أعمال مقاومة ) في لبنان وفلسطين والعراق ، الأمر
الذي يصب في النهاية لصالح الأهداف الإسرائيلية والأمريكية ، والقمة في كل هذا مجرد غطاء رسمي عربي لسياسة التنازلات ومنزلقاته في المنطقة .
ثالثاً :
لعل أخطر ما هو مطلوب من القمة القادمة وسوف يتحقق للأسف رغم النفي المتكرر له هو
التنازل عن حق العودة للشعب الفلسطيني ، حق عودة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني إلى
ديارهم ، وما التسريبات الإسرائيلية التي زادت في الأيام الماضية ، حول هذه القضية وموافقة
دول الخليج على مبدأ إسقاط حق اللاجئين حتى ترضى إسرائيل وتقبل بالمبادرة العربية ، وما
هذه التسريبات إلا دليل على خطورة ما يحاك في كواليس السياسة العربية في مجال علاقتها
بإسرائيل ، وخاصة إذا ما اقترنت بأسماء معروفة مثل الأمير بندر بن سلطان ( مسئول جهاز
المخابرات السعودي ) والصانع الحقيقي للقرارات السعودية الأخيرة بما فيها قرار عقد القمة
في الرياض والذي يقل عنه موافقته على مشروع إسقاط حق العودة ، وأنه قد أوحى بهذه
الفكرة للمسئولين الإسرائيليين عندما إلتقاهم سراً ثلاث مرات في الفترة الأخيرة .
إن ادعاء العقلانية والواقعية في القمة القادمة في الرياض في 28/3/2007 سوف يرتبط
بقضية إسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين ، وسيتم ساعتها الترويج لمثل هذه القرارات في
الإعلام الرسمي العربي باعتباره إنجازاً هاماً مثلما حدث مع مبادرة الأمير عبد الله ( الملك
حالياً ) في بيروت عام 2004 وتقديمها للرأي العام العربي بأوسع عملية دعاية كان أحد
أركانها الكاتب الأمريكي الشهير ( توماس فريدمان ) والذي قيل أنه هو الذي أعد المبادرة
وسوق لها في حينها وليست السعودية، الأمر سيتم بنفس الطريقة وبذات الوتيرة الإعلامية
وسيلعب المال النفطي دوره المدمر في هذا الصدد .
هنا يربط المراقبون بين عملية التوريط المتدرج لحركة حماس في لعبة السياسة والحكم وهي
التي نشأت في الأصل كحركة مقاومة ، توريطها بهدف سحب روحها المقاومة في ألعاب لا
تتقنها ولا ينبغي لها أن تتقنها من الأصل ، وهي ألعاب السياسة ، وطريقها المليء بالتنازلات
والأخطاء ، وما اتفاق مكة بين حماس وفتح رغم ظاهره البريء الرامي للوحدة الوطنية ، وما
هذا الاتفاق سوى أحد أبرز تجليات لعبة توريط المقاومين في ألاعيب السياسة وفتن الحكم
والمناصب ، رغم أن أرض المقاومين ( هي بالمناسبة بها أولى القبلتين ... وأما القبلة الثانية
في السعودية الراعية لهذا الخيار البائس : خيار السلام والديمقراطية تحت حراب الاحتلال !!
