المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إحرمهم ولو من جنيه!!



MaR MaR
2007/6/1, 12:34 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,
كيف حالكم يا شباب ,

المقاطعة , أتذكرون هذه الكلمة؟ لربما وجدت بيننا من سمع عنها, و قلة قليلة ممن يتذكرها , و اقل ممن قام بها , و اقل ممن داوم عليها, و عموما , أنا فضلت أن انشر لكم الرسالة بدون تحريف …..

هذا المقال عبارة عن رسالة قرأتها لأخ مصري ""د. شريف عبد الكريم محمد مجابا عليها من د. أحمد خالد توفيق"" عن المقاطعة, رسالة قوية جميلة قوية الحجة,

الرسالة:

((((( اذكر أنني حين بدأت المقاطعة و في اقل من أسبوع واحد من اشتعال فتيلها كنت اسمع الكثير من أحاديث الشباب حول جدوى المقاطعة من البداية, و ما سوف يقع على العامل العربي المسكين من مصائب إذا لم اشتر المشروب الفلاني أو الوجبة العلانية حتى انتابني الشعور بان شراء هذه المنتجات ليس فقط أمرا طبيعيا بل ربما هو من صميم العمل الوطني و أني إن لم أجد في جيبي ثمن هذه الوجبة الوطنية فاني بالتالي اضر بمصلحة أبناء بلدي و اقتصاد الوطن الذي له انتمي حتى لو لم أكن له مقاطعا .. انه ذات الشعور الهزلي أنهم حين يشربون أو يأكلون تلك المنتجات فإنهم يفعلون ذلك في حماس بل و ربما يسمع احدهم موسيقى رأفت الهجان ترن في أذنه لتملاه حماسا و وطنية ليطلب المزيد !! (طبعا لا اشمل الكل بكلامي هذا و إلا كنت ظالما).
***************************************************************** **
قال لي احدهم و هو يشرب من الزجاجة الفلانية في تلذذ :
- انت كده بتقفل بيوت ناس غلابة كتير.
ثم يتذكر شيئا مهما آخر فيردف قبل أن تحاوره في جدال عقيم حول ما قال :
- ثم انت مش عارف ان اقتصاد الناس دي قوي جدا و مش هيتاثر لا بالمقاطعة و لا بالكلام الفارغ ده؟.
و يأخذ رشفة أخرى من مشروبه الأثير في استمتاع ثم يهز رأسه شاعرا بالسعادة لما يتمتع به من وعي يرى به مالا يراه غيره من بواطن الأمور .....

حسنا .. لقد سمعت هذا الكلام المؤثر كثيرا في ذلك الوقت حتى أنني لن أتعجب لو عرفت أن أصحاب هذه الشركات هم أنفسهم من يتولى النزول إلى الشارع لإقناع الشباب بهذا الرأي كما يحدث في الحملات الانتخابية او ان بعض من حولي لهم نصيب من أسهم تلك الشركات المذكورة !!!!
ولا أكذبكم خبرا حين أقول أنني عندما كنت اسمع هذا الكلام المثبط ينتابني احباط لا حدود له .. ربما لان سلاح المقاطعة هو أسهل و ابسط أسلحة الحروب .. سلاح بلا دماء أو الم , بل و الأدهى بلا أموال أو نفقات .. سلاح لا يعاقب عليه القانون و لا يمكن أن يجبرك احد على تركه لأنك حر فيما تأكل أو تشرب ..
قال لي شاب آخر وهو يتلمظ بعد أن ملأ بطنه بالوجبة العلانية :
- يا عم طب دا احنا كل حاجة حوالينا امريكاني .. هنبطل يعني كمبيوترات و كاميرات و موبايلات و مصانع و و و و ...
ثم يرشف رشفة من المشروب الفلاني حتى يبتلع ما تناوله من الوجبة العلانية .. و يبتسم في فخر شاعرا انه قد أكمل حجته و أسبابه في رفض مبدأ المقاطعة المهترىء ..

