المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسرة ودورها في الوقاية من المخدرات



شذى الحياة44
2008/4/2, 4:26 AM
الأسرة ودورها في الوقاية من المخدرات



لم تكن المخدرات وليدة هذا العصر فقد عرفها الإنسان منذ القدم، وحاربتها المجتمعات القديمة ثقافياً واجتماعياص ودينياً، حيث تعتبر المخدرات أخطر كارثة عرفتها البشرية في تاريخها، وبدأت تتطور لتصبح تجارة عالمية غير مشروعة ترعاها عصابات منظمة هدفها تدممير طاقات وقدرات وقيم الشباب آمال هذه الأمة، ومط أنظارها وكنزها الحقيقي وهذا يهنى تفريغ المجتمع من العقول المبدعة فيه حتى يبقى مجتمعاً متخلفاً من السهل السيطرة عليه.

ووفق تقرير الأمم المتحدة لعام (2000م) عن ظاهرة المخدرات، فقد وصل عدد الدول التي تعانى من التعاطى والإدمان إلى (134) دولة والتي تعرف بالدول المستهلكة للمخدرات أي أن مواطنيها ورعاياها يستخدمون أو يدمنون المخدرات، كما تمر المخدرات وتعبر الحدود بين قرابة (170) بلداً حول العالم. كما لدينا مراهقون من الجنسين وقعوا ضحايا لهذه الظاهرة، كما بلغ حجم الاستثمار العالمي لتجارة المخدرات قرابة (500) بليون دولار سنوياً. أصبحت تجارة النخدرات تمثل المرتبة الثالثة من حيث الحجم أي تشكل ما بين (9-10%) من حجم التجارة العالمية-بعد تجارة النفط والسلاح، وهذا المؤشر يوضح أن المخدرات أصبحت تشكل مشكلة عالمية وتحتاج تظافر جميع الجهود في مواجهتها.

وتشير المؤشرات إلى أن اللمملكة العربية السعودية بدأت تعاني بدورها من هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة فبالرغم من أن عدد حالات المخدرات المسجلة في المملكة بلغت (56) حالة فقط سنة 1970م إلا أنها وصلت عام 1980م إلى (2802) حالة، وعام 1990م وصلت إلى (3383) حالة، وفي عام 2000م وصلت إلى (15297) حالة، وقد زادت عن العام السابق (1999م) بنسبة (14%) (وزارة الداخلية السعودية الكتاب الاحصائي السنوي"1970-2000م").

وفي عالم اليوم لم يعد أمر انتشار المخدرات خافياً على أحد، ولم يعد ضرر المخدرات عائداً على المتعاطي أو المدمن، ففاتورة المخدرات تدفعها البلاد على كافة المستويات فعلى المستوى الاجتماعي يدفع المجتمع الفاتورة بشكل خلافات أسرية، وجرائم لا يسلم منها أحد، وقد تسبب في تحول المجتمع من مجتمع آمن إلى مجتمع تنتشر فيه الأمراض الاجتماعية.

وعلى المستوى الاقتصادي، فإن أي دولة مبتلاه بالمخدرات تدفع من ميزانيتها العامة الملايين من الدولارات من أجل مكافحة التهريب عبر الحدود، ومن أجل رعاية المدمنين، ومن والضغوطات النفسية التي لم تكن مألوفة، مثل النزعة الفردية، والصراع بين القديم والحديث، والتفكك الأسري، والرغبة في الثراء السريع، ودخول ثقافات مختلفة في المجتمع، وغير ذلك من الظاهر المصاحبة للتغير الاجتماعي السريع، وقد انعكست كل هذه المشاكل عل الجيل الجديد الذى وجد نفسه في موقع يتطلب التكيف مع التغير الحضاري. وعندما لا يجد الشباب الوسائل التي تؤدى إلى اشباع حاجاتهم فإنهم يبدون تشككهم في المؤسسات القائمة المتعرف عليها. وقد يؤدى ذلك إلى إنسحابهم من المجتمع، وغعلان رفضهم بعدة طرق كتبنى الأفكار المناهضة، واتباع السلوك المنحرف كالمخدرات....وغيرها.

والمتأمل في جرائم المخدرات يجد أنها أصبحت واحدة من الجرائم المنظمة التي تستخدم التقنيات والخطط الفنية لتنفيذه، وأن نعظم مرتكبيها هم من فئة الشباب (18 سنة فأكثر) وهي الفئة المنتجة التي يعول عليها المجتمع في دفع عجلة التنمية والمشاركة بفعالية بها.

إن الحرب على المخدرات تكون أما عدواً غادر ومتخفى، وهو لا يكل ولا يمل من إبتكار طرق شيطانية لاختراق الأسوار وتعكير صفو الأمم والشعوب، ولذا يجب أن لا تترخى الدول إلى ما حققته من نجاحات في مجال المكافحة، لأن ذلك يعنى إتاحة الفرصة لهذا العدد لكي يخطط وينفذ ويخترق، وهذا ما يجب الانتباه إليه، فليس ثمة نهاية للمقاومة ولا المكافحة، ولذا يجب أن يقف جميع أفراد كل مجتمع صفاً في مكافحة أزمة المخدرات الخطره، وما يحمله من آثار مدمرة لا للمتعاطى فحسب بل على الأسرة والمجتمع.