لا يمكن فصل القضايا عن بعضها البعض ، فما أوله مبادرة تقبل بنصف فلسطين التاريخية
ستكون خاتمته حتماً خارطة الطريق واتفاق مكة ، وإسقاط قضايا ( القدس- اللاجئين –
السيادة - المستوطنات ) وهذه هي مهمة القمة القادمة بشأن فلسطين التي يعدها الكثيرين
بمثابة القضية المركزية لأمة العربية
رابعاً :
إن الهزيمة الأمريكية الواضحة قي العراق ، ومن قبل في لبنان ( حرب الصيف ) دفعت
بعض الأنظمة العربية المسماة بالمعتدلة للموافقة بلا شروط على خطة واشنطن لفرض الأمن
في العراق ، ولتمرير المحكمة الدولية بشأن قتل الحريري والشروط التعجيزية التي تنقص
سيادة لبنان . هذه الأنظمة ستكون هي القائدة للقمة القادمة ، الأمر الذي سيدفعها لتأمين أوسع
موافقة عربية على هذه الخطة أو المؤامرة الأمريكية ، وسيتم ذلك أيضاً باسم الواقعية ( وهي
إن شئنا الدقة اللغوية ليست سوى وقوعية في الأسر والرؤية الأمريكية ) وسيخرج علينا
الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ليتحدث بلغة فخيمة كعادته قائلاً بأنه قد حقق
إنجازاً رغم أن الحال العربي مله لم يشهد إنجازا يذكر طيلة تولي سيادته الأمانة العامة لهذه
الجامعة المسكينة . إننا إذن أمام قمة أمريكية بامتياز ، قمة غير شرعية في مكان انعقادها
وغير مثمرة في نتائجها المرجوة فلماذا تعقد من الأساس ! ، ولماذا تزيد المواطن العربي
إحباطاً بهذا . قمم لا تغني ولا تسمن من جوع !!
أليس من العار أن نكون نحن ( العرب ) هم من يحاصرون الشعب الفلسطيني نيابة عن العدو
الإسرائيلي ترى ما هو السبب ؟!! هل هو الخوف من قيام هذا الشعب بأعمال إرهابية ضدنا
نحن الجيران له ؟ وهل في التاريخ القديم أو المعاصر ما يسند هذه الحجة البليدة التي لا معنى
ولا دليل عليها ؟ أليس من العار أن تتحول معابر المرور بين فلسطين والبلاد العربية
وبخاصة مع الأردن ومصر إلى معابر للعذاب والإهانة والحجر لآلاف الفلسطينيين المرضى
أو الذاهبون إلى إنجاز مصالحهم الحياتية ؟ ألا يكفى هذا الشعب ما يعانيه من إهانات وحصار
وتدمير واغتيال على أيدي الصهاينة ؟
ألا يعلم أولئك الذين يمنعون أو يعذبون الفلسطينيين على هذه المعابر أنها المنفذ الوحيد أمام
مليون ونصف فلسطيني في غزة وحدها تجاه العالم !! .
أطرح هذه الأسئلة ، والقلب ينفرط بعد مئات الشكاوى والوقائع التي حدثت منذ سنوات على
معبر رفح والتي كان أخرها ما تابعناه من تلك المظاهرة الضخمة التي قادها (
المرضى ) .. نعم المرضى والمصابين الفلسطينيين أمام السفارة المصرية في غزة
احتجاجاً على المهانة التي يتعرضون لها عند محاولتهم العبور من منفذ رفح إلى مصر،
يتعرضون لها باسم الحفاظ على الأمن وهى ( حجة كاذبة ) لم تعد تنطلي على أحد ..
كانت المظاهرة يوم (10/3/2007) ، في هذه المظاهرة قال الناطق باسم لجان المقاومة
الشعبية " أبو مجاهد " في مؤتمر صحفي نقلته صحيفة الحياة اللندنية ( 11/3/2007 )
وعقده أمام مقر مكتب تمثيل مصر في الأراضي الفلسطينية أن " معبر رفح تحول إلى
وسيلة أخرى لإذلال شعبنا وإحباط عزيمته ، ومعاقبته من دون ذنب ".
وأضاف أبو مجاهد مخاطباً حشداً من المواطنين والمعاقين والمصابين الذين حضروا
بكراسيهم المتحركة للمشاركة في التظاهرة أمام مكتب التمثيل في حي الرمال الشمالي بمدينة
غزة : " كنا نأمل من الأخوة المصريين أن يكونوا السند التاريخي والحضن الدافئ لأطفالنا
وجرحانا وأبناء شعبناً عموماً ".
وقال : " لا توجد أي تسهيلات لسفر مرضانا وجرحانا ، بل يعامل المصاب وكأنه خطر أمنى
، وكثيراً ما أعيد جرحانا ( منعوا من السفر ) من دون تفسير أو سبب ، ووصف " أبو
مجاهد " التظاهرة بأنها رسالة محبة للأخوة المصريين نطالبهم من خلالها الوقوف أمام
مسئولياتهم .