و تزداد مرارتي .. امسك أوراقي و اسطر عليها ما يجول في خاطري حتى لا اجن .. ربما يقرؤها البعض يوما فيفهم ما أري قوله .. يفهم أن القضية اكبر مما نراه بكثير .. و أن المعنى أعمق من هذا بكثير ..
*********************************************************
جال بذهني ذات مرة ما سوف اسرده الآن في اختصار :
كنت أقول لنفسي حقا ما هذا الذي نفعله ؟ أننا حتى لا نقول لا .. لا نقوى على ان نقاوم و لا نعرف حتى كيف تقاوم الشعوب ؟ أي شعب على هذه الأرض يحمل قدرا و لو كان ضئيلا من الاحترام لنفسه و كيانه لابد و أن يرفض و أن يقاوم و هو يقاد حثيثا إلى المذبح لا أن يبتسم في سماجة و ان يسن لقاتله السكين كي يكون شديد الرضا عنه حين يذبحه !! لابد أن العالم بأسره يحسد إسرائيل على أن يكون عدوها في متناول اليد هكذا ..
لا .. ليس الأمر كذلك .. الأدهى من ذلك انه لا يذبحني أنا و إلا كنت مغفلا لكنني في الحقيقة أنوله السلاح كي يذبح أخي المطحون في فلسطين و في العراق فلا أكون مغفلا .. في الحقيقة أكون مغفلا و خائنا أناول قاتلي الرصاص كي يحصد أرواح الأبرياء ثم يغتصب النساء و يبقر بطون الحوامل و يضرب الأطفال الرضع بالحائط لينتهي بعد ذلك من مهمته السامية كي يتلقى في النهاية المكافآت و الحوافز على ما أنجزه من عمل شجاع .. و لربما ساهمنا من اجل توفير حوافز لأفراد الجيش الإسرائيلي حتى يؤدوا عملهم بصورة أفضل في المرات القادمة !!!!
أحقا لا نقدر على الرفض مجرد الرفض للكيان الأمريكي الصهيوني ؟ لا نقدر على أن نرفض بل و نكره هذا المنتج أو ذاك لأنه ينتمي إلى بلد تعامل شعبنا كقطيع من الدواب و تنصر عدوا في كل شاردة و واردة .. ربما لن يخسروا الكثير لكنهم على الأقل سيشعرون أن العرب ليسوا جماعة من البدو المغيبين و أنهم يملكون المبدأ و الإيمان بقضيتهم .. أنهم شعب راق يملك إرادة الرفض لما لا يريد .. هذا ما يكسبنا ما نحتاجه الآن و بشدة .. احترام النفس .. اعني أن تشعر باحترامك لنفسك و لإرادتك و مبدئك الذي يحد هويتنا جميعا و يربطنا يبعضنا البعض ..
أحيانا أفكر : إذا كان هذا ما نقول لأنفسنا فماذا نقول للخالق عز و جل حين يأتي حسابه على كل قرش أعطيناه <- راضيين -> للأمريكيين و اليهود في مقابل لا شيء .. ندفع لكي نبيع .. نبيع كرامتنا و يا لها من صفقة عجيبة .. ليس أمامنا أمام الله إلا تلك الحجج الواهية .. فترى هل تشفع ؟!!!
****************************************************
في مرة فقدت أعصابي .. و هو مالا أميل إليه إطلاقا لكن و لابد سوف تتعرض له حين تستمع إلى اثنين في آن واحد ..
يقول الأول وهو منهمك في الأكل- نعم في المطعم إياه - :
- لسوف تفلس هذه الشركات , أين وطنيتك ؟ أين خوفك على أبناء بلدك ؟ آلا ترحم ؟.
في حين يقول الثاني و هو يتبحر في القائمة التي أمامه كي ينهل منها صنفا جديدا :
- مازلت أرى أن هذه الشركات لن تتأثر كثيرا بهذه الحملة .. خذها مني كلمة .. إنهم أعمدة ضخمة لا تهتز أبدا.
فيروق له التعبير و يكتفي بهذا القدر من الحديث ليركز في القائمة أمامه ..