ولا ننسى دور الأسرة في الوقاية والحفاظ على الأبناء من هذه الظاهرة الخطيرة والدخيله على مجتمعنا، ويجب الانتباه من أهم أسباب انحراف الشباب هو عدم الاهتمام برعايتهم، وتربيتهم واختيار الصحبة الصالحة لهم مع عدم إطلاق الحرية لهم دون رقابة من قبل الأسرة.

إن الأسرة تساهم في الحفاظ على الأبناء من هذه الظاهرة الغريبة والداخلية على مجتمعنا، لذا يجب الانتباه إلى أن تربية الأولاد لا تعنى الالتفات على رعايتهم ذهنياً وأخلاقياً فقط، بل يجب الحرص على تربيتهم التربية الحسنة التي لا تقل أهمية عما سبق ويحتاجها الإنسان لتحقيق التوازن في وجوده، وهي لا تتم إلا بتربية الأولاد على قيم الدين الحنيف وتوطين نفوسهم على تقوى الله وطاعته لأن هذا هو الوازع الداخلي وخط الدفع الأخير الذى يلوذ به الإنسان عند الضرورة ليواجه شرور نفسه ومغريات الدنيا ووساوس الشيطان (اللجنة الوطية لمكافحة المخدرات بالكويت، 205:2002).



وتبرز أهمية موضوع الدراسة للأسباب التالية:

1- أن ظاهرة المخدرات تستهدف في معظم الأحوال فئة الشباب وصغار السن، لذا فهي من الظواهر المعطلة لعملية النماء والتطور لأي نجتمع، لأنها تشل قدرات الأفراد المدمنين، وتبعاً لذلك يصبحون عاجزين عن المساهمة الفاعلة في بناء مجتمعهم، الأمر الذى يقود إلى التخلف الاجتماعي والاقتصادي (السيد، 1417: 220)، بالإضافة إلى أن تعاطي المخدرات غالباً ما يبدأ بين سن 15 سنة و17 سنة، وهو العمر الذى يغلب أن يبدأ الشباب فيه تدخين السجاير، وتعاطى العقاقير النفسية.

2- إزدياد الإقبال على تعاطى المؤثرات العقلية والنفسية بين صفوف الشباب، وخصوصاً الطلبة، وقد وصل انتشارها إلى صفوف الطالبات أيضاً، ولم يعد تعاطيها في كثير من الأحيان سراً، بل أصبح ضرباً من المباهاة، كما أتفقت البحوث والدراسات التالية
( دعبس، 1992، بلال 1986، ثابت، 1984، مصقير، 1991، جعفر، 2002، إدارة البحوث والدراسات-الإدارة العامة للتخطيط والتطوير بوزارة الداخلية بالكويت، 2002، غانم، 1991، الحميدان وآخرون، 2003). على أن القطاع المستهدف من عرض المخدرات يتمثل في الشباب الذى يمثل القوة الشرائية التي تزيد الطلب على المخدرات.

3- أن مما يساعد على فاعلية التربية الأسرية قلة عدد أفرادها، وصغر المساحة التي تسكنها أو تنشط فيها، لأن من شأن ذلك أن يوجد العلاقة الألفية بين أفراد الأسرة، ويعطيه ايجابية في تفعيل دورها الوقائي ضد المخدرات والانحرافات السلوكية.

4- إن أسلوب تنشئة الوالدين للطفل له الأثر البالغ في تكوين ذاته والدور الذى يؤديه بناء على ما اكتسبه من قيم واتجاهات فكرية، وتؤثر القيم التي يكتسبها الفرد منذ صغره في شخصيته وآدائه في الحياة، وكذلك في تطوير الشخصية الفردية (السيد، 1993: 66). وتبرز قيمة التربية الأسرية للأسباب التالية:

- أن الفرد في مرحلة طفولته المبكره لا يكون خاضعاً لتأثير أي جماعة غير أسرته.

- أن الفرد في مرحلة طفولته المبكره يكون سهل التشكل.

- أن الفرد في مرحلة طفولته المبكره شديد القابليةللإيحاء والتعلم.

- أن ألطف قليل الخبره، وعاجز، وضعيف الإرادة، وقليل الحيلة.

- أن الطفل في حاجة دائمة لمن يعوله، ويرعى حاجاته العضوية والنفسية المختلفة
( الحامد، 1415: 74-75).

ومن جانب آخر فإن فشل الأسرة في قيامها بعملية التنشئة الاجتماعية والتربية الأسرية ناتج عن عدة أسباب منها ما يلي:

1- التفكك الأسري وسوء العلاقات الوالدية.

2- كثرة المشكلات داخل الأسرة وعدم التزام الأبوين بالقيم والأخلاق المحمودة.

3- إهمال تربية الأبناء، وعدم تحمل المسئولية الأسرية.

4- الاتجاهات السلبية بين الوالدين وأبنائهم ( الحامد، 1415: 75).

مشكلة الدراسة وأهدافها:

أدت الطفرة الاقتصادية في المجتمع السعودي إلى أحداث تغيير جذري في الوضع الاقتصادي والاجتماعي لكل فئات المجتمع وأنعكست آثارها في إضفاء سمات وخصائص جديدة على آلية الحياة بوجه عام. وبديهي أن تلك التحولات كانت لها آثار إيجابية وأخرى سلبية، وهي طبيعية التغير والانتقال من وضع اجتماعي إلى آخر.