وتقدم التظاهرة عدد من قادة لجان المقاومة الشعبية والناطقين باسمها وقادة كتيبة المجاهدين ،
وقادة كتائب الأقصى – القيادة المشتركة ، فيما عززت الشرطة الفلسطينية إجراءاتها الأمنية
حول مقر مكتب التمثيل المصري ونشرت عشرات رجال الشرطة المدججين بالسلاح ، الذين
وقف عدد منهم سداً منيعاً أمام بوابة المكتب ، في حين أغلقت سيارات الشرطة الشارع الذي
يقع فيه المكتب ومنعت السيارات من اجتيازه
واستنكر " أبو مجاهد " منع أبناء شعبنا الفلسطينى ممن هم دون سن الأربعين من السفر
لمواصلة تعليمهم أو قضاء مصالحهم .
وتأكيداً لهذه الحال من المعاناة قال بيان صادر عن الجرحى وعوائل المتضررين على معبر
رفح : " يعامل مجاهدونا المسافرون معاملة فيها التضييق والمساءلة في وقت كان يفترض فيه
أن نعامل باحترام وتقدير من الشعوب العربية كافة ، ومصر خصوصاً لما يمثلونه من دور
تاريخي في المواجهة بين الأمة العربية وهذا الكيان الغاصب " ، كما طالب البيان بـ " فتح
طريق آمنة لجرحانا تحفظ لهم كرامتهم وصحتهم كي يواصلوا علاجهم في مستشفيات الدول
العربية المختلفة " ورفع المتظاهرون شعارات مكتوبة منها " لا للموت البطئ على معبر رفح
" و " تجمعنا العروبة والإسلام فما الذي يمنعنا من العلاج " و " نطالب الأخوة المصريين بعدم
تشديد الحصار على شعبنا الفلسطيني المجاهد ".
بدوره طالب المسئول الإعلامي في لجان المقاومة الشعبية " أبو السعيد " برفع الحظر الأمني
عن كل فلسطيني غير متورط في أعمال مخالفة للقانون في مصر، معتبراً أن مصر هي
العمق الأمني الاستراتيجي للشعب الفلسطيني ولا نقبل أن يتم انتهاكه أو التعرض إليه
بعد كل هذه الكلمات ، والآهات للمصابين والمعاقين ، هل يجوز أخلاقياً أو وطنياً أو حتى
مصلحياً أن نمنع أو نعذب أخوانا الفلسطينيين على معابر الحدود وبخاصة هذا المعبر وكأننا
أشد ضراوة عليهم من اليهود أنفسهم ؟ ومن هو هذا المسئول الذي تسبب في وضع كل هذه
القيود والعراقيل أمام حركتهم لكي يصلوا إلى بلدهم الثاني مصر ؟ ألا يدرك هذا المسئول أن
مثل هذه الإجراءات العقيمة تنعكس سلباً على المشاعر والعلاقات وتخلق الضغينة وتنشئ
العداء وربما الأعمال العدوانية الحمقاء من البعض ؟ ألا يدرك أن مثل هذه التصرفات
والقرارات تؤدى بالتبعية إلى تراجع للدور المصري السياسي والاستراتيجي في فلسطين
وتآكل لمنزلته مع تقدم لأدوار دول أخرى كان آخرها السعودية ، نرجوكم أعيدوا الاحترام
لدوركم بإعادة الاحترام لهذا الشعب العظيم المضحى والراغب في التواصل معكم ومع مصر
عبر هذا المنفذ الوحيد له في العالم .. ولا تدعوه يكفر بعروبته ، ويذهب بعيداً إلى حيث لا
تحبون ولا يحب هو !
نرجوكم افهموا الموضوع وتعاملوا معها بوعي أكثر !