بدا لي أنني لم انفعل بلا سبب .. إنني – على ما اعتقد – اسمع كلاما متناقضا .. صديقي الذي يأكل يهول و الذي يقرا يسفه .. إن هذا لطيف حقا .. استدرت إلى الأول و كان مازال يأكل .. قلت في تركيز :
- بخصوص الشركات التي تظن أنها ستفلس و ستشرد عمالتها سأقول لك : << أولا : لا تخف على هذه الشركات فهي لن تفلس .. تذكر القرى السياحية و فنادق الخمس نجوم و الشركات الكبرى التي تتعامل معها هذه الشركات و ستدرك أنها لن تفلس .. فارتح بالا و قاطع و أنت مطمئن .. >>.
يقول متعجبا : << إذن .. لم كل هذا ؟ مادمت تقول هذا ؟ >>
- << إن هذه الشركات لن تفلس لكن ستشعر و تتأثر و ستعرف أن الشباب العربي – و نحن منهم – يجيد أشياء أخرى غير العبث و التسكع في الشوارع و تقليد الغرب في أشذ ما يفعلون . و على كل حال فان أموالك التي ستكف عن صرفها على هذه المنتجات لابد وانك ستنفقها على شراء منتجات أخرى .. اعني انتعاشا في إنتاج و استهلاك هذه الشركات و فتح أسواق اكبر لعملها .. اعنا متطلبات العمالة لديها .. أليست هذه عمالة أيضا ؟ أن الأمور ليست سيئة دائما >>
- << اطمئن فانك لن تدخر قرشا في جيبك كعادتنا نحن الشباب العربي و لكنك ستنفقها في بديل آخر.. أليس كذلك ؟ >>
كان سيقول شيئا و لكني قاطعته و عيني على صديقنا الآخر الذي مازال يغوص في قائمته .. طرقعت بإصبعي أمام وجهه كي ينصت فقد كان هذا الجزء موجها خصيصا إليه :
- << أرجوك لا تسألني عن أهمية أن يشعروا في الغرب بكل هذا لان هذا يعني انك تسألني عن أهمية أن أكون إنسانا .. لم لا أكون طائرا أو دابة مادامت الطيور و الدواب تأكل و تعيش و تنام مثلنا .. أن أهمية هذا هو أن نكون .. أن نعبر .. أن نقول أن لنا وجودا و إرادة .. أن نتألم لإخواننا و للدماء و المذابح التي نراها في كل يوم .. أن نقول أننا العرب لنا كلمة واحدة نقولها في وفت واحد و بلا نشاز >>
********************************************
من منا لم يشاهد هذا الفلسطيني في التلفاز ؟
ليس المهم عمن أتحدث .. لست أتحدث عن احدهم بالتحديد .. لان القصة نفسها لن تختلف مهما اختلفت الأسماء .. الفلسطيني الجريح بفقد وطنه .. الجرافات تسحق مأواه لتلقي به هو و أهله في الشوارع .. ربما مات ولده الطفل بين يديه .. و ربما رأى عرضه يهتك أمام عينيه .. ربما أيضا عجز عن نقل أخيه المصاب برصاصات قوات الاحتلال إلى المستشفى لينقذه لان أحدا من هؤلاء القتلة لن يسمح لسيارات الإسعاف ( الشريرة ) أن تصل إليه , ويصرخ مرارا و عجزا حين تفيض روحه من فرط ما نزف .. ربما أيضا لعجز عن دفن والده لأنه تحت الحصار حتى تعفنت جثته .. معاناة لا تقوى على سماعها فماذا لو عشتها ؟ تخيل بعد كل هذا انك في وجه هذا المناضل العظيم و الذي ربما كان اصغر منك سنا .. عيناك في عينيه .. تلتهم وجبتك المفضلة تحاول أن تقنعه بأنك لا يمكن أن تعيش بدون هذه المنتجات .. ثم أنها لن تضرك كثيرا .. انك لا تكترث ولا تشغل عقلك به أو تشعر في أي رغبة أن تساعده و لو بمشاعرك و إرادتك اضعف الإيمان .. بان تقول له أن قلبك معه و انك تشعر بما يعانيه من الم و مهانة .. لربما منعته سماحة نفسه أن يرتدي حزامه كي يفجر نفسه فينا نحن من فرط الغيظ !! تخيل انك مكانه و ستدرك واجبنا نحوه و هو ما يصنع عروبتنا اذ لا نتوقعه من أي جنس على الأرض إلا منا .. فلنحاول ولو دقيقة أن نشعر بسمو و خطورة قضيتنا و حجم ما يعانيه أخونا هناك لكي نعرف جيدا أننا عجزة نهان علة أرضنا بدم بارد .. ولا نقوى إلا على الكلام ..
*****************************************************************
في جلسة من جلسات الشباب المعتادة سمعت قولا لربما كان مختلفا هذه المرة .. و لن يخالفني الصدق كثيرا إن أقسمت أنني قد احترمته كثيرا .. كان شخصا قرر أن يقاطع فجأة حين بدا التجول بعمق أكثر في جوانب الموضوع .. اعتقد أن أكثرها قوة و هو ما اثر في فعلا هو الجانب الديني .. كان ما قاله لي و لمن حولي هو مثال بسيط :
- << هل تعلمون حين أشاهد الحملات الإعلانية لمستشفى سرطان الأطفال في مصر حاملة هذا الشعار الشهير ( تبرع ولو بجنيه ) فإنني اتسائل .. لم هذا الشعار ؟ لا أرى أن هذا غير مهم و لا اعتقد أن أحدا سيقوا "أنا لا املك أكثر من هذا الجنيه الواحد .. حسنا .. انه لن يفعل شيئا لأنه مجرد جنيه .. إذن لن ادفعه !! رغم أنني فعليا لا احتاج إليه .. >>
ثم اخذ نفسا عميقا و كأنما يبحث عن كلمات مناسبة ..
- << مادمنا قد قلنا قبل ذلك ( تبرع ولو بجنيه ) فلما لا نقول ( احرمهم ولو من جنيه ) .. نقول ( امنع عنهم ولو جنيه ) .. هل تفهمونني ؟ >>
لم أكن حقيقة في حاجة إلى مزيد من الإقناع , لكن ما قاله أسعدني .. بل الأهم انه قد لخص قصائد من تلك التي أغنيها ساعات في دقيقة واحدة ....
كلام .. كلام .. نعم هم الكلام .. لكن من قال أن الكلام لا قيمة له ؟ لو نجح الكلام في التأثير على وجداني و نجحت بالكلام في التأثير على غيري و هكذا , هنا يكون الكلام سلاحا أعظم و أرقى من أي سلاح آخر .. بل و أكثر انتشارا و قوة .. إنني أتحدث بالطبع عن الكلام لا عن الصراخ و السباب ..
******************************************
انتهت الرسالة , قد يقرؤها البعض و يستهزئ بها , و قد لا يقراها احد أصلا , و قد تقرؤونها انتم بالفعل مؤمنين بهذا الهدف و لكننا نحن العرب قوم سريعو النسيان قصيرو النفس و أعداؤنا يعرفون هذا و يراهنون عليه .. لكن القضية اكبر من هذا .. إنها أخر معركة وجود نخوضها و لو خسرناها لانتهينا مثل ( السلت ) .. من يسمع عن قبائل ( السلت ) الآن ؟ هم لا يبالون بنا و يعتبروننا دجاجا .. المطلوب من الفلسطيني و العراقي و العربي عموما أن يموت في تحضر و تهذيب و بلا ضوضاء .. بينما أية دجاجا تحترم نفسها لا تقبل أن تذبح دون أن تملا الدنيا صراخا ..
إن المقاطعة سلاح متحضر لا يمكن الحجر عليه أو مصادرته , و قد استخدمه ( غاندي ) بنجاح .. ثم هو حرية شخصية .. لن ألوم من لا يستطيع التوقف عن شرب دماء ( محمد الدرة ) باردة ممزوجة بالكولا و الصودا , و من يرد أن يرتاد تلك المطاعم ليلتهم لحم (إيمان حجو ) في شطائر فليفعل .. فقط كي يشعر بأنه فتى العصر , و انه يعيش كما يعيش ( السادة ) المتحضرون في ( مانهاتن ) , كل واحد حر , أنا فقط اذكّر ....