ولحدوث التغير في مجتمعنا بتسارع كبير وعلى مدى زمني قصير (أكثر من ثلالثة عقود)، فقد أتى إيقاعه أسرع من قدرة النظم على استيعابه، والتوازن السريع معه ( كما يؤكد على ذلك وليم إوجبرن) في نظريته (الهوة الثقافية)، ومن هنا تنشأ داخل المجتمع مشكلات اجتماعية تتفاوت في درجة حدتها وحجم مضاعفاتها نتاجاً لسعة إيقاع التغير ومرونة البناء الاجتماعي. وينبغي الإشارة على أن الشباب هم أكثر الفئات العمرية عرضةً لنتاج التغير بكل صورة وأشكاله ومن ثم فهم الذين يعيشون بصورة كبيره حركة التغيرات وآثارها الإيجابية والسلبية، ومن ثم مشكلاتهم المتنوعة والمختلفة. ورغم إيجابيات حركة التغير التي لمسها المجتمع فإننا نؤكد أن هذه الإيجابيات قد واكبتها سلبيات ومشكلات اجتماعية متعددة تعرض لها المجتمع، بصفة عامة، والشباب بصفة خاصة منها مشكلة تعاطي المخدرات.

والشباب هم أكثر الفئات تعرضاً لتعاطي المخدرات، وتعمل الجماعات والشلل على نشره، كما يعمل المروجون على زيادة حجم السوق بتشجيع الشباب على التعاطي. وتعاطي المخدرات يشكل مشكلة اجتماعية خطيرة، وقد زادت طبيعة الحياة الحديثة من انتشارها، ولهذا فإن المجتمعات ممثلة بمؤسساتها الرسمية وغير الرسمية تحاول الحد منها ومكافحتها. ومن أبرز هذه المؤسسات الأسرة، وعلى الرغم من التغيرات التي طرأت على الأسرة المعاصرة والتي أفقدتها كثيراً من وظائفها التقليدية إلا أنها لم تفقد بعد دورها الأساسي في وقاية ورعاية وتنشئة أبنائها من خلال أهم مرحلة من مراحل نموهم الجسمي والنفسي والاجتماعي والأخلاقي.

وفي ضوء ما تم توضيحه فيما قبل فإن محور الدراسة يدور حول "المشكلات الاجتماعية ودور الأسرة في مجال الوقاية من المخدرات".

ومن ثم تهدف الدراسة بصورة عامة إلى التعرف على ظاهرة المخدرات كمشكلة اجتماعية وكذلك دور الأسرة في وقاية أبنائها من مشكلة المخدرات الخطرة.

مفاهيم الدراسة:

المخدرات:

هي كل مادة طبيعية، أو مستحضرة في المعامل من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة إن تؤدى إلى حالة التعود والإدمان، ويضر بالصحة الجسمية والنفسية والاجتماعية للفرد والجماعة (المغربي، 1986:63).

وفي تعريف آخر هي كل مادة يترتب على تناولها إنهاك في الجسم والتأثير على العقل حين تكاد تذهب به وتكون عادة الإدمان التي تحرمه القوانين الوضعية، وأشهر أنواعها الحشيش، والأفيون، والمورفين، والهيروين، والكوكايين، والقات.......وغيرها (حسنين، 1984: 187).

المشكلة الاجتماعية:

هي مشكلة من العالقات الإنسانية تهدد المجتمع تهديداً قد يصل إلى الدرجة المؤثرة على المصالح الرئيسية لكثير من أفراده، وفي تعريف آخر هي موقف مؤثر في عدد من الأفراد بحيث يعتقدون- أو يعتقد الأعضاء الآخرون في المجتمع بأن هذا الموقف هو بصدد الصعوبات والمساوي التي تواجهه. وبذلك تصبح المشكلة الاجتماعية موقفاً موضوعياً من جهة، وتفسيراً اجتماعياً ذاتياً من جهة أخرى. والمشكلات الأساسية التي يعني منها المجتمع هي:

الإدمان، انحراف الأحداث والجريمة، الانتحار، القتل، الطلاق، البطالة.....الخ_منصور، 1407:21-22).

الوقاية:

هي الإشارة إلى أي فعل مخطط، نقوم به تحسباً لظهور مشكلة معينة، أو مضاعفات لمشكلة كانت قائمة أصلاً، وذلك بغرض الإعاقة الجزئية أو الكاملة للمشكلة، -ولمضاعفاتها، أو للمشكلة والمضاعفات معاً.

اكتشفت المجتمعات الإنسانية منذ وقت مبكر أن اللجوء إلى إجراءات الوقاية يعتبر خطوة بالغة الأهمية في مجال التصدي لكثير من المشكلات الاجتماعية. ويعتبر ميدان التعاطي والإدمان في دارهم ليبدءوا بعد ذلك خطوات العلاج (سويف، 1416: 195). والأسرة تعد من أبرز وسائط التنشئة الاجتماعية في القيام بعملية الوقاية لأعضائها.

الإطار النظري والتحليلي للدراسة

المشكلات الاجتماعية والانحراف:

إن المشكلات الاجتماعية ما هي سوى حالة غير سوية وأنها كسر للنظام الاجتماعي أو اختراق أو انحراف عن السلوك الاجتماعي السوي السائد بين الناس وذلك قبل الإدمان على المخدرات أو بعض الجرائم كالسرقة (عمر، 1998:44).

وتجمع معظم تعاريف المشكلات الاجتماعية على تضمين معنى المشكلة من العناصر التالية:

1- تصور ووعي مجموعة كبيرة من الناس، أو عدد من المهمين اجتماعياً بوجودها.