التصرف وبعد الاستعاذة بالله العلي العظيم ، سوف نحاول هنا أن نستبدل كلمة ( القرية )
بالقمة والتي حتماً ستفسدها المصالح والصراعات والحسابات الصغيرة لبعض القادة العرب
الذين حتماً سيفسدونها كما أفسدوا غيرها لصالح واشنطن وحسناً فعلت ليبيا حين بادرت قبل
الجميع برفض حضور هذه القمة التي ستعقد في الرياض لأنها أدركت أنها ستكون قمة لتمرير
المخططات الأمريكية في العراق ولبنان وفلسطين بأيدي عربية ، ولعبت فيها أجهزة
المخابرات وعلاقات البعض الخاصة بواشنطن دوراً مؤثراً ، دوراً يؤكد أبعاد المؤامرة وبأنها
قمة أمريكية بامتياز وليست قمة عربية ، قمة سيتم فيها الاتفاق علي مزيد من التنازلات ،
وخاصة البند الخاص بحق اللاجئين في العودة إلى فلسطين ، وهو ما تؤكد إسرائيل أن بعض
الدول العربية ومنها السعودية وافقت عليه في المفاوضات السرية التي عقدت بينهما بعد
هزيمتها أمام حزب الله ، وكان الاتصال مع الموساد وتم الاتفاق على تفاصيل الصفقة في
خليج العقبة 18/9/2006، مقابل رضى واشنطن وإسرائيل أنها قمة للتنازلات المجانية في
كافة قضايا المنطقة وبخاصة ( القضية الفلسطينية ) وسيسقط وإلى غير رجعة ( حق العودة )
وسيتم توطينهم حيث هم .
أولاً :
كان من المفترض أن تكون مصر هي الدولة التي ستعقد فيها القمة الحالية بناءً على قرار قمة
الخرطوم ( مارس 2006 )
ومن ثم يصبح نقل القمة إلى الرياض مخالفة لقرار الجامعة العربية ، وهو السبب الرئيسي
الذي دفع ليبيا إلى الاعتذار عن حضورها لأنها قمة مخالفة لقرارات الجامعة وبالتالي تصبح
قمة غير شرعية ، ومطعون في صحتها ، وهنا يتساءل المراقبون هل قمة بهذا الشكل تصلح
لأن ترأب الصدوع وتوحد الصفوف ، وهي أول من خالف المواثيق والقرارات ؟!
ثم لماذا هذا الإصرار العجيب على عقدها في الرياض بدلاً من القاهرة التي هي دولة المقر
للجامعة ؟ وهل ثمة علاقة بين هذا الإصرار وبين الضغوط الأمريكية المتتالية ( عبر
زيارات كونداليزا رايس ونائب الرئيس ورئيس المخابرات الأمريكية وغيرهم ) على دول
الخليج لتوريطهم في الحرب العدوانية القادمة على إيران ؟ أم أن الأمر له علاقة بالتنسيق
الذي تم بين الإدارة الأمريكية وخمس دول إسلامية هي ( الأردن - السعودية - مصر -
الإمارات - تركيا ) ومعهم إسرائيل حين اجتمعوا في خليج العقبة يوم 18/9/2006 ثم
اجتمعوا ثانيةً في شهر فبراير 2007 على مستوي وزراء المخابرات لكي يرتبوا المحيط
العربي/ الإسرائيلي/ الأمريكي للمؤامرة على سوريا وإيران والمقاومة في لبنان والعراق
وفلسطين ؟ هل القمة لها علاقة بهذا التخطيط وبأن الموافقة عليه في الرياض أشد تأثيراً من
الموافقة عليه في القاهرة ؟ تساؤلات يطرح المراقبون بقوة بعد أن خالفت القمة القادمة مواثيق
وقرارات الجامعة في قمتها السابقة !!
تساؤلات تثار ولا نجد إجابة عليها واضحة شافية من قبل المسؤلين العرب !.
