المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يتحقق للشاب والفتاة الإشباع العاطفي ؟؟



mimostar
2008/5/9, 4:02 PM
كيف يتحقق للشاب والفتاة الإشباع العاطفي ؟؟

في حياة بعض الفتيات والشبان أكثر من فراغ عاطفي أي أن هناك هوّة عاطفية تنجم عادة من أجواء أسرية خانقة لا يجد فيها الشاب والفتاة ملاذه الآمن فيحاول أن يبحث عن المعوّضات التي تسدّ له هذا النقص ، أو تردم له تلك الهوّة.

ميل بعض أبنائنا إلى العم أو الخال أو الجد والجدة ، هو ـ أحياناً ـ بسبب من هذا الفراغ ، وتعلق بعض الصبايا من الفتيات برجال كبار في السنّ ، ربما يكون ـ في احد أسبابه ـ افتقادهم للحنان الأبوي وعثورهم عليه عند غير الأب ـ وفي الدراسات والبحوث الجنائية اتضح أن احد أهم عوامل الجنوح إلى الجريمة هو النقصّ الحاد في التغذية العاطفية للجاني ، كما تبين من دراسات اجتماعية ونفسية أخرى أن رغبة بعض الطلبة من الشباب والفتيات بالدروس الخصوصية ليس عدم الاستيعاب في غرفة الدرس ، وإنما لعوامل غير مباشرة من بينها الظمأ العاطفي الذي يعبّر عن نفسه بأشكال مختلفة.

وإذا كان المربيّ الإسلامي يشدّد على أهمية احتضان ورعاية وكفالة اليتيم، وتمسيد رأسه وعدم تحسيسه بوقع الفقد عليه من خلال الاقتصاد أو التحسّب أو التحفّظ العاطفي إزاء الأبناء في حضرته، فان هذه اللفتات كلّها توحي أن الفراغ العاطفي أو النفسي الذي يخلّفه اليتم كبير، ولابد من السعي لإكماله وإتمامه بنحو أو بأخر حتى يتجاوز اليتيم عقبة اليتم ويخرج إلى الحياة معافى من عقدة النقص العاطفي التي لو استشرت لدفعت إلى الجنحة والجريمة والإحساس بالجفاء والجفاف الاجتماعي.

ولا نريد الاستطراد في أمثلة القارئ على معرفة بالكثير منها إنْ على صعيد الحياة الزوجية أو الحياة الأسرية بشكل عام ، ولكل انعكاسه على حياة الشاب أو الفتاة بدرجة وبأخرى.

كيف يمكن أن نتفادى هذا النقص أو الفراغ ، بما يمكن أن يحقّق الارتواء العاطفي ، أو ما يطلق عليه أحياناً بـ الإشباع العاطفي ؟

منذ اللحظات الأولى للولادة والطفل يلوذ بصدر أمه لا ليرتوي من لبنها فحسب ، فقد تعوضه البدائل اللبنية عن النقص الحاصل في كمية اللبن ـ وإنما بحثا عن الأمان الذي عاشه في أحشائها وهو ينشده في أحضانها ، ولعلّ نظراته المشدودة إلى عينيها ، ودقات قلبها المتناغمة مع دقات قلبه اللصيق بها يشعرانه بالأمان المفتقد هناك، ولم أنسى ـ ما حييت ـ مشهد الأطفال الرضع في معمل للنسيج أكثر عماله من النساء ، حيث أفردت غرفة خاصة لرعاية الأطفال الذين بدوا كأيتام ، وكان بعضهم قد أعرب عن احتجاجه برفضه تناول ما في الزجاجة المرمية بالقرب منه من حليب !

قبلات الوالدين لأولادهم زَخَمٌ وشحنٌ عاطفيّ لا يستغنون عنه كما لا يستغنون عن غذائهم وشرابهم ، وقد يصبرون على هذا لكنهم لا يصبرون على ذاك ، وكم استغرب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك الأبالأقرع بن حابس الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما فقال له : لي عشرة أولاد لم اقبّل أحدا منهم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فيما مضمونه :انك رجل نزعت الرحمة من قلبه !!

إنّ كلمات اللطف الأبوي والحنان الأموي والعاطفة الرقيقة التي يعبّر عنها بنبرة الصوت العذب، والدفء الغامر، لها من القوة المنشطة ما لا يجده الشبان والفتيات والصبايا والصبيان في اقوي المنشطات المتوفرة في الصيدليات على الإطلاق .

إن احتضان خطأ أبنائنا برفق ، وتقدير مشاعرهم بعمق ، والانتباه إلى ما يجرحهم من كلمات أو أفعال ، وإشعارهم أن البيت هو الملجأ، وان صدر الأم لا يعوض ، وان كتف الأب لا يستبدل . وان جلسة حميمة تغدق فيها المشاعر على مصاب أو منكوب أو جريح نفسيا لهي مما لا يحصى ثوابه إلا الله فضلا عما تؤمّنه من أمصال الوقاية من الانهيار النفسي الذي يتعرّض له المصاب بـ الفراغ العاطفي .

بديهة اجتماعية ونفسية لابدّ من الالتفات إليها : ما لا أجده في بيتي وبين أسرتي ، سأبحث عنه خارجها ، وهذه بداية الطامّة ، أو بداية التصدّع الأسري من الداخل حتى وان بقيت الروابط الشكلية بين أفراد الأسرة قائمة.

non-stop
2008/5/10, 7:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارك الله فيك اخي

mimostar

علي الموضوع الطيب
وجزاك الله كل خير

mimostar
2008/5/10, 9:27 PM
اي خدمة يا باشا زنورت الموضوع
وعلي العموم
البيت بيتك
بردة

yoyo.vet
2008/5/12, 8:55 AM
بديهة اجتماعية ونفسية لابدّ من الالتفات إليها : ما لا أجده في بيتي وبين أسرتي ، سأبحث عنه خارجها ، وهذه بداية الطامّة ، أو بداية التصدّع الأسري من الداخل حتى وان بقيت الروابط الشكلية بين أفراد الأسرة قائمة.

جزاك الله كل خير اخي mimostar

mimostar
2008/5/12, 10:53 PM
هو دة الكلام التمام


مرسي يويو علي المرور والرد الجميل منيك
وشرفتي الموضوع