2- إنها ظاهرة تمثل انحرافاً عما هو معياري ثقافياً، وإنها تمثل واقعاً لا يتفق مع مثل المجتمع، أو ما هو متوقع.

3- أنه يمكن مواجهة المشكلة ومحاولة حلها بعمل جماعي (عثمان،1999:300).

كان للمشكلات الاجتماعية التي تراكمت عبر العصور، وبرزت بشكل خاص في القرن التاسع عشر، دورها الكبير في قيام علم الاجتماع وتطوره، وقد اختلف الرواد في اختيارهم للمشكلات ومصادرها، فقد رآها "كارل ماركس" في اللامساواه واستغلال الإنسان للإنسان، ممثلة في الظروف الحياتية الفظيعة للعمال، وتركز الثروة والقوة في أيدي قلة مستغلة، مما دعا إلى تغير توري يحقق المساواة والعدالة الاجتماعية أما "دور ركايم" فقد رأى المشكلة، وداعياً إلى نظام مترابط وأسس أخلاقية مشتركة. أما علم الاجتماع الأمريكي، ممثلاً بشكل خاص،" بمدرسة شيكاغو "، فقد توجه إلى مشكلات الهجرة والمهجرين، وعلاقة الأقليات وعمليات التحضر، وما نجم عنها من لا مساواة وفقر (عثمان، 1999:298).

إن ظاهرة المخدرات والمسكرات في المجتمع المعاصر، وما تبعها من أمراض اجتماعية واختلافات متعددة، تمثل خطراً كبيراً على جميع المجتمعات قاطبة، بل أ، الإدمان على المخدرات والمسكرات وما يتصل به من أضرار دينية واجتماعية وصحية وأمنية أصبح في مقدمة كل مظاهر الجريمة في واقعنا المعاصر، ومن أبرز المشكلات الاجتماعية الخطيرة.

ولذا فإن تفشى إدمان وتعاطي المخدرات بشكل كبير داخل المجتمع، له دلالة على أن هذا المجتمع يحوى الكثير من العناصر البنائية المتناقضة، أي الكثير من التناقضات الاجتماعية والاقتصادية، بل إنه يمثل انهيار أو على الأقل اختلال في سياق القيم الاجتماعي السائدة، وعدم إحلالها بقواعد أخلاقية بناءة.

التفسير الاجتماعي للإدمان والتعاطي (كمشكلة اجتماعية):

تنطلق جهود المجتمعات عبر وسائط التنشئة الاجتماعية (الأسرة، المدرسة، وسائل الإعلام...الخ) نحو السيطرة على التغيرات، والتحولات الاجتماعية لتوجيهها نحو الأفضل بصورة تقلل الفاقد الاجتماعي، وترفع من درجة العائد التنموي، وتتفق معظم الدراسات الاجتماعية حول التعاطي والإدمان أن الوقاية خير من العلاج، والوقاية الواعية القائمة على تخطيط فعال متكامل تتضامن فيه الهيئات والمؤسسات المعنية في المجتمع، تأتى المرتبة الأولى مكافحة التعاطي والإدمان والذي يشكل أخطر الأمراض الاجتماعية المعاصرة.

ويرجع اهتمام العلماء بالبحث في العوامل الاجتماعي إلى حقيقة أثبتتها العلوم الإنسانية الحديثة كعلم الاجتماع، الخدمة الاجتماعية، علم النفس مؤداها أن سلوك الفرد هو إلى حد كبير، نتاج للظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يولد وينشأ فيها، فليس هناك كائن إنساني واحد ينشأ بمعزل عن المجتمع الذى هو فيه، أو يستطيع أن يهرب من تأثيرات هذا المجتمع في تكوينه ونموه الشخصي، وفي أفكاره وقدراته العقلية واتجاهاته وخصائصه الانفعالية فالشخصية الإنسانية هي بصفة اساسية، نتاج لتاريخها الاجتماعي.

والسلوك الإنحرافي يعتبر فعلاً اجتماعياً حسب رأي (دور كريم)، والذى يرى أن الظاهرة الاجتماعية من أي نوع يجب أن تفسر بظاهر اجتماعية أخرى ولا يمكن تفسيرها بالرجوع إلى ظواهر نفسية أو أية ظواهر أخرى غير اجتماعية (الفاح، 1409).

أم "روبرت مرتون" فيرى في متعاطي المخدرات وإدمانها استجابة انسحابيه من جانب المتعاطي، الذي يجد أن سبل النجاح مغلقة أمامه، كما أنه لا يستطيع ارتكاب أفعال إجرامية تحقق أهدافه لعجزه عن ذلك.

كما يرى "جبريل تارد" أن السلوك الإجرامي " التعاطي، الإدمان وغيره) ينتقل من الأعلى إلى الأسفل، حيث يقول أن الجريمة عي حقيقة اجتماعية تنشأ وتتكون وتتطور وفق قوانين أساسية يخضع لها جميع أفراد المجتمع، وهذا هو قانون التقليد، ومثال "تارد" في ذلك "ظاهرة تناول الكحول".