ثانياً :
تثار تساؤلات هامة أيضاً حول تراجع الدور المصري ، وتقدم الدور السعودي على مستوى قضايا المنطقة كافة ، وأن من جملة هذا التراجع
عقد القمة في الرياض بديلاً عن القاهرة ، وأن عدم الرفض المصري لحق أصيل من حقوق الدولة المصرية بناءً على قرار رسمي للجامعة صدر
في قمة الخرطوم 2006، لهو دليل ناصع على تراجع وشحوب للدور السياسي والاستراتيجي المصري أمام صعود الدور السعودي ، ويا ليته صعوداً
في اتجاه النهوض بالأمة ولقضاياها ودفاعاً عن ثوابتها حماية المقاومة البازغة فيها ولكنه للأسف صعوداً لصالح الاستراتيجية الأمريكية ، وحصاراً
للمقاومة ، باسم الاستقرار والتهدئة ، إن القمة القادمة ستكون أداة لتكريس هذا الصعود للدور السعودي / الأمريكي وتراجعاً للدور الوحدوي المصري
على كافة الأصعدة والمستويات وسنشهد بيانات شجب وإدانة لأعمال الإرهاب ( التي هي أعمال مقاومة ) في لبنان وفلسطين والعراق ، الأمر
الذي يصب في النهاية لصالح الأهداف الإسرائيلية والأمريكية ، والقمة في كل هذا مجرد غطاء رسمي عربي لسياسة التنازلات ومنزلقاته في المنطقة .
ثالثاً :
لعل أخطر ما هو مطلوب من القمة القادمة وسوف يتحقق للأسف رغم النفي المتكرر له هو
التنازل عن حق العودة للشعب الفلسطيني ، حق عودة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني إلى
ديارهم ، وما التسريبات الإسرائيلية التي زادت في الأيام الماضية ، حول هذه القضية وموافقة
دول الخليج على مبدأ إسقاط حق اللاجئين حتى ترضى إسرائيل وتقبل بالمبادرة العربية ، وما
هذه التسريبات إلا دليل على خطورة ما يحاك في كواليس السياسة العربية في مجال علاقتها
بإسرائيل ، وخاصة إذا ما اقترنت بأسماء معروفة مثل الأمير بندر بن سلطان ( مسئول جهاز
المخابرات السعودي ) والصانع الحقيقي للقرارات السعودية الأخيرة بما فيها قرار عقد القمة
في الرياض والذي يقل عنه موافقته على مشروع إسقاط حق العودة ، وأنه قد أوحى بهذه
الفكرة للمسئولين الإسرائيليين عندما إلتقاهم سراً ثلاث مرات في الفترة الأخيرة .
إن ادعاء العقلانية والواقعية في القمة القادمة في الرياض في 28/3/2007 سوف يرتبط
بقضية إسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين ، وسيتم ساعتها الترويج لمثل هذه القرارات في
الإعلام الرسمي العربي باعتباره إنجازاً هاماً مثلما حدث مع مبادرة الأمير عبد الله ( الملك
حالياً ) في بيروت عام 2004 وتقديمها للرأي العام العربي بأوسع عملية دعاية كان أحد
أركانها الكاتب الأمريكي الشهير ( توماس فريدمان ) والذي قيل أنه هو الذي أعد المبادرة
وسوق لها في حينها وليست السعودية، الأمر سيتم بنفس الطريقة وبذات الوتيرة الإعلامية
وسيلعب المال النفطي دوره المدمر في هذا الصدد .
هنا يربط المراقبون بين عملية التوريط المتدرج لحركة حماس في لعبة السياسة والحكم وهي
التي نشأت في الأصل كحركة مقاومة ، توريطها بهدف سحب روحها المقاومة في ألعاب لا
تتقنها ولا ينبغي لها أن تتقنها من الأصل ، وهي ألعاب السياسة ، وطريقها المليء بالتنازلات
والأخطاء ، وما اتفاق مكة بين حماس وفتح رغم ظاهره البريء الرامي للوحدة الوطنية ، وما
هذا الاتفاق سوى أحد أبرز تجليات لعبة توريط المقاومين في ألاعيب السياسة وفتن الحكم
والمناصب ، رغم أن أرض المقاومين ( هي بالمناسبة بها أولى القبلتين ... وأما القبلة الثانية
في السعودية الراعية لهذا الخيار البائس : خيار السلام والديمقراطية تحت حراب الاحتلال !!