منقول لتعم الافادة

diabian.sakr
2007/6/1, 12:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا يا جميل على الموضوع الجميل

MaR MaR
2007/6/1, 12:53 AM
العفو يا باشا على المرور نورت الموضوع

nona mne
2007/8/31, 5:27 PM
شكرا يامرمر على الموضوع المفيد

yoyo.vet
2008/5/8, 10:08 AM
شكرا يامرمر علي موضوعك

واحنا كلنا واجب علينا المقاطعة

مسلمه
2008/5/10, 1:35 AM
أنا طبعا مقتنعه ان المقاطعه ليها أهميه كبيره و خاصه ان معظم الحاجات اللي بنشتريها ليها بدايل صحيح مش دايما بنفس الكفاءه بس بتقضي الغرض و كفايه
اننا بنجاهد نفسنا و بناخد ثواب و بنحسن اقتصاد بلدنا
بس انا بفكر في حاجه أكبر من كده كمان
أنا بفكر في الموبايلات اللي احنا طول النهار بنرغي فيها و شركات الموبايل بتكسب من وراها مليارات
ليه منحولش خطوطنا لشركه عربيه الاصل مش اجنبيه و كمان أصحابها مسلمين
يعني بنكسب العرب بصفه عامه و المسلمين بصفه خاصه
شكرا على الموضوع المهم ده

مسلمه
2008/5/10, 1:53 AM
أنا طبعا مقتنعه ان المقاطعه ليها أهميه كبيره و خاصه ان معظم الحاجات اللي بنشتريها ليها بدايل صحيح مش دايما بنفس الكفاءه بس بتقضي الغرض و كفايه
اننا بنجاهد نفسنا و بناخد ثواب و بنحسن اقتصاد بلدنا
بس انا بفكر في حاجه أكبر من كده كمان
أنا بفكر في الموبايلات اللي احنا طول النهار بنرغي فيها و شركات الموبايل بتكسب من وراها مليارات
ليه منحولش خطوطنا لشركه عربيه الاصل مش اجنبيه و كمان أصحابها مسلمين
يعني بنكسب العرب بصفه عامه و المسلمين بصفه خاصه
شكرا على الموضوع المهم ده