أما "سذرلاند" فيرى أن السلوك الإجرامي سلوك مكتسب ، وليس موروثاً وعن طريق التفاعل مع أشخاص آخرين خلال عملية الاتصال، "وسذرلاند" في نظريته "الأخلاط التفاضلي" أن كل شخص ينطبع بالطابع الثقافي المحيط به ويشتبه به، ما لم تكن هناك ثقافات أخرى تتصارع مع الثقافة المحيطة به، وتوجهه إلى طرق مختلفة كذلك أثبتت كثيراً من الدراسات والأبحاث الاجتماعية تأثير العوامل الأسرية (أسرة مفككة، أسرة منحرفة، انشغال الأسرة بالكسب، أو بالنجاح، ضعف الوازع الخلقي عند الوالدين، كثرة المشاكل العائلية........وغيرها)، في السلوك الإنحرافي، كما يؤثر سوء استخدام وقت الفراغ وعدم توظيفه التوظيف الأمثل في السلوك الإنحرافي (الفاح، 1409).

وظيفة الأسرة:

أن التغيرات المتلاحقة في مجتمعنا، هي نتاج لتأثير عوامل التحضر، وسرعة انتشرا وسائل الاتصال التكنولوجي، والانفتاح الكبير على العالم الخارجي، وقد أحدثت هذه المتغيرات تغييرات قيمة واسعة النطاق منها ما هو مفيد ويساعد على التقدم والتطور، ومنها ما يسئ إلى القيم والموروثات الحضارية، وتظهر هنا مسؤولية الأسرة في غرس القيم الثقافية الإيجابية لدى أعضائها وإيجاد العقلية النقدية الواعية من خلال التوعية والتربية الأسرية السليمة (عرابي 1421هـ). والأسرة السعودية على الرغم من التغيرات المتلاحقة إلا أنها لا تزال تحافظ على قدر من التكيف بين القيم المتوارثة والمستحدثة، كما أن التربية الأسرية أصبحت أكثر أهمية في الوقت الحاضر، وذلك بسبب تعرض الأبناء لمؤثرات خارجية عديدة والتي قد تؤثر على شخصياتهم، وعلى نوعية القيم التي يتنبنونها ولذلك فالأبناء بحاجة أكثر من أي وقت مضى لدور الوالدين في حياتهم
(الجولاني، 1995: 21)

أن مدى قدرة الفرد على الإسهام الفعال في بناء مجتمعه لا يأتي من التعليم والتدريب فقط، وإنما كذلك من خلال تربية أسرية تهتم بتعزيز القيم الثقافية والتنموية في نفس الفرد من سن مبكر، ومتابعة وتدعيم وتطوير هذه القيم في المراحل التالية من عمره.



الأسس السليمة لبناء الأسرة:

تعهد الإسلام الطفل قبل ولادته وبعدها داخل الأسرة وحرص على تربيته وحفظه برعاية فائقة وعناية مستمرة حتى يبلغ سن الرجولة.

1- اختيار الزوجة الصالحة:

الإسلام عنى بالأبناء منذ تكوينهم وقبل أن يرون الحياة فعلى سبيل المثال من حق الطفل على أبيه أن يحسن اختيار أمه لأن ذلك يتوقف عليه حسن تربية الابن ورعايته والاهتمام بشؤونه. يقول الرسول-ص- " تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فأظفر بذات الدين تربت يداك".

إن حسن اختيار الزوج لزوجتيه يضمن له استقرار واستمرار الحياة الزوجية مما يهيئ للطفل الحياة السعيدة والكريمة في ظل من العطف والحب المتبادل بين الأبوين نحو أولادهم (الصابوني174:1422) أي أن الأسرة من خلال عملية التربية الصالحة تقوم بإرساء ذاتية الفرد وتقوية شخصيته لمواجهة الأوبئة الفاسدة في البنيان الأوسع من الأسرة ألا وهو المجتمع.



الاتجاهات الوالديه والتنشئة الاجتماعية للأبناء:

الآباء هم القدوة الحسنة أو السيئة أمام الأبناء، والأبناء يتخذون من آبائهم المثل الذي يقتدي به، ولذا فإن للإباء آداب وأفعال مع أبنائهم واللاتي تساهم في تنشئتهم تنشئة سليمة وتتمثل فيما يلي:

1- أن يكون الآباء قدوة حسنة أما الأبناء من حيث الاستقامة والصدق والأمانة والصفات الأخلاقية الحسنة، إذ أن الأبناء يقتدون بالإباء وفي التطبع الاجتماعي يتعلمون مكارم الأخلاق ويكتسبون محاسن العادات، وقول الرسول-ص- "يولد الطفل على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه".

2- ألا يكون هناك تناقض في الأقوال والأفعال من الآباء، كأن يأمر الأب أو الأم الأبناء بالصدق وهو أو هي كذوب، أو بالامتناع عن التدخين وهو يدخن، أو بالتعاطف والانتماء بين الأخوة وعدم التفرق والشقاق وهو قاطع لرحمه قال الله تعالى في محكم تنزيله ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون))_صدق الله العظيم.

3- ألا يستخدم الآباء فاحش القول أو بذئ الألفاظ أمام الأبناء كالتلفظ بالكفر والكلام الفاحش والبذئ والحلف الكاذب فالأبناء قد يعتادون هذه الألفاظ ومن ثن يصعب اقتلاعها ما دامت قد أصبحت كياناً ثابتاً في التعامل الأسري.

4- يجب المساواة في المعاملة بين الذكور والإناث، لأن الأبوين لا يعلمان أي الأبناء أنفع الذكور أم الإناث كما يجب ألا يفرق الآباء بين الأبناء فيخص ولداً بعطاء دون الآخرين، أو يمنع أحدهم من عطاء، فإن ذلك يولد الحقد والضغينة بين الأخوان، كما أن في ذلك ظلم وتعد على الأبناء لقول
الرسول-ص- "ساووا بين أولادكم في العطية" (رواه الطبراني).