لا يمكن فصل القضايا عن بعضها البعض ، فما أوله مبادرة تقبل بنصف فلسطين التاريخية
ستكون خاتمته حتماً خارطة الطريق واتفاق مكة ، وإسقاط قضايا ( القدس- اللاجئين –
السيادة - المستوطنات ) وهذه هي مهمة القمة القادمة بشأن فلسطين التي يعدها الكثيرين
بمثابة القضية المركزية لأمة العربية
رابعاً :
إن الهزيمة الأمريكية الواضحة قي العراق ، ومن قبل في لبنان ( حرب الصيف ) دفعت
بعض الأنظمة العربية المسماة بالمعتدلة للموافقة بلا شروط على خطة واشنطن لفرض الأمن
في العراق ، ولتمرير المحكمة الدولية بشأن قتل الحريري والشروط التعجيزية التي تنقص
سيادة لبنان . هذه الأنظمة ستكون هي القائدة للقمة القادمة ، الأمر الذي سيدفعها لتأمين أوسع
موافقة عربية على هذه الخطة أو المؤامرة الأمريكية ، وسيتم ذلك أيضاً باسم الواقعية ( وهي
إن شئنا الدقة اللغوية ليست سوى وقوعية في الأسر والرؤية الأمريكية ) وسيخرج علينا
الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ليتحدث بلغة فخيمة كعادته قائلاً بأنه قد حقق
إنجازاً رغم أن الحال العربي مله لم يشهد إنجازا يذكر طيلة تولي سيادته الأمانة العامة لهذه
الجامعة المسكينة . إننا إذن أمام قمة أمريكية بامتياز ، قمة غير شرعية في مكان انعقادها
وغير مثمرة في نتائجها المرجوة فلماذا تعقد من الأساس ! ، ولماذا تزيد المواطن العربي
إحباطاً بهذا . قمم لا تغني ولا تسمن من جوع !!
أليس من العار أن نكون نحن ( العرب ) هم من يحاصرون الشعب الفلسطيني نيابة عن العدو
الإسرائيلي ترى ما هو السبب ؟!! هل هو الخوف من قيام هذا الشعب بأعمال إرهابية ضدنا
نحن الجيران له ؟ وهل في التاريخ القديم أو المعاصر ما يسند هذه الحجة البليدة التي لا معنى
ولا دليل عليها ؟ أليس من العار أن تتحول معابر المرور بين فلسطين والبلاد العربية
وبخاصة مع الأردن ومصر إلى معابر للعذاب والإهانة والحجر لآلاف الفلسطينيين المرضى
أو الذاهبون إلى إنجاز مصالحهم الحياتية ؟ ألا يكفى هذا الشعب ما يعانيه من إهانات وحصار
وتدمير واغتيال على أيدي الصهاينة ؟
ألا يعلم أولئك الذين يمنعون أو يعذبون الفلسطينيين على هذه المعابر أنها المنفذ الوحيد أمام
مليون ونصف فلسطيني في غزة وحدها تجاه العالم !! .
أطرح هذه الأسئلة ، والقلب ينفرط بعد مئات الشكاوى والوقائع التي حدثت منذ سنوات على
معبر رفح والتي كان أخرها ما تابعناه من تلك المظاهرة الضخمة التي قادها (
المرضى ) .. نعم المرضى والمصابين الفلسطينيين أمام السفارة المصرية في غزة
احتجاجاً على المهانة التي يتعرضون لها عند محاولتهم العبور من منفذ رفح إلى مصر،
يتعرضون لها باسم الحفاظ على الأمن وهى ( حجة كاذبة ) لم تعد تنطلي على أحد ..
كانت المظاهرة يوم (10/3/2007) ، في هذه المظاهرة قال الناطق باسم لجان المقاومة
الشعبية " أبو مجاهد " في مؤتمر صحفي نقلته صحيفة الحياة اللندنية ( 11/3/2007 )
وعقده أمام مقر مكتب تمثيل مصر في الأراضي الفلسطينية أن " معبر رفح تحول إلى
وسيلة أخرى لإذلال شعبنا وإحباط عزيمته ، ومعاقبته من دون ذنب ".
وأضاف أبو مجاهد مخاطباً حشداً من المواطنين والمعاقين والمصابين الذين حضروا
بكراسيهم المتحركة للمشاركة في التظاهرة أمام مكتب التمثيل في حي الرمال الشمالي بمدينة
غزة : " كنا نأمل من الأخوة المصريين أن يكونوا السند التاريخي والحضن الدافئ لأطفالنا
وجرحانا وأبناء شعبناً عموماً ".