5- أن يحسن الآباء تربية الأبناء ويعلمونهم علوم الدين والدنيا ويكلفونهم حتى يقدروا على العمل. فإن الولد السيئ يدفع الناس إلى ذم أبيه وشتمه لقول الرسول-ص- "الزموا أولادكم وأحسنوا إليهم".

6- أن يهتم الآباء بتمسك الأبناء بدينهم، وأن يهتم الآباء بالصلاة ويقومون بأدائها في المساجد ويأمرون الأبناء بأدائها ويصطبرون على ذلك.

7- يجب أن يتعامل الآباء مع الأبناء بالعطف والرحمة حتى ينشأ الأبناء على التراحم والتعاطف والتواد، لقول الرسول-ص- "حق الولد على والده أن يحسن أدبه ويحسن تربيته".

8- ألا يتسم تعامل الآباء بالبخل على الأسرة في الإنفاق، لأن أي تقصير في هذا المجال يدفع الأبناء إلى الانحراف، كما أن تلبيته كافة الطلبات من كماليات ورفاهية يؤدى إلى الفساد والشطط (التويجري،2001: 149-153) ، (منصور والشربينى، 1420:118).



المخدرات وأضرارها على الأسرة:

أن تعاطي المخدرات يصيب الأسرة، والحياة الأسرية بأضرار بالغة من وجوه كثيرة فالمخدرات تمثل عبئاً اقتصادياً شديداً على دخل الأسرة حيث ينفق رب الأسرة الجزء الكبير من دخله عليها مما يشكل خطراً على الحالة المعيشية العامة للأسرة من الناحية السكنية والغذائية والصحية والتعليمية والأخلاقية والترفيهية ، إذ لا يستطيع أفراد الأسرة الحصول على الاحتياجات الضرورية مما قد يتبعه اضطرار الأم والأبناء إلى البحث عن عمل، وقد يكون هذا العمل من الأعمال غير المشروعة، فقد يكون التسول أو السرقة أو الدعارة هو العمل الذي يضطره الأبناء أو الزوجة لسد احتياجات الحياة الضرورية,

ومتعاطي المخدرات لا يقدر المسئولية، ويهمل واجباته الأساسية، ولهذا نجده يقدم النموذج والمثل السيئ لأولاده، فلا ينشأ لديهم شعور بالمسئولية حيال أسرهم في المستقبل. والحالة الانفعالية في أسرة متعاطي المخدرات يسودها التوتر والشقاق والخلاف بين أفرادها. فالمتعاطي بإنفاقه جانباً كبيراً من الدخل على المخدرات يثير انفعالات وضيق نفوس أفراد الأسرة، كما أن كثير من عاداته لا يقبلها، بل تعتبر مرفوضة من باقي الأسرة. فقد يتجمع عدد من المتعاطين في منزله، وقد يسهرون إلى ساعة متأخرة، فضلاً عن الخوف والقلق الذي يعيش فيه أفراد الأسرة المتعاطي خشية مهاجمة المنزل لضبط المخدرات والمتعاطين.

ومتعاطي المخدرات لا تكون لديه القدرة على رعاية أبنائه وتربيتهم التربية السوية، مما يترتب عليه حدوث انحرافات في سلوك الأبناء هذا بالإضافة إلى أن انحراف أخلاق المتعاطي يؤدى إلى حدوث خلافات بينه وبين زوجته قد تؤدى إلى الطلاق أو بينه وبين أولاده وما قد يترتب على ذلك من تشرد الأبناء إضافة إلى ما يحدث بينه وبين جيرانه من خلافات تؤدى إلى عزله ونبذه بصورة تامة في كثير من الأحيان لكونه من جوار السوء,

من هذا يتبين كيف يكون تأثير متعاطي المخدرات على الخلية الأولى في المجتمع، وهي الأسرة وعلى جميع أفراد الأسرة ومستقبلهم، الأمر الذي ينعكس على المجتمع الذي تمثل الأسرة أحدى خلاياه الأساسية (مركز أبحاث مكافحة الجريمة، 1405: 194-195).

ومن أبرز الآثار الاجتماعية لمتعاطي المخدرات على الأسرة ما يلي:

1- إعطاء المثل السيئ لأفراد الأسرة.

2- نقل عادة التعاطي إلى أفراد الأسرة.

3- عدم الأمان في الأسرة.

4- التفكك الأسري.

5- التأخر الدراسي.

6- إفراز أطفال منحرفين (الأحداث الجانحين).

7- ولادة أطفال مشوهين.

8- التأثير على النواحي الصحية للمتعاطي، وتأثير ذلك على الأسرة اجتماعياً ونفسياً.

9- ضعف الوازع الديني للمتعاطي يؤثر سلباً على بقية أفراد الأسرة من خلال الممارسات المحرمة.

10- تدهور مستوى الطموح لدى أفراد أسرة المتعاطي (اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالكويت (201:2001).

ونظراً للدور الوقائي والتربوي للأسرة في وقاية أبنائها من أضرار المخدرات وآثارها السلبية، فإن الأسر مدعوة لممارسة دورها الوقائي والتربوي وذلك من خلال إدراك ومعرفة بعض المظاهر والعلامات الدالة على المتعاطي ومن أبرزها ما يلي:

1- التغيير في الميل إلى العمل أو المدرسة (التغيب بدون عذر كثيراً وانتحال الأعذار للخروج من العمل).

2- التغير في القدرات العادية (العمل-الكفاءة-النوم).

3- إهمال المظهر العام وعدم الاهتمام بالنظافة.

4- ضعف في التكوين الجسماني، وحالات من النشاط الزائد تليها خمول أو العكس.

5- ارتداء نظارات شمسية بصفة ثابتة وفي أوقات غير مناسبة داخل البيوت، وفي الليل ليس فقط لإخفاء اتساع أو انقباض بؤرة العين، ولكن أيضاً عدم القدرة على مواجهة الضوء.

6- محاولة تغطية الذراعين أو الرجلين لإخفاء آثار الندبات أو التقرحات الناتجة عن تكرار الحقن.

7- وجود أدوات التعاطي في المكان الذي يتواجد به بصفة مستمرة.

8- تواجده مع المشبوهين أو مستعملي العقاقير والمواد المخدرة بصفة مستمرة.

9- سرقة وفقدان الأشياء الثمينة من المنزل (العصلاني، 5:1423).

الأسباب التي تعود للأسرة في إدمان أبناءها المخدرات:

تعتبر الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع، وهي التي ينطق منها الفرد إلى العالم الذي حوله بتربية معنية وعادات وتقاليد اكتسبها من الأسرة التي تربى فيها، ويقع على الأسرة العبء الأكبر في توجيه صغارها إلى معرفة النافع من الضار والسلوك الحسن من السيئ فتهيئ لهم اكتساب الخبرات معتمدين على أنفسهم تحت رقابة واعية ومدركة لعواقب الأمور كلها، إلا أن الحياة العصرية الحديثة أدت إلى حدوث التفكك بالمجتمع، وانعدام الترابط الأسري، وبدأ هذا التيار الغربي ينتقل إلى مجتمعنا. إن مشاكل الأسرة الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً في انتشار المخدرات وتعاطيها، ومن أهم هذه المشاكل هي:

المشاكل الأسرية:

أظهرت بعض الدراسات إن تعاطي المخدرات يساهم في تخلخل الاستقرار في جو الأسرة متمثلاً في انحفاظ مستوى الوفاق بين الوالدين وتأزم الكثير من الخلافات بينهما التي يتحول على إثرها المنزل إلى جحيم لا يطاق فيهرب الأب من المنزل إلى حيث يجد الراحة عند رفاق السوء كما تهرب هي أيضاً إلى صديقاتها من أجل إضاعة الوقت وهذا يكون على حساب العناية والاهتمام بالأبناء، وقد تعود الخلافات بين الزوجين إلى الهجر أو الطلاق، وتكون النتيجة في الغالب سبباً في انحراف ووقوع الأبناء في تعاطي المخدرات.

إدمان الوالدين:

يعد هذا العامل من أهم العوامل الأسرية التي تدفع الشباب إلى تعاطي المخدرات والمسكرات، عندما يكون أحد الوالدين من المدمنين للمخدرات أو المسكرات، فإن ذلك يمثل قدوة سيئة من قبل الوالدين مما قد يدفع إلى محاولة تقليدهم فيما يقومون به من تصرفات سيئة بالغضافة إلى أن إدمان أحد الوالدين يؤثر تأثيراً مباشراً على الروابط الأسرية نتيجة ما تعانيه الأسرة من الشقاق والخلافات الدائمة لسوء العلاقات بين المدمن وبقية أفراد الأسرة مما يدفع الأبناء إلى الانحراف.

غياب التوجيه الأسري:

نتيجة انشغال الوالدين في طلب الرزق والتحصيل المادي، الأمر الذي يوجد فراغاً في توجيه النشئ. وإن انشغال الوالدين عن تربية أبناءهم بالعمل أو السفر أو بعدم متابعتهم ومراقبة سلوكهم يجعل الأبناء عرضه للضياع والوقوع في مهاوي الإدمان لأن هذا يمكن الأبناء من الخروج بدون رقابة فيختلطون بأناس غير صالحين، ولا شك أنه مهما كان العائد المادي من وراء العمل أو السفر فإنه لا يعادل الأضرار الجسيمة التي تلحق بالأبناء نتيجة عدم رعايتهم الرعاية السليمة.

سوء التربية:

أنه من الأمور التي يكاد يجمع عليها علماء التربية بأن الابن إذا عومل من قبل والديه معاملة قاسية مثل الضرب المبرح والتوبيخ فإن ذلك سينعكس على سلوكه مما يؤدى به إلى عقوق والديه وترك المنزل والهروب منه باحثاً عن مأوى له فلا يجد سوى مجتمع الأشرار الذين يدفعون به إلى طريق الشر والمعصية، وتعاطي المخدرات
(قشوش، (9-8:1422. كذلك قد يكون سوء التربية بالدلال وتلبية جميع الرغبات وعدم المعارضة له، وهذا قد يؤدى إلى الانحراف وسلوك طريق المخدرات.

وفي دراسة مطبقة على طلاب جامعة الكويت عن أهم أسباب تعاطي المخدرات من وجهة نظر الطالب الجامعي وكانت ما يلي:

1- أصدقاء السوء، وعدم أبعاد الأبناء عن الصحبة السيئة.

2- التفكك الأسري (انفصال-طلاق).

3- ضعف الوازع الديني.

4- عدم استغلال أوقات الفراغ، وشغله بأشياء يستفاد منها، ففراغ الأبناء قد يدفعهم إلى البحث عما هو ممنوع وغريب لتمضية أوقات الفراغ في ظل ضعف الرقابة الأسرية.