وقال : " لا توجد أي تسهيلات لسفر مرضانا وجرحانا ، بل يعامل المصاب وكأنه خطر أمنى
، وكثيراً ما أعيد جرحانا ( منعوا من السفر ) من دون تفسير أو سبب ، ووصف " أبو
مجاهد " التظاهرة بأنها رسالة محبة للأخوة المصريين نطالبهم من خلالها الوقوف أمام
مسئولياتهم .
وتقدم التظاهرة عدد من قادة لجان المقاومة الشعبية والناطقين باسمها وقادة كتيبة المجاهدين ،
وقادة كتائب الأقصى – القيادة المشتركة ، فيما عززت الشرطة الفلسطينية إجراءاتها الأمنية
حول مقر مكتب التمثيل المصري ونشرت عشرات رجال الشرطة المدججين بالسلاح ، الذين
وقف عدد منهم سداً منيعاً أمام بوابة المكتب ، في حين أغلقت سيارات الشرطة الشارع الذي
يقع فيه المكتب ومنعت السيارات من اجتيازه
واستنكر " أبو مجاهد " منع أبناء شعبنا الفلسطينى ممن هم دون سن الأربعين من السفر
لمواصلة تعليمهم أو قضاء مصالحهم .
وتأكيداً لهذه الحال من المعاناة قال بيان صادر عن الجرحى وعوائل المتضررين على معبر
رفح : " يعامل مجاهدونا المسافرون معاملة فيها التضييق والمساءلة في وقت كان يفترض فيه
أن نعامل باحترام وتقدير من الشعوب العربية كافة ، ومصر خصوصاً لما يمثلونه من دور
تاريخي في المواجهة بين الأمة العربية وهذا الكيان الغاصب " ، كما طالب البيان بـ " فتح
طريق آمنة لجرحانا تحفظ لهم كرامتهم وصحتهم كي يواصلوا علاجهم في مستشفيات الدول
العربية المختلفة " ورفع المتظاهرون شعارات مكتوبة منها " لا للموت البطئ على معبر رفح
" و " تجمعنا العروبة والإسلام فما الذي يمنعنا من العلاج " و " نطالب الأخوة المصريين بعدم
تشديد الحصار على شعبنا الفلسطيني المجاهد ".
بدوره طالب المسئول الإعلامي في لجان المقاومة الشعبية " أبو السعيد " برفع الحظر الأمني
عن كل فلسطيني غير متورط في أعمال مخالفة للقانون في مصر، معتبراً أن مصر هي
العمق الأمني الاستراتيجي للشعب الفلسطيني ولا نقبل أن يتم انتهاكه أو التعرض إليه
بعد كل هذه الكلمات ، والآهات للمصابين والمعاقين ، هل يجوز أخلاقياً أو وطنياً أو حتى
مصلحياً أن نمنع أو نعذب أخوانا الفلسطينيين على معابر الحدود وبخاصة هذا المعبر وكأننا
أشد ضراوة عليهم من اليهود أنفسهم ؟ ومن هو هذا المسئول الذي تسبب في وضع كل هذه
القيود والعراقيل أمام حركتهم لكي يصلوا إلى بلدهم الثاني مصر ؟ ألا يدرك هذا المسئول أن
مثل هذه الإجراءات العقيمة تنعكس سلباً على المشاعر والعلاقات وتخلق الضغينة وتنشئ
العداء وربما الأعمال العدوانية الحمقاء من البعض ؟ ألا يدرك أن مثل هذه التصرفات
والقرارات تؤدى بالتبعية إلى تراجع للدور المصري السياسي والاستراتيجي في فلسطين
وتآكل لمنزلته مع تقدم لأدوار دول أخرى كان آخرها السعودية ، نرجوكم أعيدوا الاحترام
لدوركم بإعادة الاحترام لهذا الشعب العظيم المضحى والراغب في التواصل معكم ومع مصر
عبر هذا المنفذ الوحيد له في العالم .. ولا تدعوه يكفر بعروبته ، ويذهب بعيداً إلى حيث لا
تحبون ولا يحب هو !
نرجوكم افهموا الموضوع وتعاملوا معها بوعي أكثر !