5- ضعف الرقابة الأسرية على الأبناء متمثلة في التنشئة الصحيحة.

6- توافر المال والترف، وسهولة الحصول عليه.

7- الهروب من المشكلات.

8- ضعف التوعية الإعلامية بأخطاء ومضار المخدرات (197:2002). وحول طرق الوقاية من المخدرات من وجهة نظر الطالب الجامعي وكانت ما يلي:

1- زيادة برامج الوعي الإعلامي.

2- تقوية الوازع الديني.

3- الابتعاد عن أصدقاء السوء.

4- الرقابة والتوجيه السليم.

5- شغل أوقات الفراغ.

6- مساندة الأسرة وتدعيم الترابط بين أفرادها (2002، 197-198).

الخاتمة:

المخدرات ظاهرة اجتماعية لازمت المجتمعات منذ القدم وقد تمت مكافحتها وذلك بتحديد بعض العقوبات والجزاءات لها. وعادة ما ترتبط المخدرات بظروف المجتمع المتغيرة من وقت إلى آخر إذ أنها تتطور في طبيعتها وشكلها ونوعها والأساليب المستخدمة في إرتكابها تبعاً لتغير الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع.

والمجتمع العربي السعودي مر بتغيرات اجتماعية واقتصادية متنوعة ومتسارعه أدت إلى ارتفاع مطرد في جرائم المخدرات فالمتتبع للإحصاءات الرسمية للمخدرات في المملكة يجد أن جرائم المخدرات في ازدياد مستمر، ولذا فقد أوضحت الدراسة خطاء كثير من الناس حيث يرون أن عملية الوقاية من مشكلة المخدرات مسؤولية الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أو الجهات الأمنية الأخرى ذات العلاقة وهي رؤية قاصرة، ذلك لأن ظاهرة المخدرات ظاهرة اجتماعية، ولذا فالنظر إلى ظاهرة المخدرات من هذا الجانب الضيق يجعلنا نغفل كثيراً من عوامل فهمها، ومن هنا تبدو أهمية الجانب الأسري كما أكدت عيه الدراسة في عملية الوقاية من أضرار المخدرات.

إن الأسرة السليمة من الناحية الاجتماعية هي اللبنة الأولى في الحياة الاجتماعية، والتي من خلال نمط حياتها يتم التطبيع الاجتماعي الذي يحدث من خلال عملية التنشئة الاجتماعية، والتي تكون مسئوليات الإباء فيها من حيث الكم والكيف لاكتساب أبناءهم الإنسانية وكرم الأخلاق، حتى يصبحوا مواطنين صالحين في المجتمع العام....كما أن التماسك الأسري يعد اساساً في التماسك الاجتماعي فالاضطرابات والاختلالات الخلقية والسلوكية داخل الأسرة من شأنها أن تفرز اختلالات واضطرابات في المجتمع العام، بل إن سوء التكيف والتوافق داخل الأسرة من شأنه إحداث سوء تكيف بين أبناء المجتمع الواحد.

كما أوضحت الدراسة أن عدم قدرة بعض الأفراد على التكيف مع الأوضاع القائمة، يرجع لأسباب قد تعود إلى قدراتهم، أو إلى ظروف نموهم وواقعهم الاجتماعي، سواء كان هذا عن قصد ووعي أو بغيرهما ويؤدى مثل هذا الخروج عما هو متوقع على المشكلات، والتي يعتبرها المسئولون عن النظام تهديداً للوضع القائم واستقراره وتختلف درجة الخروج بما تم خرقه من قواعد.

وتحاول المؤسسات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية كالأسرة تجنب خرق الأفراد للنظام أو الانحراف عنه، وذلك عن طريق عملية التنشئة الاجتماعية السليمة، وبمحاولات ضبط السلوك وخاصة بما تسن من قواعد مرفقة بنظام من الثواب والعقاب.



مقترحات حول موضوع الدراسة:

أ‌- أهمية التنشئة الاجتماعية الإيجابية للأبناء من قبل الوالدين.

ب‌-توجيه الآباء للأبناء في جو من الثقة والتفاهم والاحترام.

ت‌-مراقبة الآباء لأصدقاء أبناءهم وتجنيبهم أصدقاء السوء.

ث‌-ملاحظة الآباء لأبنائهم عن أي سلوكيات مرضية أولاً بأول.

ج‌- توثيق وتدعيم الترابط الأسري فيما بين أعضاء الأسرة مع مراعاة عدم القسوة الزائدة، أو التدليل المفرط حتى لا يكتسب الأبناء العدوانية أو الأتكالية في تعاملهم وتفاعلهم مع الآخرين.

ح‌- مراقبة الآباء للأبناء في أنشطتهم خارج المنزل أو داخله، حيث أن انتشار الانترنت والفضائيات دون رقابة له أثره على السلوكيات والعادات.

خ‌- مراعاة التوسط في الإنفاق المادي مع الأبناء حيث أن وفرة المال تؤدى إلى الانحراف.

د‌- أن يكون الآباء القدوة الحسنة والصالحة أمام الأبناء.

ذ‌- وجود جهات رسمية ذات علاقة فاعلة وتعنى بالأبناء وحمايتهم من عدم تعرضهم للإيذاء من قبل أسرهم.



والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسل

Sherif Eldaly
2008/4/3, 3:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكى الله خير اختى شذى الحياة44

شذى الحياة44
2008/4/4, 3:27 AM
وجزاك انت الف خير وبركه وشكرا على مرورك